تتجه شركة الخطوط الجوية الجزائرية بخطى ثابتة نحو إضراب عام وشامل لأجنحتها الثلاثة المنتجة ممثلة في الطيارين ومساعديهم، والمضيفين وقسم الصيانة التقنية، بعد أن وصلت مفاوضات المطالب إلى طريق مسدود ورفض الإدارة لتحمل أعباء مالية جديدة للموظفين. وفي السياق، أفادت مصادر مطلعة بالجوية الجزائرية ل"الشروق"، أن اجتماع مساء الثلاثاء، بين الإدارة ونقابة تقنيي صيانة الطائرات (مستقلة) والنقابة الثانية التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، قد خرج بدون نتائج تذكر، بعد أن أعلن ممثل الإدارة (الرئيس المدير بخوش علاش لم يحضر الاجتماع)، بأن عمال قسم الصيانة يتواجدون في وضعية مالية مريحة ولا مجال لأي زيادات أو قبول مطالبهم. ووفق ذات المصادر فقد حضر هذا اللقاء الأخير الذي توج مسار المفاوضات ما بين نقابة تقنيي الصيانة وإدارة الجوية الجزائرية، كل من مدير الشؤون القانونية بالشركة فوضال رضا، ومدير المالية عزيز بغياني، إضافة لمدير قسم الصيانة بولعواد سعيد، ونقابتي الصيانة (واحدة مستقلة وأخرى تابعة للمركزية النقابية)، فيما تم منع ممثلي مفتشية العمل من حضور الاجتماع بعد أن قدمت طلبا لتكون كطرف ملاحظ لآخر اجتماع في مسار المفاوضات. ووفق مصادر "الشروق" فإن ممثلي الجوية الجزائرية أعلنوها صراحة لممثلي العمال بأن الوضع المالي والاجتماعي لعمال الصيانة لا بأس به، ولا مجال لأية زيادات أخرى. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن إدارة الجوية الجزائرية أبلغت نقابتي الصيانة باستحالة تطبيق الاتفاقية الجماعية، وبررت هذا القرار بكون "الاتفاقية الجماعية قديمة" وتعود لسنوات مضت، أي أنها تجاوزتها الأحداث والزمن. ومن المنتظر أن تعقد النقابتان جمعية عامة للنظر في موقف إدارة الجوية الجزائرية وتقرير طبيعة الخطوة المقبلة، حسب مصادر "الشروق". وبهذا الإعلان تكون الأجنحة الثلاثة التي تعتبر الأكثر إنتاجية في الجوية الجزائرية، ممثلة في الطيارين ومساعديهم، والمضيفين، ومهندسي وتقنيي الصيانة، قد وصلوا إلى طريق مسدود مع إدارة الشركة. وكان موظفو أطقم الملاحة التجارية (المضيفين)، قد أعلنوا عن نيتهم في الشروع في إضراب بعد عقد جمعية عامة للنقابة، وتوجيه إشعار بالإضراب لإدارة الشركة. وأصدرت نقابة طياري الخطوط ومساعديهم، الثلاثاء، بيانا تلقت "الشروق" نسخة منه، هددت فيه بالتصعيد بعد إجراء أحادي الطرف من إدارة الشركة قضى بتعليق الاتفاق الخاص بالأجور، والذي رفضته جملة وتفصيلا معتبرة إياه مكسبا مشروعا للطيارين. وفي مواجهة هذه المطالب كانت الشركة قد وجهت نداء للعمال والنقابات، شهر نوفمبر المقبل، يقضي بضرورة تفهم الوضع المالي الحرج للشركة، الذي لا يسمح بمطالب إضافية وخاصة زيادات مالية، ودعتهم للتضامن مع مؤسستهم التي تمر بمرحلة صعبة.