أضحت مدينة حاسي مسعود من المدن الصناعية بامتياز على المستوى الوطني؛ وهذا نتيجة تواجد مئات الشركات العاملة بالمنطقة منذ أكثر من 30 سنة، أغلبها تعمل في المجال النفطي، هذا الأخير الذي يعتبر من أهم المجالات والذي يشكل ما نسبته 98 من المائة من عائدات الخزينة العمومية، ما يعني أن الاقتصاد الوطني مبني عليه ويرتكز عليه بشكل كامل. توجد بعاصمة النفط مئات الشركات الوطنية بالمنطقة، ما يرافقها من تكوين فرص العمل لشباب كل مناطق الوطن وكذا شباب المنطقة بصفة خاصة، وموازاة مع ذلك أضحى ما يسمى بالعمل النقابي بمختلف المؤسسات الوطنية النفطية العاملة بالمنطقة ذا أهمية كبيرة وهذا كله في سبيل تحسين ظروف العمال والمؤسسات نفسها. وأصبح العمل النقابي بمختلف المؤسسات العاملة، يشكل جزءا لا يتجزأ من عمل المؤسسات وتطويرها نحو الأحسن وفق ما تمليه ظروف العمل والعمال وبين الإدارة والعمال من جهة أخرى. والمتتبع لأوضاع العمال بمختلف الشركات الوطنية خاصة التي تعمل في المجال النفطي بمدينة حاسي مسعود خلال السنوات الأخيرة يلاحظ تراجعا كبيرا في دور مختلف النقابات الممثلة لعمال المؤسسات، وهذا بشهادة العمال أنفسهم مقارنة بما كانت عليه في وقت سابق حيث كان دور النقابات يشكل حصنا منيعا للدفاع عن حقوق العمال. وتعالت عديد الأصوات العمالية في الفترة الأخيرة، تشكو من عمل النقابات، فبدل الدفاع عن حقوقهم لدى الإدارة أصبحت تسير في الاتجاه المعاكس لهذا الدور، وفوق كل ذلك أضحت تعمل على تحقيق مصالحها الشخصية وتعاطيها مع الإدارة ضد العمال بسبب امتيازات تمنح لما يسمون أنفسهم نقابيين. وفي سياق ذي صلة قام مؤخرا عمال المؤسسة الوطنية للأشغال في الآبار بوقفة احتجاجية وإضراب عن الطعام، وهذا لأسباب عدة من أهمها غياب دور عمل النقابة بالمؤسسة فيما يخص الدفاع عن حقوق العمال وتحسين ظروف العمل، حيث هناك تحركات عديدة لمختلف عمال المؤسسات النفطية الأخرى للقيام بنفس الوقفات الاحتجاجية، ضد النقابات إذ يؤكد عديد العمال أنها أصبحت نقمة عليهم أكثر منها نعمة بسبب الممارسات غير المسؤولة لأعضاء مختلف الفروع العمالية. وتتهم بعض الجهات النقابات بالحصول على امتيازات شخصية لأعضائها مقابل التغاضي عن الدفاع عن حقوق العمال سواء بقواعد الحياة أو على مستوى الورشات المتواجدة بالجنوب الجزائري في شكل خيانة أصبحت مفضوحة في السنوات الأخيرة. وعلى ضوء الظروف المسجلة يطالب عديد العمال بمختلف الشركات النفطية بحاسي مسعود، خاصة الوطنية منها، السلطات المعنية بهذا الشأن بتغيير شروط وإجراءات تشكيل النقابات، وضبط ممارستها والدفاع عن حقوق العمال وتحقيق مطالبهم المشروعة وكذا تحسين ظروف العمل، التي تراجعت في السنوات الأخيرة للأسباب المذكورة سلفا.