خرج العشرات من سكان قرية وادي فالي والمناطق المجاورة لها، صبيحة الأحد، في مسيرة احتجاجية انطلقت من وسط المدينة وصولا إلى مجلس قضاء تيزي وزو، الذي نظموا اعتصاما أمامه، للمطالبة بالتحقيق في قضية اغتيال الشاب"حليم زمول"، البالغ من العمر 29 سنة الأسبوع الماضي، على أيدي منحرفين بالقرب من منزله العائلي بقرية الثورة الزراعية جنوب غرب مدينة تيزي وزو. المحتجون الذين تقدمتهم عائلة الفقيد، التي لا تزال تحت وطأة فقدان فلذة كبدها بطريقة بشعة، طالبوا السلطات المعنية بتطبيق القانون وإنصاف الضحية الذي قتل غدرا يوم 24 نوفمبر المنصرم، حيث باغته ثلاثة شباب كانوا على متن سيارة نفعية غير بعيد عن منزله العائلي ووجه إليه أحدهم طعنات قاتلة بواسطة خنجر في مختلف أنحاء جسده، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في مصلحة الاستعجالات بمستشفى تيزي وزو، حين نقله والداه. المسيرة التي شارك فيها سكان المنطقة جاءت بعد إطلاق سراح أحد المشتبه فيهم الذي كان يقود المركبة لدى تنفيذ الجريمة حسب المعتصمين، الذين أوضحوا أن المفرج عنه اعترف بنقله الجاني على متن سيارة، دون أن يعلم بإزهاق روح الضحية. وهو الأمر الذي أثار غيظ العائلة، خصوصا أن القاتل لا يزال في حالة فرار، وطالبوا السلطات المعنية بالتدخل العاجل قصد التحقيق في القضية ومعاقبة الجناة، خصوصا أن هوية الجاني قد تحددت حسبهم وهو أحد المسبوقين قضائيا منحدر من مدينة تيزي وزو كان يملك محلا للأكل السريع. ومن جهته، النائب العام لدى مجلس قضاء تيزي وزو، استقبل والد الضحية ووعده باتخاذ الإجراءات اللازمة للتعجيل في تحقيق العدالة. أما سكان القرية، فقد طالبوا بإحلال الأمن وتوفير مقر لأحد أجهزة الأمن الوطني في أقرب الآجال، بعدما تحول القرية إلى بؤرة للإجرام والاعتداءات. وما إزهاق روح الضحية في وضح النهار وسط ذويه إلا دليل على سوء الوضع، الذي لا يجعل أيا كان في منأى عن الخطر..