تصوير علاء بويموت "سنجهض أحلامهم ونشتت أصولهم'' شدّد رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني الفريق أحمد قايد صالح على مواصلة مكافحة بقايا فلول الإرهاب والتصدي للاعتداءات الإرهابية دون هوادة، مؤكدا أنه تم تجنيد كافة الوسائل اللازمة لتطهير الجزائر من شراذم العصابات الإرهابية وقهرها مع الالتزام بروح أحكام ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. * وقد أشرف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني عبد العزيز بوتفليقة، أمس، على حفل حاشد لتخرج دفعات من الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، حضرته أغلب الشخصيات في مناصب أمنية عليا وكبار ضباط الجيش، إلى جانب الطاقم الحكومي، ويتعلق الأمر بالدفعة الثامنة والثلاثين من ضباط المتربصين بدورة القيادة والأركان والدفعة الواحد والأربعين للطلبة الضباط العاملين، من التكوين الأساسي والدفعة الثالثة من التكوين العسكري القاعدي المشترك. * وفي كلمة له بالمناسبة حيّا رئيس هيئة أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح حضور رئيس الجمهورية وإشرافه على حفل تخرج هذه الدفعات الجديدة التي ستساهم كما قال "في تعزيز قدرات التأطير العسكري في مؤسسات التكوين" والتي "قطعت أشواطا معتبرة على درب العصرنة واستعمال التكنولوجيات الحديثة المتطورة". * وقد لفتت كلمة الفريق أحمد قايد صالح، التي بدت منسجمة مع التوجه السياسي للبلاد، انتباه الحاضرين بحكم إعلانه الانتقال من مرحلة ''مكافحة الإرهاب" إلى''القضاء على فلول العصابات الإرهابية'' وقال مخاطبا الرئيس بوتفليقة الذي كان يجلس متوسطا كبار الضباط في المؤسسة العسكرية "استطعنا أن نضيّق الخناق على بقايا الشراذم الإرهابية وسنواصل على إجهاض أحلامها وتشتيت أصولها بعدما أصبحت في الوقت الراهن تعيش بالمطاردة وتقتات من ماتجنيه من الإجرام واللصوصية بالتحالف مع شبكات إجرامية ومافيا التهريب وقطاع الطرق، وسنواصل التصدي لها بحول الله دون هوادة"، وأردف قائلا: ''نحن مصمّمون على التصدّي لهذه العصابات من خلال تجنيد كل الوسائل القانونية للقضاء عليها''، وأكد أن القضاء على هذه الجماعات لن يتنافى مع أحكام ميثاق السلم المصالحة الوطنية، في إشارة منه إلى أن باب التوبة لا يزال مفتوحا وأن الحرب متواصلة ضد الرافضين للعودة إلى أحضان الوطن. * وتحدث الفريق، من جهة أخرى، عن نتائج إصلاح المؤسسة العسكرية من نواحي التدريب البشري والتقني والتأهيل العلمي قائلا: ''لقد بينت النتائج أن مسار الاحترافية قد حقق نتائج باهرة على خلفية الظهور المشرّف للجيش في التمرينات الدولية''، ووصف الاهتمام الواسع بهذا المسار على أنه ''من الركائز التي تؤدي إلى ذروة الازدهار اجتماعيا وثقافيا وعلميا في ظل السيادة والأمن والاستقرار"، وعرّج على ماحققته مدرسة أشبال الأمة بوهران والتي ظهرت ملامحه في التفوق الدراسي الذي بلغ هذه السنة معدل 18 على 10 وهو مايبشر بنخب ثري لتطعيم الجيش بالكفاءات العالية. * ولم يدل الرئيس بوتفليقة بكلمة في الحفل، واكتفى بتتبع عروض قتالية قدمتها فرق متخرجة، حيث وصل أكاديمية شرشال في التاسعة والنصف صباحا، وسط إجراءات أمنية مشددة، وترجّل رفقة الوزير المنتدب المكلف بالدفاع، عبد المالك قنايزية، وقايد صالح، وقائد الأكاديمية، العميد عبد الغني مالطي، إلى ساحة العلم أين قام بتفتيش وتحية التشكيلات المصطفة والمتكونة من الضباط المتربصين بدورة القيادة والأركان والطلبة الضباط العاملين للسنوات الثلاث، ثم تابع تقديم برنامج حفل التخرج واستمع إلى عرض قصير حول الدفعات المتخرجة، قبل أن يستعرض مربعات مشكلة من متربصي الأكاديمية. * وقام رئيس الدولة بهذه المناسبة بتسليم الرتب والشهادات للدفعات المتخرجة التي أطلق عليها اسم الشهيد البطل الرائد عمار عشي، وكان من بين المتفوقين أجانب من الدول الشقيقة، سوريا، فلسطين وليبيا، ثم تابع من على المنصة الرسمية استعراضات في مجال القتال المتلاحم والكاراتي والحركات الرياضية الجماعية بالسلاح وبدون سلاح ثم تشكيل لوحة تمثل خريطة الجزائر والألوان الوطنية وحماية جميع الحدود من طرف الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، وبعد نهاية الاستعراض حضر رئيس الجمهورية بملحقة عبان رمضان بالأكاديمية تمرينا تكتيكيا من تنفيذ طلبة السنة الأولى من التكوين العسكري القاعدي المشترك، ثم استعراضا في الحركات القتالية، وفي الأخير تمرينا قتاليا من تنفيذ القوات البحرية وتتمثل في تفتيش سفينة بحرية مشبوهة من طرف الرماة البحريين وتمرين تحت مائي من تنفيذ غطاسي القوات البحرية لإزالة الألغام وتلحيم سفينة.