يشتكي كثير من المواطنين مؤخرا، من رداءة نوعية الأحذية الشتوية حتى وهي معروضة في محلاّت راقية، والمؤسف هو سعرها المرتفع، بعد ادعاء أصحابها أنها أحذية من نوعية رفيعة سواء فرنسية أم إسبانية، في وقت هي سلعة صينية ومن نوعية رديئة جدا، لا تفرح بارتدائها أكثر من أسبوع لتتمزق بطريقة تحير "الكوردونيي"... تطرح نوعية الأحذية الشتوية المعروضة في كثير من المحلات العديد من علامة الاستفهام، فالمواطن صار يشتري أحذية بأسعار مرتفعة ومن محلات راقية، ليكتشف أنها صينية الصنع ومقلدة تتمزق بعد أسبوع من ارتدائها على أكثر تقدير، ويكتشف المواطن بعد تمزقها أنها مصنوعة من "الكرطون" و"الديشي"، في وقت تدخل هذه الأحذية الجزائر على أنها سلعة فرنسية أو إسبانية أو إيطالية. إحدى الموظفات بالعاصمة اشترت حذاء من محل بشارع "لاكروا" بالقبة، بملغ 3 آلاف دج، وعندما طلبت من البائع تخفيض السعر قليلا، راح يقسم وبأغلظ الإيمان أن سلعته من النوعية الرفيعة التي تباع في أوروبا... الزبونة صدقته، وارتدت الحذاء في اليوم الموالي. فتخيل أن المسافة التي قطعتها من منزلها ببلدية حسين داي قادمة إلى بلدية القبة وداخل الحافلة، تشقق جلد الحذاء من الأمام، وفي اليوم الثاني وفي جو ماطر انقسمت قاعدة الحذاء على اثنين وسقطت إحداهما أرضا، ثم تمزق أحد الحذاءين بالكامل، وبقيت الفتاة تسير في المطر حافية، وعند وصولها المنزل رمت الحذاء في صندوق القمامة، معلقة: "حذاء يومين كلفني 3 آلاف دج...!! وشابة أخرى اشترت حذاء من مركز تجاري بباش جراح بمبلغ 3800 دج، تمزق بعد 10 أيام من ارتدائه.. والغريب أن الأحذية تتمزق بطريقة يستحيل على الإسكافي إعادة إصلاحها، إذ ترمى مباشرة في المزبلة. والموضوع جعل محدثتنا تؤكد أنها لن تشتري حذاء آخر إلا من محلات "الشيفون".
مستوردون يجلبون أحذية صينية على أنها إسبانية الصنع وفي الموضوع، اعتبر رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الطاهر بولنوار، أن التلاعب في نوعية الأحذية يأتي غالبا من المستوردين، الذين يجلبون أحذية صينية ثم يوجهونها مباشرة نحو إسبانيا، تهربا من الضرائب، وهنالك تطبع عليها علامات أوروبية، وتدخل إلى الجزائر على أساس أنها سلعة أوروبية، وتباع بأغلى الأثمان، فيما يتفق مستوردون آخرون مع مصانع صينية غير شرعية، تصنع لهم أحذية رديئة النوعية ومقلدة وبأسعار جد زهيدة، تنقل لاحقا إلى الجزائر، على أنها من صنع صيني ولكن من نوعية رفيعة "اختيار أول"، وحتى أصحاب المحلات والمختصون لا يكشفون هذا التحايل. ويؤكد بولنوار أن سوق الأحذية في بلادنا نشط جدا، بدليل أنه سوق يتداول فيه قرابة 100 مليار دينار، كما أن الجزائريين يستهلكون قرابة 70 مليون زوج حذاء سنويا. وعن مصير الأحذية الجزائرية، المعروفة بجودة صنعها، يؤكد محدثنا "أن جمعيتهم تحاول تشكيل لجنة تضم حرفيي ومنتجي الأحذية المحلية، للفت اهتمام السلطات والمطالبة بمنحهم مناطق صناعية، وتسهيل منحهم المادة الأولية"، مضيفا: "إذا تلقينا تسهيلات، سنقلل خلال 4 سنوات فقط 5 مرات من حجم استيراد الأحذية". إلى ذلك، ارتفعت الأصوات مؤخرا مطالبة بتأهيل شباب في قطاع صناعة الأحذية بمراكز التكوين المهني، مع الالتفات إلى المنتج المحلي في ظل وجود أكثر من 100 ألف محل لبيع الأحذية الجزائرية، تلقى التجاهل من السلطات.