انطلقت بالعاصمة اللبنانية بيروت، السبت، أشغال المؤتمر العاشر للمؤتمر القومي الإسلامي وسط حضور مكثف للشخصيات السياسية العربية وممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية بالإضافة إلى ممثلي حزب الله اللبناني. وقد أخذت القضية الفلسطينية القسم الأكبر من تدخلات المشاركين الذين أدانوا المحاولات الرامية لتصفية سلاح المقومة والتخلي عن حق عودة الفلسطينيين إلى بلدهم، فيما شكلت الصراعات العربية العربية نقاط اختلاف بين المؤتمرين. وقال معن بشور، الأمين العام السابق للمؤتمر القومي الإسلامي في تصريح للشروق، دعا فيه إلى ما أطلق عليه "مواجهة القرن" للتصدي لصفقة القرن، ودعا إلى ضرورة التحضير لمؤتمر دولي لمواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني قائلا "ندعو المؤتمر القومي الإسلامي والمؤتمرات الشقيقة إلى المبادرة بالدعوة إلى مؤتمر عربي عام للجان مناهضة التطبيع في كل الأقطار العربية"، وفي هذا السياق عبر بشور عن تقديره للقائمين على المؤتمر الشعبي الخليجي الذين يردون على المهرولين إلى التطبيع مع إسرائيل. وقال المتحدث "لتكن حوارات في هذا المؤتمر منصبة على دراسة الآليات الكفيلة ولنحول ما يسمى بصفقة القرن التي يروجون لها، ويضغطون لتمريرها، إلى "مواجهة القرن"، التي ستنتهي حتما بانتصار هذه الأمة لاسيما إذا عرفت كيف توحد قواها. المتدخلون ركزوا على الانحرافات الفكرية في المنطقة العربية التي قلبت المفاهيم وحولت الصديق إلى عدو والعدو إلى صديق، وهو مخطط صهيوني أغرق المنطقة في نزاعات عربية عربية وإسلامية إسلامية، ولم يتفق المتدخلون على رأي واحد فيما يحدث في عدد من الدول العربية، ففيما صبت الكثير من المداخلات على أن ما يحدث في سوريا والعراق هو انتصار لمحور المقاومة وفشل ذريع للمشروع الأمريكي الصهيوني، ذهبت مداخلات أخرى إلى الحديث عن قضايا الديمقراطية والاستبداد، وهو ما فصل فيه البرلماني اللبناني السابق أسعد هرموش الذي أشار إلى أن فلسفة المؤتمر القومي الإسلامي منذ تأسيسه سنة 1994، قامت على التعاون والعمل في القضايا التي تشكل إجماعا بين كل الحساسيات والتوجهات الحاضرة في المؤتمر، مؤكدا أن الكثير من أبناء المشروع الإسلامي الذين كانوا أعضاء فاعلين في المؤتمر القومي الإسلامي لم يعودوا كذلك، وقال للمشاركين في المؤتمر "لا تحرجونا فتخرجونا" في إشارة منه إلى رفض توريط المؤتمر القومي الإسلامي في الصراعات العربية العربية. وفي ذات السياق، ذهبت كلمة المغربي محمد حمداوي الذي قال إن رسالة المؤتمر القومي الإسلامي هي قضية فلسطين ومواجهة الكيان الصهيوني ووحدة الأمة، كما أن المؤتمر ضد الإرهاب والتكفير، وكذلك ضد الإقصاء والاستبداد، ومصادرة حق الشعوب في الحرية والديمقراطية، كما رفض المتحدث الاصطفاف السياسي، وأن المؤتمر القومي الإسلامي ليس تابعا لأي دولة كانت أو نظام سياسي. هناك مؤامرة خطير تجري في المنطقة لتطبيق المشروع الأمريكي الإسرائيلي، اتفقنا على دعم القضية الفلسطينية وهذا شرف، واتفقنا على مناهضة التطبيع وهذا شرف كذلك، لكن لا فائدة من إدخالنا في قضايا خلافية كما هو الشأن في سوريا والعراق واليمن ومصر.