تحوّل ظهور الطائفة الكركرية في ضريح سيدي لخضر بن خلوف بمستغانم، إلى مادة خصبة للفايسبوكيين الذين تفطنوا إلى المؤامرة التي تحيط بالبلاد وتسعى لضرب المرجعية الوطنية، ليردوا عليها بكم كبير من السخرية والاستهزاء من خلال تعليقات ومنشورات يعبرون فيها عن استنكارهم الشديد لها وسخريتهم تارة من ملابسهم الغريبة وأخرى من معتقداتهم الغريبة والدخيلة. غرقت صفحات موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" في موجة من التعليقات الساخرة ردا على أتباع الطائفة الكركرية، فقد أبدعوا وتفننوا في الرد عليهم وهو ما وصفوه بحملة للدفاع عن المرجعية الوطنية، ووضع حد لكل الاختراقات والتجاوزات المستوردة من دول أخرى ومواقع إلكترونية مشبوهة وأهم ما تعرض للنقد معتقداتهم التي، كما وصفها الفايسبوكيون، لا يتقبلها عاقل، فهم يدعون نسبهم إلى جبريل عليه السلام، والألوان التي يرتدونها ترمز إلى عدد أسماء الله الحسنى، وكان لشيخهم المغربي محمد فوزي الكركري حصة الأسد من الانتقاد والسخرية لينال لقب بهلوان المغرب بجدارة واستحقاق. ومن بين الصور الطريفة التي تداولها الفايسبوكيون صورة لرجل كان يرتدي بدلة وربطة عنق بألوان متعددة، ليطلق عليه تسمية زعيم الكركريين وهناك من وصفوه بالأنيق والبدلة تليق به أكثر من الجبة فقد كان يظهر مهرجا. في الوقت الذي كتب أحدهم تعليقا يتساءل فيه عن المكان الذي شاهد فيه زعيم الكركرية ليرد أخيرا بأنه شاهده قديما في نهاية الثمانينيات والتسعينيات عندما كان بث القناة الوطنية ينطلق في منتصف النهار فتظل صورة شاشة عليها الألوان، زيادة على وجود شبه كبير بين لباسه وبين مكعب "روبيك" الملون أو مكب الألوان السحري الذي يحمل ألوانا متعددة. ولم تسلم الملابس الملونة من الانتقادات لتشابهها الكبير مع ملابس الطائفة الكركرية، حيث كتبت إحدى الفتيات منشورا أرفقته بصورة لمنامة "بيجامة" جديدة اقتنتها تحمل العديد من الألوان وهي تفكر الآن إذا كان بإمكانها ارتداؤها أم لا، في حينطلب أحد الشباب من أصدقائه في العالم الافتراضي أن يجيبوه عن سبب نظرات الاستهجان والاستغراب الذي رافقته منذ خروجه من البيت لا لشيء سوى ارتدائه "شورت" بالألوان. وللأماكن حصتها هي الأخرى من السخرية بعدما تمت "كركرتها"، على حد تعبير رواد الموقع الأزرق، منذ أمد طويل، فاستشهدوا بصورة لأستوديو فيه طاولات ملونة، وأخرى حول حظيرة سيارات "باركينغ" الموجود على مستوى ساحة تافورة الذي يحمل ألوانا مختلفة ومتعددة جعلت الشباب يعتبرونه مقرا للكركريين، حتى السلالم التي خاض الشباب حملة تطوعية لتلوينها وإعادة الواجهة الجمالية للعاصمة كان لها في الانتقاد نصيب. وتعكس مختلف التعليقات رفض الشباب الواعين لمثل هذه الطوائف وشعورهم بالاستهداف من خلال تسميات مختلفة القاديانية، القرآنيين، الشيعة وغيرهم من الطوائف التي تنشط باسم الإسلام لكن مضمونها بعيد كل البعد عن المرجعية الوطنية.