يلجأ "الحراقة" من ولايات الغرب إلى مختلف الحيل من أجل الحصول على وثائق الإقامة بإسبانيا، البلد الأكثر تفضيلا للهجرة بعد تجاوزه للأزمة الاقتصادية الأخيرة، ويشير مغتربون إلى أهمّ الدواعي التي تدفع "الحراقة" حاليا إلى الهجرة نحو اسبانيا والمكوث فيها. تحوّلت اسبانيا إلى الوجهة الأكثر تفضيلا ل"الحراقة" بولايات الغرب وحتى من ولايات أخرى من الوطن بالوسط والشرق، وذلك بعد ما استعاد اقتصادها عافيته عقب الأزمة الخانقة التي كان يتخبّط فيها خلال السنوات الأخيرة، وحسب مغتربين هناك و"حراقة" جزائريين فإنّ أسباب هذا التدفّق الهائل ليست بسبب قرب المسافة من الشواطئ الغربية فحسب، بل أيضا بعد ما تراجعت عمليات الترحيل وإعادة "الحراقة" إلى بلدانهم خلال هذا العام، إذ تشير مصادر "الشروق" إلى أنّ أغلب من أبحروا وتمّ القبض عليهم أحيلوا على محتجزات المهاجرين، ثمّ أخلي سبيلهم مع منحهم وثائق إقامة مؤقّتة، ولا يرحّل إلاّ من ثبت تورّطه في مشاكل أو قضايا تخلّ بالأمن العامّ، فضلا عن وجود مناصب عمل مؤقّتة يمكن أن تضمن مداخيل ل"الحراقة" للعيش منها وهي في الغالب وظائف غير مصرّح بها لدى مصالح الضمان الاجتماعي أو دائرة العمل مقابل أجرة زهيدة تقدّر بثلث الأجر القاعدي والتي تكون في حدود 500 أورو. ويعتبر أرباب العمل "الحراقة" يدا عاملة رخيصة يمكن الاعتماد عليها في أشغال الفلاحة والبناء وفي المطاعم وحتى في خدمات الاتصالات، نظرا لإحجام الإسبان عن القيام بهذه الوظائف ووعيهم بحقوقهم. ويرضى "الحراقة" الجزائريون بهذه الوظائف لضمان لقمة العيش وتأجير مكان الإيواء أو استعدادا لجمع المال والانتقال نحو دول أوروبا المجاورة، وهو الأمر نفسه بالنسبة ل"الحراقة" المغاربة الذين يتوافدون هم كذلك على نفس المنطقة القريبة. من جانب آخر، يهرع الجزائريون إلى اتباع مختلف الأساليب من أجل الحصول على الإفراج ووثائق الإقامة المؤقتة، منها هجرة أطفال أعمارهم أقّل من 15 سنة، ونساء حوامل ومعوقين ومرضى يسافرون في حالة سريرية مرفوقين بوثائق تؤكّد إصابتهم بأمراض مستعصية، أين يتّم التعامل مع هؤلاء كحالات إنسانية ومنحهم الرعاية الصحّية والنفسية.