رياض بودبوز مرة أخرى، لم يخرج الناخب الوطني رابح سعدان عن القاعدة المعروف بها، وفضل عدم المغامرة في الهجوم، بالرغم من أن المنتخب الوطني كان مطالب بتسجيل الأهداف للفوز بالمباراة من أجل تحقيق التأهل إلى الدور ثمن النهائي من المونديال. * فبعد المردود الرائع الذي كان قدمته التشكيلة الوطنية في مباراتها الثانية أمام منتخب أنجلترا، والذي جاء نتيجة التغيير البسيط الذي كان أحدثه المدرب الوطني بإقحام بودبوز في الهجوم إلى جانب كريم مطمور، كان الإنطباع السائد يوحي أن سعدان يسير نحو إعادة نفس السيناريو، إلا أن رأي هذا الأخير جاء مخالفا للجميع، وفضل العودة إلى التشكيلة التي كانت لعبت المباراة الأولى أمام سلوفينيا. * وبالرغم من ذلك، إعتقد الجمهور بأن سعدان يخبئ أوراقه الرابحة إلى الشوط الثاني، خاصة مع فشل جبور في التسجيل، وتجسيد الفرص الكثيرة التي وصلته، ولكن سعدان وأمام دهشة المتتبعين ترك بودبوز وعبدون في كرسي الإحتياط، وقام بتغييرات مغايرة للتي كانت منتظرة، وذلك بإقحام عبد القادر غزال في مكان رفيق جبور، ثم قديورة بديلا لزياني، وفي النهاية إستبدل مطمور بصايفي. وهي التغييرات التي لم تأت بأي نتيجة، طالما أن الناخب الوطني رفض المغامرة، واللعب بجرأة أكثر في وقت كان سعدان مطالبا بالتضحية بلاعب من الوسط أو بمدافع، وإقحام مهاجم آخر. * وبالرغم من الوجه المشرف الذي أظهره المنتخب الوطني، ودون الإنقاص من قيمته، فإن رابح سعدان فشل في إيجاد حل للعقم الهجومي الذي يبقى يلازم الفريق الوطني، والذي يعود إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، وكان تأكد في اللقاءات الودية التي لعبها الخضر قبل التوجه إلى جنوب إفريقيا. * * اللياقة البدنية كانت الفاصل * وعلى صعيد آخر، فإن التخوف الكبير من نقص اللياقة البدنية تأكد أيضا في مباراة أمس، حيث لم تلعب العناصر الوطنية بكامل إمكاناتها البدنية، خاصة في مباراة طبعها الإندفاع البدني القوي للاعبين الأمريكيين. * ومثلما لعب المنتخب الأمريكي لقاءاته أمام أنجلترا ثم سلوفينيا، والتي تمكن خلالها من العودة في النتيجة في الشوط الثاني، لم تخرج مباراة أمس عن القاعدة، حيث كرر نفس السيناريو الذي كان منتظرا، ولم يتوقف طيلة تسعين دقيقة كاملة وحقق تأهله المستحق بتسجيله للهدف في الدقيقة الأخيرة. * من جهتها، كانت العناصر الوطنية غائبة من الناحية البدنية ولم يستطع اللاعبون مواصلة اللعب بنفس الوتيرة خلال المرحلة الثانية، وأنهوا المباراة بصعوبة كبيرة، وهو ما يبينه عدد الهفوات والأخطاء المرتكبة، إضافة إلى إنهيار دفاع المنتخب الوطني، وتلقيه الهدف القاتل في الأنفاس الأخيرة من المباراة.
