في خرجة غريبة أثارت استياء المواطنين، يقوم خلال هذه الأيام أغلبية تجار مدينة البويرة بإرغام الزبائن على اقتناء الشيبس، الشربات وأحيانا حفّاظات الأطفال مقابل شرائهم لأكياس الحليب المدعم، وهو ما خلف تذمر الزبائن الذين يدخلون في مناوشات كلامية مع التجار وصلت في بعض الأحيان إلى حدّ تبادل الضربات واللكمات. عادت من جديد ومنذ أكثر من أسبوع أزمة حليب الأكياس لتفرض نفسها على مستوى عديد بلديات البويرة، ما خلّف استياء وتذمرا وسط السكان الذين أكدوا في اتصالهم "بالشروق" أنهم يجدون صعوبة كبيرة من أجل الظفر بكيس حليب، فيما استغل كالعادة بعض التجار السماسرة بعاصمة الولاية الفرصة من أجل رفع سعر كيس حليب الأكياس إلى 35 وأحيانا 40 دج، وهذا بسبب التذبذب الذي تعرفه عملية توزيع هذه المادة بالمنطقة، فيما اهتدى بعض التجار الآخرين بمدينة البويرة إلى إرغام الزبائن على شراء مواد أخرى كحفّاظات الأطفال والحلويات، الشبيس والشربات، ماء جافيل مقابل اقتنائهم لأكياس الحليب، وهو ما وقفت عليه "الشروق "خلال جولة استطلاعية قادتها إلى عدة محلات تجارية ، فمثلا إذا طلبت من التاجر أن يبيع لك كيسين من الحليب المدعم يجبرك على شراء كيسين من مادة "الشيبس" أو علبة حلويات سعرها 50 دج، أو قرعة ماء جافيل، وإذا اشتريت 4 أكياس حليب، تجبر على اقتناء علبة حليب البدرة التي يقدر ثمنها ب 100 دج، أما في حالة ما اذا اقتنيت 8 أكياس حليب يفرض عليك التاجر شراء حفّاظات أطفال التي يقدر ثمنها ب 180 دج أو ما يعادلها، بالطبع تدفع من دون مناقشة لتفادي تعرضك إلى عقوبة تتمثل في تجريدك من السلعة. وقد سببت هذه الخرجات الغريبة للتجار الذين ينتهزون أدنى الفرص لملء جيوبهم، إلى وقوع مناوشات بينهم وبين الزبائن، وصلت إلى حد الاعتداء اللفظي والجسدي المتبادل، فيما فضّل أغلبية الزبائن مقاطعة شراء أكياس الحليب إلى إشعار آخر، وأرغمت بعض العائلات الاستنجاد بحليب الأبقار، رغم التهاب أسعاره بالمزارع لتفادي الطوابير الطويلة أمام محلات بيع التجزئة، فيما فضلت عائلات أخرى اقتناء غبرة الحليب حتى وإن كانت باهظة الثمن إلا أنها تفي بالغرض حسبهم. من جهتهم أكد بعض تجار التجزئة بمدينة البويرة "للشروق"، أن الموزعين يرفضون تزويدهم بالكميات التي يطلبونها، بحجة نقص المادة في الوقت الحالي، حيث يفرضون عليهم كميات من عندهم لا تكفي، نظرا إلى الطلبات الكثيرة من قبل المواطنين، ما يشكّل طوابير طويلة أمام محلاتهم، منذ صلاة الفجر، في حين كشف تجار آخرون أن المادة لا تصلهم، بسبب سوء التوزيع، معتبرين أنهم غير مسؤولين عن ندرة أو سوء توزيع مادة حليب الأكياس، باعتبار أن أغلبية التجار لا تصلهم المادة أصلا، أو تصل إليهم مرتين في الأسبوع، فيما أكد بعضهم الآخر أن الموزعين يفضلون إيصال مادة الحليب إلى المحلات القريبة أو الدكاكين الواقعة بأحياء نائية لتجنّب الازدحام المروري الخانق الذي تشهده مدينة البويرة أو البلديات المجاورة لها. وبخصوص إرغامهم الزبائن على شراء مواد أخرى مقابل أكياس الحليب، أكد عديد أصحاب المحلات التجارية بعاصمة الولاية، أن تجار الجملة هم الذين يفرضون عليهم مواد أخرى من مشتقات الحليب ومواد تنظيف وغيرها مقابل الحصول على حصتهم من الحليب.