تخرجت أمس ثلاث دفعات للضباط والطلبة الضباط للدرك الوطني الذين أنهوا تكوينهم للسنة الدراسية 2008 - 2009 بالمدرسة العليا للدرك الوطني بيسر ببومرداس، وهي الدفعة الثانية عشر لضباط القيادة والأركان، الدفعة الخامسة والثلاثون لضباط دورة الإتقان، والدفعة الواحدة والأربعون لضباط التكوين الأساسي بعدما تلقوا تكوينا نظريا وميدانيا يواكب متطلبات العصر في مجال محاربة الجريمة وحفظ النظام. أشرف اللواء أحمد بوسطيلة قائد الدرك الوطني على حفل تخرج هذه الدفعات المتكونة من 408 متخرجين وقام بتفتيشها بساحة العلم قبل أن يقلد الرتب ويسلم الشهادات للمتفوقين في الدفعات المتخرجة. من جهته ألقى قائد المدرسة العليا للدرك الوطني كلمة أشاد فيها بمجهود الدولة في تسخير إمكانيات هائلة لتكوين الإطارات وتزويدهم بمختلف المعارف والمهارات، مشيرا إلى أن الجهود متواصلة من أجل الارتقاء بالمدرسة وجعلها صرحا علميا، وخزانا حقيقيا تدعم وحدات الدرك الوطني. وذكر مدير المدرسة بالأهمية التي توليها وزارة الدفاع الوطني للتكوين العسكري، مشيرا إلى أن البرامج التعليمية للدفعات المتخرجة شهدت تعديلات أملتها الظروف تماشيا مع الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعت عليها الجزائر مع بعض الدول الأجنبية في إطار التعاون لمحاربة الجريمة المنظمة والجريمة العابرة للحدود. وتم بعدها تسليم واستلام العلم وتسمية الدفعة باسم الشهيد شريفي أحمد صالح الذي ولد بأم البواقي واستشهد على يد جيش الاستعمار الفرنسي عام 1958. وتراهن قيادة الدرك الوطني على تكوين العديد من الإطارات الكفأة من خلال تخرج مئات الضباط سنويا من المدرسة العليا بيسر التي تشكل إطاراتها الأعمدة الرئيسية في جهاز الدرك، الذي أصبح اليوم يتحكم في شتى التقنيات ويواكب التطور الحاصل في ميدان مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، من خلال تلقينهم طرق التحدي باستخدام أحدث الوسائل وتعريفهم بوسائل البحث ومناهج التحليل العلمي المستعملة في مكافحة الإجرام. ويهدف تكوين دفعة ضباط القيادة والأركان التي تتكون من 122 ضابطا إلى توسيع آفاق التفكير لدى الضباط لتأهيلهم لأعمال التقييم، التحليل والاستنتاج للقضايا المعقدة التي يعالجونها، وتحضيرهم لرفع قدراتهم المهنية، والفكرية والثقافية التي تؤهلهم للتقييم السليم للأحداث وتقدير الموقف والتحليل الاستراتيجي. وفيما يخص دفعة ضباط الإتقان التي ضمت 100 متخرج فكان الهدف من تكوينها تحديث المعارف المكتسبة من طرف الضباط من خلال تكوين قاعدي، تلقين الضباط طرق وتقنيات التحريات الجديدة، وتعريفهم على وسائل البحث ومناهج التحليل العلمي المستعملة في مكافحة الإجرام. أما دفعة الطلبة ضباط التكوين الأساسي فتتكون من 186 متخرجا. وبعد انتهاء الحفل طاف اللواء بوسطيلة رفقة الوفد المرافق له من المدعوين بالمعرض الذي أقيم على هامش النشاط الرسمي، حيث تم عرض مختلف الوسائل المستعملة في مراقبة الطرقات ومحاربة الجرائم والاتصال بين وحدات الدرك.