وقع خبر غياب فنان محاربي الصحراء مراد مغني عن المونديال القادم كالصاعقة على الجماهير الجزائرية التي كان يحذوها أمل كبير في رؤية مدلل الخضر الجديد ضمن المنتخب الجزائري بجنوب إفريقيا، حيث تراوحت الأحاسيس بين متأسف لغياب اللاعب وبين غير مصدق للخبر نتيجة الصدمة الكبيرة التي أحدثها، ما يؤكد المكانة التي صار يحتلها اللاعب الذي لم يمض على انضمامه لكتيبة المحاربين عام واحد، إلا أنه تمكن من خطف قلوب الملايين وصار النجم الأول بدون منازع بين نجوم المنتخب الوطني. ترقب كبير قبل تأكيد الخبر وإصرار كبير على كونه إشاعة وآثرت "الشباك" أن تعيش لحظات صدور خبر عدم شفاء مغني من إصابته مع قرائها وأوفيائها عبر المنتديات، حيث سادت حالة من الترقب والتخوف الكبيرين بمجرد ورود أنباء من كران مونتانا حول استبعاد مغني، وبقي الجميع على صفيح ساخن بانتظار تأكيد صحة الخبر من عدمها في ظل إصرار البعض على أنها إشاعة وتمني البعض الآخر أن تكون كذبة ماي، خاصة وأن كل الأخبار التي وردت قبل ذلك من معسكر المنتخب الوطني بسويسرا، كانت تصب في خانة تعافي مغني من إصابته لدرجة خوضه لمباراة تطبيقية مع زملائه دون الشعور بالآلام، وهي الأخبار التي رفض الجمهور الجزائري تصديق غيرها، مكتفين أمام حالة الذهول والترقب التي ميزت تعليقاتهم بالتضرع إلى الله بأن تكون مجرد إشاعة. 22:30 موقع الفاف ومغني يقطعان الشك باليقين وقطع اللاعب بنفسه شك الجماهير الجزائرية ومحبيه باليقين من خلال ظهوره خلال النشرة اليومية التي تقدمها الجزيرة الرياضية حول تحضيرات ممثل العرب الوحيد في المونديال من خلال استجوابه من طرف مبعوث القناة إلى هناك، محمد الوضاحي، أين أكد مغني غيابه رسميا عن المونديال وعدم تمكنه من الشفاء من الإصابة التي لاحقته لمدة طويلة، مضيفا بأنه مؤمن بقضاء الله وقدره، داعيا الجماهير الجزائرية إلى عدم التأثر بذلك والوقوف إلى جانب محاربيها، مؤكدا بأنه سيكون حاضرا بقلبه رفقة زملائه في جنوب إفريقيا وهي الكلمات التي أثرت أيما تأثير في الجماهير الجزائرية التي ازداد يقينها بصحة الخبر بعد وروده في الموقع الرسمي للفاف. حيرة كبيرة.. حزن شديد.. والبعض سبقتهم دموعهم وبمجرد تأكد الخبر، خيم حزن شديد على أغلب مواضيع وتعليقات المنتديات التي جاءت في مجملها معبرة عن حيرة كبيرة، مما حل بلاعبي المنتخب الوطني من إصابات ظلت تلاحقهم طيلة مشوار التصفيات وأبت أن تفارقهم حتى خلال المونديال، إلى درجة أن البعض لم يتوان في التأكيد بأنه ذرف دموعا بمجرد رؤية مغني يؤكد خبر غيابه عن المونديال، خاصة وأن الموقف كان جد مؤثر ومن الصعب على كل الشغوفين بفنيات اللاعب تجاوز الصدمة في حينها، لتنطلق ردود الأفعال بمجرد تجاوز هؤلاء للحيرة والذهول وتأكدهم بأن فرضية الإشاعة التي منوا أنفسهم بها لا مجال لها من الصحة. الشاذلي وحاج عيسى أكثر المطلوبين لخلافته وطالب رواد المنتديات الناخب الوطني رابح سعدان بالإسراع في استدعاء خليفة مغني وعدم تضييع مزيد من الوقت، خاصة وأن أيام قليلة صارت تفصلنا عن انطلاقة الحفل الكروي العالمي وخليفة مغني سيكون بحاجة ماسة إلى التحضير رفقة المجموعة بصورة جيدة بما أن المهمة التي ستوكل إليه جد صعبة بصعوبة خلافة فنان الخضر، حيث رأى البعض بأن اللاعب الجديد لبايرن ليفركوزن الألماني العمري الشاذلي أكبر المرشحين لخلافة مغني بالنظر لمعرفته للمجموعة ومستواه الفني والبدني الكبير الذي سيسمح له بتدارك ما فاته من التربص الإستعدادي، فيما رأى البعض الآخر بأن مدلل الوفاق السطايفي حاج عيسى هو الأنسب لخلافة مغني بالنظر للمستوى الرائع واللوحات الفنية الجميلة التي صار يصنعها رفقة فريقه في مباريات البطولة، ما يجعله يستحق التفاتة سعدان ووضع الثقة فيه مجددا. سعدان قد يستبعد حارسا ويكتفي بالمجموعة الحالية ولم تستبعد الجماهير الجزائرية فرضية أن يكتفي سعدان بالمجموعة المتواجدة حاليا بكران مونتانا بعد إصابة مغني بما أن التعداد صار يضم 24 لاعبا، حيث سيكون مجبرا على الفصل فقط في قضية الحارس المستبعد دون توجيه الدعوة لأي لاعب من القائمة الإحتياطية لتعويض مغني، بما أنه يملك ضمن التعداد جمال عبدون بفنياته العالية والشاب الواعد رياض بودبوز القادرين على اللعب في نفس منصب مغني، وبالتالي فلا حاجة له لاستدعاء لاعب لم يخض التحضيرات منذ البداية، وقد يجد عوائق كبيرة أمامه لتدارك النقص والتأخر في التحضير، وهو ما سيقوم الناخب الوطني بتفاديه. شلبي وسعدان بين المطرقة والسندان وإن زالت آثار الصدمة عن البعض وساقتهم للتفكير في مصلحة المنتخب والحلول المطروحة لتعويض مغني، فإن البعض الآخر لا زال تحت تأثير انعكاساتها من خلال توجيه أصابع الإتهام تارة للدكتور شلبي الذي أشرف على علاج مغني بمصحة "أسبيتار" القطرية من خلال التساؤل عن مدى نجاعة العلاج الذي قام به مع مغني في ظل عدم قدرة هذا الأخير على اللحاق بالمونديال عكس ما وعد به الدكتور الجماهير الجزائرية سابقا، مطالبين رئيس الفاف بتقديم توضيحات شلبي حول عجزه في تجهيز مدللهم، فيما لم يسلم الناخب الوطني من انتقادات هؤلاء وتحميله جزءا من المسؤولية كونه أصر إشراك اللاعب في كأس أمم إفريقيا المنقضية وقائعها بأنغولا، رغم علمه بإصابته وهو ما زاد حالته تعقيدا. شلبي كان صريحا وسعدان بريء وتبقى هذه الإتهامات مجرد ردود فعل ناجمة عن مخلفات الصدمة وتعلق الجماهير بلاعبها، وللأمانة مع أوفياء "الشباك" فإنه يجدر بنا التذكير بأن الدكتور شلبي أدى مهمته على أكمل وجه وتمكن من علاج إصابة مغني بدليل خوضه لمباراة تطبيقية مع زملائه دون شعوره بالآلام، وهنا تتوقف مهمة طبيب المنتخب الجديد الذي كان صريحا منذ البداية من خلال إشارته إلى أنه سيكون مسؤولا عن تجهيز مغني صحيا ويبقى على اللاعب والطاقم الفني تجهيزه بدنيا، وهي المهمة التي تبدو صعبة بالنظر إلى قصر المدة التي تفصلنا عن انطلاق المونديال، كما أن الناخب الوطني لم يكن المسؤول عن تفاقم إصابة اللاعب كون شجاعة هذا الأخير وتعلقه الشديد بالألوان الوطنية هما اللذان دفعاه للإصرار على المشاركة في كأس إفريقيا بأنغولا بدليل أن سعدان لم يعتمد عليه كثيرا وراعى الحالة الصحية له قبل إقحامه وتفاقم إصابته يعود لنادي لازيو الإيطالي الذي أصر على إشراكه رغم عودته مصابا من كأس إفريقيا والتي زادت سوءا خلال مواجهة لازيو مع الأنتر وهي آخر مباراة خاضها مغني. هتافات في الشوارع باسمه.. والمعجبات يقاطعن المونديال وتثبت الجماهير الجزائرية دائما على وقوفها الدائم مع محاربيها في الأوقات الصعبة لتستحق بحق تصنيفها ضمن أحسن الجماهير العالمية، حيث فضّل البعض الخروج إلى الشوارع للهتاف بحياة مغني والمنتخب كوقفة تضامنية مع اللاعب لرفع معنوياته والتأكيد له بأن غيابه عن المونديال لن ينقص من مكانته لدى هؤلاء وسيبقى محبوبهم الأول، ومحاولة لرفع معنويات محاربي الصحراء الذين تأثروا بسماعهم خبر غياب مغني عن صفوفهم خلال مونديال جنوب إفريقيا من خلال إرسال رسالة مفادها أنه لو غاب كل اللاعبين عن صفوف المنتخب فإن اللاعب رقم 12 سيبقى وفيا لهم وسيكون معهم قلبا وقالبا في مغامرتهم المونديالية لتشريف الألوان الوطنية، إلا أن الطريف في الأمر هو ردة فعل بعض معجبات اللاعب خارج ميادين واختصاص الكرة، واللاتي أبدين إصرارا على مقاطعة المونديال بما أن مغني لن يكون حاضرا فيه، وهي مواقف مضحكة كون أصحابها يعشقون مغني الإنسان، وليس اللاعب واهتمامهم بالمنتخب وليد مدة زمنية قصيرة وإلمامهم بأمور المستديرة جد محدود. تضامن كبير للجماهير العربية و"سندعه يتكلم ما دام يتألم" وشهدت المنتديات تضامنا والتفافا كبيرين حول الممثل الوحيد للعرب في المونديال من طرف الجماهير العربية التي تعشق المنتخب الجزائري واللاعب من خلال إبداء أسفها على غيابه وتمنياتها له بالشفاء العاجل، وبالتوفيق لمحاربي الصحراء رافعين راية العرب والمسلمين في المونديال القادم، مؤكدين بأن لهم إحساس كبير بأن أشبال سعدان سيسيرون على خطى سلفهم بإعادة ملحمة خيخون كون المنتخب الجزائري معروف بتألقه في المحافل الكبرى، متمنين بأن يكون محاربي الصحراء في مستوى أمال الجماهير العربية دون أن نهمل لفت الإنتباه إلى بعض الأصوات الشاذة التي لا زال يصعب عليها تصديق غيابهم عن المونديال وأضحى الأمر يولد حرقة كبيرة في قلوبها والتي استغلت خبر غياب مغني عن المنتخب الجزائري للتشفي، ضاربة عرض الحائط كل قيم العروبة والإسلام التي طالما نافقوا بالتغني بها، ولن نرد عليهم سوى بأن المنتخب الجزائري استطاع تحقيق التأهل للمونديال بلاعبين مصابين حاربوا فوق الميدان ببسالة واستئساد كبيرين، ليثبتوا بأنهم أصحاب المواعيد الكبرى والأحق بتمثيل العروبة بالأفعال عوض الأقوال، وبمجرد إنطلاق فعاليات المونديال فسيكون الموعد مناسبا لمن كان يتكلم أن يتألم، وهو الرد الذي رد به الجمهور الجزائري على هؤلاء بالقول "سندعك تتكلم ما دمت تتألم". مغني كان مؤمنا شجاعا وعلينا أن نحذو حذوه وتحلى مغني بكثير من الجرأة والشجاعة لدى مخاطبته للجماهير الجزائرية عبر الجزيرة من خلال محاولة إخفائه لتأثره بغيابه عن المونديال ودعوته الجماهير الجزائرية للإلتفاف حول منتخبها ووضع ثقتها في باقي المجموعة التي يراها قادرة على آداء مشوار جيد في المونديال، مؤكدا أن قضاء الله وقدره هما اللذان حرماه من خوض أول مونديال له رفقة محاربي الصحراء، وهي كلها مواقف وكلمات تحسب للاعب الفنان والخلوق، وعلى الجماهير الجزائرية أن تحذو حذو اللاعب كون المنتخب لا يتوقف ولا يبنى على لاعب واحد، وإنما على أساس مجموعة متكاملة، وهو الحال بالنسبة لكتيبة المحاربين التي تضم عناصر لها من الإمكانات ما يؤهلها لأداء مشوار إيجابي في مستوى طموحات الجماهير المعلقة عليها وتشريف الألوان الوطنية والعرب في سماء جنوب إفريقيا.
