يعقد رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر محمد بوطالب، اليوم، ندوة صحفية بفوروم المجاهد لعرض برنامج الملتقى الدولي ''رمزية المبايعة لمقاومة الأمير عبد القادر'' الذي سينعقد يوم 2 فيفري القادم بالعاصمة وتتواصل فعالياته إلى غاية يوم 3 من الشهر ذاته بمدينة معسكر مسقط رأس الأمير. على هامش اللقاء سينظم معرض للصور والمخطوطات وجولة نحو موقع المبايعة بغريس. كما سيشهد اللقاء مشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين من الجزائر وأوروبا والولايات المتحدة، تصب مداخلاتهم حول تاريخ أهالي وعلماء ''غريس'' وقصة بحثهم عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على قيادة حركتهم الجهادية. وحسب محمد بوطالب فقد استقر رأي اغليبة أهالي غريس آنذاك على ''محيي الدين الحسني'' غير أن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، و قبل السلطان ''عبد الرحمن بن هشام'' سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه ''علي بن سليمان'' ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد. ولما كان محيي الدين قد رضي بمسؤولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، خاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم ''عبد القادر'' لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة ولقبه والده ب ''ناصر الدين'' واقترحوا عليه أن يكون ''سلطان'' ولكنه اختار لقب ''الأمير''، وبذلك خرج إلى الوجود ''الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني''، وكان ذلك في 13 رجب 1248ه الموافق 20 نوفمبر .1832 وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فدرس الفلسفة و الفقه والحديث، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النفسية في التوحيد، أتقن علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، تكاملت لدى الأمير الشاب مؤهلات جعلته كفؤًا للقيادة، فوجه خطابه الأول إلى كافة العروش وتمت المبايعة الأولى للأمير عبد القادر بن محيي الدين لقيادة المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي يوم 27 نوفمبر 1832تحت شجرة ''الدردارة'' بضواحي غريس التي لاتزال معلما تاريخيا شاهدا على هذا الحدث، فيما جرت المبايعة الثانية بوم 4 فيفري من العام 1833 بمسجد ''سيدي حسن'' بوسط مدينة معسكر والذي يحمل حاليا اسم مسجد ''المبايعة ''.