ووري جثمان "سواق جمال" الطالب الجامعي، البالغ من العمر 22 سنة، ظهيرة الأحد، الثرى بمقبرة آيت عبد المؤمن بمنطقة واضية جنوب تيزي وزو، بعد ما فقد حياته على يد مسبوق قضائيا، ليلة الجمعة إلى السبت على مستوى المدينة الجديدة. الحادثة وقعت حسب ما نقله صديق الضحية على لسان أحد أشقائه ل"الشروق" حين خرج "جمال" طالب سنة أولى في قسم اللغة الانجليزية بجامعة تيزي وزو، رفقة شقيقه الأصغر بسيارة العائلة وتسببا في إعاقة حركة المرور، ما جعلهما يعلقان مع سائق مركبة أخرى ومرافقه، حيث اضطرا للتوقف لتهدئتهما، ونزل الضحية والشخصان الآخران ليس بعيدا عن الإقامة الجامعية للذكور بحسناوة، وعلت أصواتهما ما جعل الجاني يتدخل ويأمرهما بالذهاب، مستعملا عبارات السب والشتم -حسب- المتحدث، وهو ما دفع الضحية لمطالبته بالكف عن ذلك، لكن الجاني باغته بطعنات سكين أردته قتيلا ولم يكتف بطعن أحدهم، بل لاحق الشباب الآخرين للاعتداء عليهم، حيث تمكنوا من الإفلات من قبضته، في حين فر هاربا حين رأى ضحيته غارقا في دمائه، وقد تدخل الشابان اللذان تجادل معهما الضحية ونقلاه عبر سيارتهما إلى المستشفى، إلا أن خطورة إصابته أودت بحياته، وأفادت مصادر متطابقة وحسب التحقيقات الأولية أن الجاني مسبوق قضائيا لاتزال الأبحاث جارية لتوقيفه. المشاركون في تشييع جنازة الضحية، الذي يعد من العناصر الشابة البارزة الناشطة في الجمعيات الخيرية والأعمال التطوعية بتيزي وزو، أعربوا عن سخطهم واستيائهم الشديد، حيال الانفلات الأمني الذي تشهده مدينة تيزي وزو، والمستويات الخطيرة التي بلغتها الجريمة، إذ تعدت حدود السرقة والاعتداءات في وضح النهار، وأصبح إزهاق الأرواح ببرودة دم تترصد المواطنين حيثما وجدوا. حيث شهدت مدينة تيزي وزو في الأشهر القليلة الماضية جرائم عديدة راح ضحيتها شباب على أيدي مجرمين، بينها جريمة الشاب "موفق إيدير"، و"م. مهني" اللذان اهتزت تيزي وزو على وقع رحيلهما الدامي في ظرف أيام خلال شهر جوان من السنة المنصرمة، ليضاف "جمال" إلى قائمة سجلات المجرمين المتنقلين بكل أريحية وحرية في أرجاء المدينة، رغم كونهم معروفين لدى مصالح الأمن وسجلاتهم زاخرة بالأعمال الإجرامية. السكان دقوا مجددا ناقوس الخطر، وطالبوا السلطات بالتدخل لتوفير الأمن وحماية أرواح المواطنين التي أصبحت مهددة أكثر من ممتلكاتهم، والضرب بيد من حديد لردع المجرمين والحد من نطاق الجريمة. والظاهرة لم يسلم منها الوسط الجامعي، الذي أصبحت بعض مرافقه من كليات وإقامات، من بسط الجريمة لنفوذها على مستواها، على غرار تامدة، بوخالفة، رحاحلية وغيرها، ما يجعل المسؤولين على مختلف مستوياتهم مطالبين بالتدخل العاجل لإنقاذ الوضع.