حوّل مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" الحديث عن لعبة الحوت الأزرق القاتلة التي حصدت أرواح أطفال ومراهقين على مدار الأشهر الماضية لمادة للسخرية والمزاح، ومصدرا لإطلاق النكت من خلال مناشير تنم عن الوعي الذي يتحلى به بعض الشباب من جهة، والتهويل وكثرة الحديث عن اللعبة ومخاطرها من جهة أخرى. رغم الخطر الكبير وحالات الانتحار التي اقترنت في الأذهان بلعبة الحوت الأزرق، إلاّ أنّ هذا لم يمنع بعض الفايسبوكيين من التنكيت بها، ففي الوقت الذي شرع المختصون في إطلاق حملات توعوية للتحذير من مخاطر الألعاب الالكترونية وهذه اللعبة على وجه التحديد، اتخذ الفايسبوكيون من المناشير الساخرة وسيلة للرد على ما صاحبها من ضجة، وربط ما يحدث بمحاولة التعتيم على الواقع المرير الذي يتخبط فيه الشعب وكذا الأمة العربية. ومن بين المناشير المضحكة المتداولة "يا تزوجوني... يا نلعب الحوت الأزرق"، وهي صيحة تهديدية أطلقها العديد من الشباب ممن لم يتمكنوا من إتمام نصف دينهم، فراحوا يهددون أهاليهم بضرورة مساعدتهم على الزواج، وإلا سيلعبون الحوت الأزرق وتكون النتيجة انتحارهم. ومن مخاطر اللعبة في أحد مراحلها المتقدمة طلب وشم الحوت على يده أو جسده وإرسال الصورة، ولم يجد أحد الشباب مانعا في وضع حبة سردين على يده وإرسال الصورة على حسابه الخاص، وهو ما جعل المعلقين يتفاعلون معها بشكل كبير بالضحك والسخرية، معتبرين أن الحوت الأزرق سيفاجأ من ذكاء صاحب الصورة وسينتحر. ولأن غالبية الشباب يحترفون السخرية فقد نشر أحدهم صورة لحوت أزرق مصحوبة بتعليق آخر، ما كنت أتوقعه طرد الحوت الأزرق له من المجموعة، وهو مارد عليه الكثيرون بأن الحوت سئم من مضايقات الجزائريين له واستهدافه من قبلهم، ليتخذ قرارا بمنعهم من ممارسة اللعبة أو حتى تداول صوره. واعتبر آخرون التهويل والجدل الكبير حول هذه اللعبة الالكترونية التي تعج مواقع الأنترنت بالعديد من الألعاب المشابهة مفتعلا، خصوصا وأنه تزامن مع توقيت قرار الرئيس الأمريكي ترامب نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل للقدس، حيث عبّروا عن ذلك بنشر صورة لخريطة العالم مرفقة بكتابات تدل على انشغال العالم بأكمله بالقضية الفلسطينية باستثناء الجزائر، حيث لا حديث فيها سوى على لعبة الحوت الأزرق.