تحصي مدينة حاسي مسعود بولاية ورقلة عشرات قواعد الحياة التابعة لمختلف الشركات النفطية العاملة بالمنطقة، والتي تضم آلاف العمال الذين يعملون بنظام العمل الدائم، زيادة على تواجدهم بالورشات المعقدة المنتشرة بالصحراء الجزائرية في ظروف قاهرة. أفادت مصادر طبية ببعض المؤسسات النفطية بحاسي مسعود مؤخرا ل "الشروق"؛ أنه تم تسجيل عديد حالات الإصابة بأمراض الحساسية وأمراض السكر وما يسمى بالتصلّب الشرياني؛ وهي حالات تزداد خلال كل أربعة أو خمسة أشهر على مستوى قواعد الحياة، وكذا الورشات التابعة لهذه الشركات بمحيط المدينة وما جاورها. وذكرت ذات المصادر، أن هذين المرضين هما الأكثر انتشارا في الأوساط العمالية خلال السنوات الأخيرة؛ وهما من الأمراض المزمنة والتي باتت تشكل خطورة لمعظم عمال الشركات؛ نظرا لأسباب عديدة والتي في كل مرة يطالب العديد منهم بإيجاد الحلول اللازم كتحسين ظروف العمل وما تعلق بتوفير الوجبات ذات النوعية التي يستفيد منها العمال في فترات العمل. ويعاني عديد العمال على مستوى الورشات المتواجدة بالصحراء ظروفا قاسية كالبعد عن الأهل ونظام الخدمة 12 ساعة بصفة مستمرة ونقص كبير في شروط السلامة والحماية نظرا لاستعمال الطرق البدائية التي تزيد من تخوّف العمال على حياتهم. من جهة ثانية يشتكي عديد العمال من مشكل الإيواء؛ فشركات نفطية عديدة، خاصة الوطنية منها، لازالت توجد بها غرف إيواء أنشئت منذ سنوات السبعينيات إلى يومنا، وهو ما أدى إلى ازدياد حالات الإصابة بأمراض الحساسية والربو في الأوساط العمالية نتيجة قدم الغرف ووجود مواد تؤثر بشكل سلبي على صحة الإنسان. ومعلوم أن معظم الغرف الموجودة بقواعد الحياة يتم وضع صفائح ما يسمى ب "الترنيت"، وهي مضرة بصحة الإنسان؛ كل هذه الظروف باتت تؤثر بشكل مباشر على صحة العامل، ما أدى إلى انتشار الأمراض. وعمدت بعض الشركات مؤخرا إلى إعادة تشكيل وإنشاء غرف جديدة وبمواصفات مدروسة، في حين هناك بعض الشركات الأخرى بقيت على حالها كالمؤسسة الوطنية للجيوفيزياء والمؤسسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى.
ويطالب عديد العمال بهذه الشركات بالإسراع في توفير ظروف معيشية ملائمة بقواعد الحياة وكذا ورشات العمل للتقليل من إصابة العمال بمختلف الأمراض المزمنة.