رغم مرور قرابة الأسبوع عن الهزيمة التي تكبدتها التشكيلة الوطنية أمام المنتخب الأمريكي في ختام مباريات المجموعة الثالثة من مونديال جنوب إفريقيا، إلا أن النجم الجديد لمحاربي الصحراء، رياض بودبوز لم يهضم لحد الآن عدم مشاركته في هذه المواجهة والنتيجة السلبية التي سجلها الخضر، خاصة وأنها حطمت كل أمالهم في تحقيق المفاجأة وإسعاد الملايين من الجزائريين بالمرور إلى الدور الثاني، وهو ما جعله يفتح قلبه ل"الشباك" ويتحدث عن عديد الأمور، مبديا استيائه العميق من قرارات الطاقم الفني بقيادة المدرب رابح سعدان، حيث قال عند اتصالنا به هاتفيا صبيحة أمس، إنه لم يهضم الطريقة التي انتهجها "الشيخ"في هذه المواجهة المصيرية وتفضيله اللعب بخطة دفاعية محضة في وقت كان عليه المغامرة في الهجوم، خاصة وأن الخضر كانوا مطالبين بالتسجيل والفوز لتحقيق حل الملايين من أبناء الشعب الجزائري. "كنت أساسيا ليلة المباراة ووجدت نفسي بعدها في الإحتياط" وفي هذا السياق أبدى المعشوق الجديد للجماهير الجزائرية ل"الشباك" أنه لم يفهم لحد الآن سبب إبعاده عن التشكيلة الأساسية التي واجهت منتخب أمريكا يوم الأربعاء الماضي، حيث قال إنه حضّر نفسه جيدا لكي يأخذ مكانته في المجموعة منذ البداية، باعتبار أنه كان قد شارك أساسيا أمام العملاق الإنجليزي وأدى دوره على أكمل وجه بشهادة كل الجزائريين ممن تابعوا تلك المواجهة التاريخية، قبل أن يجد نفسه بعيدا عن التشكيلة الأساسية أمام أمريكا، وهو ما أثار حفيظة اللاعب المتألق في صفوف نادي سوشو الفرنسي، الذي عبر عن استيائه من قرار إبعاده في أخر لحظة وقال :"لقد حضّرت نفسي بصفة جيدة لأخذ مكانتي في التشكيلة الأساسية التي واجهت أمريكا وكنت مصمما على تقديم أفضل ما عندي من أجل إعطاء الإضافة المنتظرة للخط الأمامي والمساهمة في تسجيل الأهداف وتحقيق الفوز، قبل أن أفاجأ بعدم وجود إسمي في التشكيلة وبقائي في كرسي الإحتياط، وصراحة هذا الأمر أثر علي كثيرا لأني كنت أساسيا ليلة المباراة وكل شيء تغير في الساعات القليلة التي سبقت اللقاء". "سعدان قال لي بالحرف الواحد أنه سيشركني كأساسي ولا أعلم كيف غير رأيه" وواصل المدلل الجديد لعشاق التشكيلة الوطنية حديثه مع "الشباك"، وقال إنه لم يهضم إلى حد الآن طريقة إبعاده من التشكيلة الأساسية في مباراة أمريكا رغم مرور عدة أيام عن الحادثة وعودة المحاربين إلى أرض الوطن، حيث أكد صاحب الهدف التاريخي في مرمى موناكو من وسط الميدان خلال لقاء كأس فرنسا، إنه لم يتصور ولو للحظة واحدة أن يقوم الناخب الوطني بالتخلي عن خدماته في تلك المواجهة المصيرية والمحددة لمستقبل الخضر في العرس الكرة العالمي، خاصة وأن الزائر كانت يومها طالبة بتطوير لعبها الهجومي واستغلال كل أوراقها الرابحة من أجل التسجيل وتحقيق الفوز، وقال بودبوز الذي يعتبر أصغر لاعب في تشكيلة المحاربين في هذا المونديال:"لم أفهم ماذا جرى وكيف تم حذف إسمي من التشكيلة الأساسية التي واجهت أمريكا، فقد جهزت نفسي جيدا من الناحية المعنوية حتى أكون جاهزا في الموعد المحدد، خاصة وأن المدرب سعدان تحدث معي مطولا قبل اللقاء طالبا مني أن أحضر نفسي، حيث قال لي بالحرف الواحد إنه سيشركني في التشكيلة الأساسية وعلي أن أكون في المستوى وأقدم ما هو مطلوب مني على مستوى الهجوم، قبل أن أتفاجأ بالتغيير، وهذا الأمر أغضبني كثيرا، وصراحة لم أفهم إلى يومنا هذا سبب هذا القرار وتغيير المدرب لرأيه في آخر لحظة". الأسوء أنه أدخل في الشوط الثاني وسط ميدان دفاعي ونحن متعادلين مما جعلني أفقد معنوياتي" وقد ذهب نجم نادي سوشو الفرنسي، والمطلوب بشدة من نادي مارسيليا بعد تألقه الواضح في صفوف الخضر أبعد من ذلك في حديثه مع "الشباك" عندما فتح النار على الناخب الوطني رابح سعدان، الذي انتقد بصفة علنية اختياراته في تلك المواجهة المصيرية، حيث لمّح بودبوز بطريقة غير مباشرة أن "الشيخ" لم يحسن توظيف الإمكانات البشرية للتشكيلة الوطنية بدليل الطريقة الدفاعية المحضة التي اعتمدها في الوقت الذي كان من الأجدر المغامرة أكثر في الهجوم بحثا عن الأهداف والنقاط الثلاث، وأضاف أن الأمر الذي أفقده صوابه وجعله يخرج عن صمته وينتقده هو التغييرات التي أحدثها أثناء الواجهة من خلال إقحامه لوسط يدان دفاعي (يقصد ڤديورة)، في حين كان من المفروض أن يدعم الخط الأمامي، وقال بودبوز ل"الشباك":"ما أفقدني صوابي أكثر وجعلني أنزعج هو إقحام سعدان لوسط ميدان دفاعي أمام أمريكا في وقت كنا متعادلين في النتيجة ونبحث عن التسجيل، فلو لعبنا جيدا في الهجوم وانهزمنا بعدها ما كنت لأنزعج، لكن أن يقحم لاعب معروف بنزعته الدفاعية في وقت كنا مطالبين بصنع اللعب والبحث عن التهديف، فهذا أمر غير مفهوم، كما أني كنت أريد اللعب لأني كنت محضرا جيدا من الناحية النفسية، والأكثر أني كنت متأكدا من قدرتي على تقديم الإضافة على مستوى الهجوم ومساعدة رفاقي في مهمة هز شباك المنافس." "سعدان ذهب إلى المونديال من أجل الدفاع فلماذا ذهبنا أصلا" ويبدو أن الوافد الجديد في تشكيلة المحاربين قد انضم إلى دائرة المعارضين لخيارات الناخب الوطني الحالي، حيث قال بودبوز في حديثه معنا أن المسؤول الأول عن العارضة الفنية للمنتخب الوطني تنقل إلى جنوب إفريقيا من أجل الدفاع والمشاركة من أجل المشاركة فقط وليس بأهداف طموحة ومحاولة المرور إلى الدور الثاني، حيث قال بصريح العبارة:"سعدان تنقل إلى جنوب إفريقيا بنية الدفاع فقط بدليل اعتماده على خطة دفاعية مفرطة، وهذا الأمر لم أفهمه شخصيا، لأنه إن كانت نيته الذهاب إلى المونديال للدفاع وفقط، فلما كلفنا أنفسنا عناء التنقل إلى هذا البلد البعيد"، وهو التصريح الذي يحمل بين أسطره العديد من الدلالات من طرف أصغر لاعب في صفوف المحاربين، والذي لم يمض على انضمامه إلى التشكيلة سوى أسابيع قليلة فقط. "أبقى سعيد جدا بالصداقات التي اكتسبتها في المنتخب" وفي الأخير أبدى رياض بودبوز والملقب ب"دبزة"من أصدقائه في الخضر وفريقه سوشو، سعادته الكبيرة بانضامه إلى تشكيلة محاربي الصحراء، حيث قال ل"الشباك"إنه سيبقى يعتز بقبوله دعوة الجزائر وتمثيل منتخبها في أكبر تظاهرة كروية في العالم رغم الخروج المبكر من الدور الأول، وهو الذي كان يطمح لتحقيق نتائج أفضل، وأضاف بودبوز أنه سعيد جدا بالصداقات التي كونها في الخضر خاصة وأنه لقي ترحابا كبيرا ولا مثيل له من قبل الجزائريين وأبناء المليون نصف المليون شهيد الذين احتضنوه منذ أول يوم وساندوه في كل المواقف، إلى درجة أنهم انتقدوا الناخب الوطني كثيرا بعدما استبعده من التشكيلة الأساسية التي واجهت أمريكا في المواجهة الأخيرة.