دعا الوزير الأسبق للشؤون الخارجية والمبعوث الأممي السابق، الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي، الإثنين، إلى ضرورة التحلي بخصال الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة وتقفي أثره في أخلاقه وعلمه وتصوفه وجهاده. وقال الإبراهيمي لدى حضوره احتفاليات الذكرى 185 لمبايعة الأمير في ولاية معسكر: "إنه من المؤسف أن يقلد غير الجزائريين هذا الرجل في أثره ونهمل نحن هذا الجانب، لذلك وجب على قطاعات التربية والمجاهدين والثقافة والإعلام التنسيق فيما بينها لإثراء البرامج والمناهج والمكتبات بما هو أهل له هذا الرجل الفذ". وخاض الإبراهيمي مطولا في تفاصيل ما يحدث في بعض دول العالم من حروب ومآس، وقال بأنه لابد من عودة سريعة للأمن والسلم لهذه المناطق من منطق أنهم بشر يستحقون العيش في أمان. وأشار وزير المجاهدين الطيب زيتوني الى أن الأمير عبد القادر أسس الدولة الجزائرية الحديثة على أسس ومقومات لا تزال تمثل نبراسا للبناء عليها من أجل مواصلة البناء والتشييد وتعزيز أمن الجزائر واستقرارها والعمل على ازدهارها ورفاهيتها. ونوه الوزير بالصورة الرائعة التي رسمها الأمير عبد القادر في كل أصقاع العالم عن الجزائر وبطولاتها وقيمها من خلال تبنيه للقضايا العادلة للإنسان مهما كان عرقه أو ديانته وهي الصورة التي لا تزال ناصعة في الكثير من دول العالم ولدى شعوبها. وحظي الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي بجائزة "سرج الأمير" في طبعتها الثالثة وهي جائزة سنوية تسديها جمعية الأمير لشخصية وطنية، حيث كانت في طبعتها الأولى سنة 2015 من نصيب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ومنحت في الطبعة الثانية العام الماضي لعائلة الفقيد بوعلام بسايح. وعدّد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي حضر احتفاليات الذكرى رفقة وزير المجاهدين الأدوار التي لعبها الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي في إحلال مبادئ السلم والأمن في الكثير من دول العالم.. وأعلن رئيس بلدية الكادير الأمريكية الذي حضر التظاهرة في طبعاتها الثلاث بأنه سيبذل قصارى جهوده من أجل توطيد العلاقة بين بلديته وبلدية معسكر من خلال إبرام مزيد من الاتفاقيات في شتى المجالات، متعهدا بأن يلعب دورا الوسيط في تحسين أواصر المحبة والمودة بين شعبي المنطقتين.
نشطها الدكتور محمد بن رضوان متحف المجاهد يحيي الذكرى ال185 للمبايعة الأولى للأمير من جهة أخرى نظم المتحف الوطني للمجاهد، الإثنين، ندوة تاريخية إحياء للذكرى ال185 للمبايعة الأولى للأمير عبد القادر (27 نوفمبر 1832/2017( أطرها الدكتور محمد بن رضوان، الذي تطرق إلى سيرة الأمير عبد القادر منذ مولده إلى نشأته وتعليمه وتنقلاته في بلاد المشرق والحجاز، ليبرز كيف وقعت المبايعة الأولى له، حيث أنه بعد أن تمت مبايعة محمد بن زعموم مع علي ولد سي سعدي في ضواحي متيجة، انتقلت المقاومة إلى الغرب الجزائري حيث كان "محيي الدين الجزائري" قد رضي بمسؤولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وبخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان ابنه "عبد القادر الجزائري" على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات. فاقترح "محيي الدين" ابنه "عبد القادر" لهذا المنصب وجمع الناس لبيعته تحت شجرة الدردار، فقبل الحاضرون من علماء وكبراء ووجهاء القوم، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده ب "ناصر الدين"، واقترحوا عليه أن يكون سلطانا ولكنه اختار لقب الأمير. وكان ذلك في 3 رجب 1248 ه الموافق 27 نوفمبر 1832 م وهو ابن أربع وعشرين سنة. توجه الأمير بعد البيعة إلى معسكر ووقف خطيبا في مسجدها أمام الجموع الكبيرة فحث الناس على الانضباط والالتزام ودعاهم إلى الجهاد والعمل. وبعد الانصراف، أرسل الأمير الرسل والرسائل إلى بقية القبائل والأعيان الذين لم يحضروا البيعة لإبلاغهم بذلك، ودعوتهم إلى مبايعته أسوة بمن أدى واجب الطاعة.