نجحت منظمات إنسانية متخصصة في الإغاثة للحراقة، في إنقاذ عشرات الحراقة الجزائريين الذين ينحدر معظمهم من ولايات الشرق والوسط، كانوا على متن قارب خشبي يحمل 400 حراق من مختلف الجنسيات المغاربية والعربية والإفريقية، الذين أبحروا بغرض الوصول إلى السواحل الإيطالية. وقد كادت التقلبات الجوية أن تتسبب في غرق القارب الخشبي بمن فيه لولا تدخل تلك المنظمات، وفي مقدمتها منظمة "بروآكيفا" الإسبانية المتخصصة في إغاثة المهاجرين، الذين يبحرون بطريقة غير شرعية اتجاه السواحل الأوربية. وذكرت تقارير إخبارية دولية أن المنظمة الإسبانية للإغاثة استعانت بقوارب النجاة المعروفة باسم "غولف آزور"، التي تستعمل بطرق احترافية وآمنة في الإنقاذ في مثل هذه الحالات الطارئة، وأشارت ذات التقارير إلى أن منظمات إنسانية نفذت أمس دائما عملية إنقاذ أخرى في عرض البحر قبالة السواحل الليبية بواسطة قوارب نجاة. وفي السياق استغرقت عملية إنقاذ 16 امرأة وطفلين من مختلف الجنسيات نحو 5 ساعات كانوا على متن قارب بدائي أوشك على الغرق، حيث كان البحر في حالة هيجان قرب سواحل صقلية. وتشير تقارير أخرى إلى ارتفاع حدة الهجرة السرية لمئات الشباب القادم من الجزائر، وينحدر معظمهم من المدن الكبرى في شرق البلاد ووسطها وغربها اتجاه إيطاليا وتركيا، ثم مقدونيا واليونان، كما تشير تقارير إعلامية وأخرى لمنظمات الإغاثة الدولية إلى وفاة العشرات من الشباب "الحراق" في ظروف يشوبها الكثير من الغموض والتناقض في الروايات بشأن أسباب الوفاة التراجيدية لبعضهم. ورغم تقلص نسبة الهجرة السرية من شواطئ غرب الجزائر التي كانت تسجل أعلى معدلات الموت والهجرة نحو أروبا عموما وإسبانيا خصوصا، فإن محاولات الهجرة السرية لازالت قائمة على محاور مختلفة، وفضلا عن شواطئ وهران ومستغانم وتلمسان، فإن شواطئ عنابة وباقي الساحل الشرقي للبلاد لازالت الوجهة المفضلة والآمنة للكثير من "الحراقة" الجزائريين الذين يعتبرونها المسار الأكثر أمانا وقربا للشواطئ الغربية ورغم الحوادث التراجيدية التي رافقت محاولات البعض فإنهم لا يترددون في تكرارها متى سنحت لهم الظروف بذلك..