تعيش الجماهير الفلسطينية حالة من الترقب الشديد، في انتظار ما ستؤول إليه مباراة المنتخب الجزائري أمام نظيره الأمريكي، المقررة اليوم ضمن منافسات المجموعة الثالثة من مونديال جنوب إفريقيا 2010. * وعاشت الجماهير الفلسطينية وقع الصدمة بعد سقوط المنتخب الجزائري غير المتوقع أمام منافسه السلوفيني بهدفٍ دون رد، إلا أن الخضر عادوا من بعيد واقتنصوا نقطة غالية من أنياب إنجلترا أعادت الأمل للفلسطينيين الراغبين في رؤية ممثل العرب الوحيد يواصل المسير في الأدوار المتقدمة من مونديال القارة السمراء. * * تجمعات كبرى.. * ومع تواصل انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة، يتجمع عدد كبير من محبي الجزائر من الفلسطينيين في مختلف المقاهي العامة، حيث احتفل المشجعون بأداء الخضر الراقي أمام إنجلترا وسط انطلاق أبواق المركبات العامة عقب إطلاق الحكم الأوزبكي رافشان ايرماتوف صافرة نهاية اللقاء. * يقول لؤي حجازي (23 عاماً): "لقد كان أداءً رائعاً للجزائر أمام انجلترا، يبدو أن روني سيدرك الآن مدى أهمية الخضر في عالم الساحرة المستديرة ". * * فلسطين في المونديال * وفي لقاء الخضر المرتقب أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، يحلم الفلسطينيون بفوز جزائري مستحق في تكرار لما فعلته إيران في مونديال فرنسا 98 والتي حققت فيها الفوز على أمريكا بهدفين مقابل هدف وحيد. وعلى الرغم من تطور أداء المنتخب الأمريكي بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، إلا أن الفلسطينيين يؤمنون بقدرة الخضر على إسقاط الدولة العظمى والإطاحة بمنتخب بلادها خارج المونديال من دوره الأول. * يقول علاء الدردساوي (22 عاماً): "دون شك يمتلك المنتخب الجزائري قدرة على إسقاط الولاياتالمتحدةالأمريكية والإطاحة بها خارج أسوار المونديال". * وتأتي الرغبة الفلسطينية الجامحة في تحقيق الخضر الفوز، نتيجة شعورهم بالاضطهاد الشديد من أمريكا الداعم الأول للإسرائيليين، وهو ما يجعل احتفالات الفلسطينيين في حال فوز الجزائر ذات صبغة سياسية أكثر من كونها رياضية. * وحول المنتخب الجزائري، يرى مهند مصطفى أن الجزائر تمتلك في رصيدها العديد من المواقف الداعمة للشعب الفلسطيني، وهو ما يدفعه لتشجيع الخضر في المونديال متمنياً لها التوفيق في مشوارها الكروي القادم. * وتبادلت الجماهير الفلسطينيةوالجزائرية الشعور الإيجابي، حيث نقلت عدسات الكاميرا العديد من مشجعي الخضر يحملون الأعلام الفلسطينية في أزقة جنوب إفريقيا وشوارعها المختلفة، فيما تزينت المحّال التجارية في غزة بالأعلام الجزائرية وسط هتافات المحبين" * * وان، تو، ثري.. فيفا لالجيري * ويعتقد الإعلامي الرياضي حسام الدين حرب أن تواجد الخضر في المونديال يشبه تماماً تواجد المنتخب الفلسطيني في منافسته، كاشفاً عن عشقه الشديد للخضر، وهو ما دفعه للشعور بكونه جزائريا خلال مباراة الخضر أمام انجلترا. * * أخطاء لابد من تفاديها * وعلى الرغم من سعادة الجماهير الفلسطينية بأداء المنتخب الجزائري، إلا أن هاجس الأخطاء التي عانى منها الخضر في لقائهم مع سلوفينيا ما زال يحلق في الأفق الفلسطيني، حيث يتمنى عبد الرحمن الفار (20عاماً) ألا تتكرر أخطاء الحراس مع كرة المونديال المثيرة للجدل. وأضاف: "الجابولاني كرة مثيرة للجدل، أتمنى ألا يقع حارس المنتخب الجزائري في خطأ مماثل لما حدث أمام سلوفينيا". * من ناحيته تمنى طارق الزعيم (27 عاماً) أن يكون لاعبو الخضر أكثر تركيزاً في لقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية، معرباً عن آماله في أن تبتعد الجزائر عن البطاقات الملونة في لقائها الحاسم. * وتبدو ملامح الزعيم الشقراء وعيناه الخضراوان غربية ويقول: "الجزائر سقطت أمام سلوفينيا بسبب أخطاء يجب ألا تتكرر، طرد غزال كان حاسماً في الخسارة، وأمام أمريكا يجب أن يبتعد لاعبو الجزائر عن البطاقات الملونة ". * * فرص متساوية.. * وبدوره يعلق عبد الرحمن الخضري (26 عاماً) آملاً كبيرة على فوز المنتخب الجزائري أمام المنافس الأمريكي القوي، ويقول: "أتمنى أن يكون أداء الفريق الأخضر مماثلا أو أفضل من الذي لعبته أمام الإنجليز". "رغم النتيجة الصفرية للجزائر وإنجلترا إلا أنه كان من الممكن للجزائر أن تحرز ثلاث نقاط كانت ستريح الفريق الجزائري نفسياً في لعبه أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية ويضع أمام خيارات أكثر من الوضع حالي"، يضيف الخضري، الذي أوضح مقصده بالقول: "لو أن الجزائر فازت على إنجلترا وتعادلت هذه الأخيرة مع سلوفينيا في المباراة المقبلة، كان من الممكن أن يكفي الخُضر التعادل أو الفوز أمام أمريكا، ورغم صعوبة الوضع إلا أنني أشجع فريقنا العربي وأتمنى له الفوز". * ولا يوحي جسد الخضري الممتلئ حد السمنة بأنه شغوف بالرياضة وكرة القدم، ويعلق أملاً كبيراً على قائد هجوم الجزائري اللاعب كريم مطمور، متابعاً وهو يردد هتاف تشجيع الفريق الأخضر بلهجة جزائرية: "أتمنى الفوز للجزائر فريق العرب، لن نرضى بغير الفوز، الجزائر قلب فلسطين النابض التي دعمت القضية الفلسطينية". * ويرى الشاب أن فرص الفوز للفريقين الجزائري والأمريكي متساوية، ولكن هذا الأخير فرصته أقوى سيما بعد الأداء المميز لكأس القارات خلال عام 2009، حيث هزم أمام البرازيل بثلاثة أهداف مقابل هدفين. * وأضاف: "لا أريد أن يُهزم العرب أمام الولاياتالمتحدة التي تحاصر قطاع غزة مع الاحتلال الإسرائيلي، وموقفها السلبي من جريمة أسطول الحرية، حيث سجل الجزائريون موقفاً مشرفاً بمشاركتهم في الأسطول الإنساني لكسر الحصار.. أتمنى أن تخسر أمريكا الظالمة في جميع مبارياتها في ألعاب المونديال". * * لا تخذلوا غزة! * ويشاطره الرأي الرياضي عمر أيوب (32 عاماً)، والذي يدعم فريق الشرق الأوسط بقوة، قائلاً: "أدعوا الله أن يتحقق حلم الجزائريين بفوزهم أمام المنتخب الأمريكي، لأنه وعدنا بإهداء الفوز للفلسطينيين والقضية الفلسطينية". * واستدرك قائلاً: "هذا الحلم لن يتحقق إلا إذا لعب الفريق الأخضر بروح الفريق المتعاون ولولا ذلك لما هزم أمام منافسه السلوفيني". * وخاطب فريقه العربي المفضل قائلاً: "لا تخذلوا غزة، كرة القدم لعبة جماعية لا ينفرد أي منكم بالكرة أمام الخصم الأمريكي، المستديرة الساحرة لعبة تحتاج إلى فريق متعاون متكامل". * ويدرك أيوب أن الإدارة الأمريكية تكيل بمكيالين للفلسطينيين، وكذلك الغرب الذي ينظر للعرب نظرة دونية حتى في كرة القدم، وليس السياسة فقط، لذا من الواجب على الجزائر هزم الفريق الأمريكي". * وأثنى الرجل الثلاثيني الذي يتابع مباريات المونديال برفقة أسرته الشغوفة بالمستديرة الساحرة على مدرب الفريق الأخضر، قائلاً: "أشجع مدرب الفريق الجزائري رابح سعدان الذي يقود فريقه الوطني برباطة جأش وقوة، أرى الفوز في عيني هذا الرجل".