قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران إن تهويد القدس والضفة يتم عبر برنامج معَدّ له مسبقا يجري العمل عليه منذ سنوات من خلال أدوار متكاملة بين كل المؤسسات الإسرائيلية السياسية والأمنية. وأكد بدران ل"الشروق" على وجود تسارع كبير جدا في خطوات التهويد والضم ومحاولات تغيير الواقع على الأرض بصورة لا تقبل التغيير لاحقا في مرحلة أنهت ما يُسمى "حل الدولتين" الذي لم يعد ممكنا موضوعيا وعمليا في الضفة والقدس. واعتبر القيادي في حركة حماس أن الإدارة الأمريكية بعد إعلان ترامب بحق القدس قدَّمت دافعا كبيرا للاحتلال كي يتقدم لتهويد القدس، فضلا عن الوضع العربي والإقليمي الذي يعيش أصعب حالاته. واعتبر أن التوافق على المقاومة يجعل الاحتلال في حالة دفاع وتراجع وعدم القدرة على بسط سيطرته والتمدد على الأرض، خاصة أن القضية تعيش في مرحلة خطيرة جدا وحساسة يُراد منها تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي. وأوضح مسؤول ملف العلاقات الوطنية في حركة حماس أن أوراق القوة الفلسطينية تتمثل في ضرورة الإسراع في تطبيق المصالحة وصولا إلى وحدة وطنية حقيقية عنوانها الشراكة للجميع في القرار على كافة مستوياته وإيجاد توافق وطني على آلية مواجهة الاحتلال وأشكال وسبل المقاومة المختلفة في كل ساحات الاحتكاك مع الاحتلال والتحرك ببرنامج سياسي واضح يتناسب مع حجم التحدِّي وطموحات الشعب الفلسطيني. وطالب بدران بعمل ميداني مقاوم على الأرض وحراك جماهيري وانتفاضة شعبية خاصة في القدس والضفة وإيجاد هياكل وأجسام وطنية موحدة تدير الأحداث وتنظمها في الميدان وتتحرك تحت سقف سياسي مدعوم يثبت حق المقاومة ويقنع الناس أن هذا الحراك ليس مجرد تكتيك أو محاولة لتحريك العملية السياسية أو البحث عن آليات أخرى للتفاوض، بل حراك حقيقي لردع الاحتلال وإجباره على التراجع عن خطواته الأخيرة بالاعتماد على المقدرات العظيمة للشعب الفلسطيني لإحداث تغيير حقيقي على الأرض وقلب الطاولة على المتآمرين. ورأى أن حل السلطة الفلسطينية يحتاج إلى نقاش معمق على مستوى الكل الفلسطيني في ظل تحلل الاحتلال من كل التزاماته في اتفاق أوسلو مقابل استمرار التزام السلطة بكل متطلبات أوسلو، خاصة في الجانب الأمني. ودعا السلطة الوطنية بشكل عاجل إلى التحلل من التزامات أوسلو الأمنية والاقتصادية، بدءاً بسحب الاعتراف بالاحتلال وإرجاع الأوضاع إلى نصابها كشعب يعيش تحت الاحتلال ضمن حالة إجماع وطني. وشدَّد على أهمية الدعوة لانعقاد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير وفق اتفاق 2011 بحضور حماس والجهاد لنظم آليات مواجهة الاحتلال، والاتفاق على برنامج نضالي كفاحي لمواجهة الاحتلال، ومناقشة كل ما ترتب على مرحلة أوسلو، وكل تأخير في ذلك يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني، إذ لا يمكن الانتظار أكثر من ذلك، أو شراء الوقت للعودة لعملية التسوية، أو البحث عن راع هنا أو هناك، أو بيع الوهم بعد الفشل الذريع لهذا المسار الذي وصل إلى حائط مسدود، مما يتطلب العودة إلى الوحدة والتحرك سويا لمواجهة الاحتلال.