مأساة حقيقية ابتليت بها عائلة ميموني المقيمة بمنطقة أولاد بوجمعة التي تبعد عن مقر ولاية عين تموشنت ب 24 كلم، عشية أول أمس بفقدانها ل4 من أبنائها دفعة واحدة عندما حاولوا إنقاذ شقيقهم الذي نزل إلى قاع البئر بالمزرعة التي كانت توفر لهم قوت يومهم، والتي تعود ملكيتها لأحد المغتربين المقيمين خارج الوطن. * جمال، سعيد، جلول والوافي، أسماء لأربعة أشقاء وافتهم المنية بطريقة تراجيدية أرغمت السكان بمنطقة أولاد بوجمعة الهادئة على الدخول في حالة من الحزن الشديد الممزوجة بمرارة مؤلمة بعدما وصلتهم أخبار حزينة عما فعله "بئر الموت" المتواجد بإحدى المزراع، حيث ابتلع ثلاثة إخوة، عندما هبوا لنجدة شقيقهم الذي نزل إلى البئر، ولم يتمكن من الخروج لافظا أنفاسه بداخله لعدم قدرته على التنفس لانعدام الأوكسجين في قاع البئر، وهو السبب الرئيسي حسب ما كشفت عنه أوساط محلية بذات المنطقة لوفاة جميع الإخوة، حيث أشارت ذات المصادر إلى أنه بعد نزول الشقيق الأصغر إلى البئر لأسباب تتعلق إما بعملية تصليح المحرك أو إعادة تشغيله أو توقيفه أمام أنظار الأب الذي نفذ صبره بعدما لاحظ أن ابنه طال بقاؤه داخل قاع البئر الذي يصل عمقه حسب تقديرات محلية ل حوالي 20 مترا، ولأن الوالد منهوك القوى لكبر سنه ذهب إلى أبنائه الثلاثة طالبا منهم نجدة شقيقهم الذي سقط مغشيا عليه داخل الجب، إلا أن المأساة حينها كانت تنتظر أيضا مشاهد أخرى أكثر إيلاما، حيث بعد نزول الإبن الثاني لقي نفس مصير شقيقه، ثم ناد الوالد لإبنه الثالث أن يسرع لنجدة أخويه دون أن يعلم بأن نزوله إلى ذلك العمق حيث ينعدم الهواء سيكلفه هو الآخر الموت، لتتواصل تفاصيل حكاية رهيبة غير مسبوقة، بنهاية أشد حزنا لشقيقهم الرابع الذي لقي نفس مصير إخوته. * جلول الذي ترك خلفه زوجة وطفلين وسعيد الذي لن ينعم بعد اليوم برؤية ابنه الوحيد وزوجته، وجمال البالغ من العمر 22 سنة وشقيقه القاصر الوافي الذي لم يتجاوز سنه 16 عاما كلهم خلفوا صدمة عميقة في أوساط معارفهم، خاصة الوالدة التي كشفت بشأنها مصادرنا أنها لا تصدق ما حدث لأبنائها الأربعة، فوقع الصدمة كان أشد من أن تتحمله أم فقدت في سويعات قليلة 4 من أبنائها، وما يزيد ألما وحزنا أن الظروف الاجتماعية التي كانت تعيش فيها عائلة ميموني أقل ما يقال عنها أنها ظروف جد مزرية، حيث يعيشون فقرا مدقعا دفعهم للعمل عند مغترب يملك إحدى المزراع الفلاحية، وقد تنقلت مصالح الدرك الوطني أين فتحت تحقيقا معمقا في ملابسات الحادثة التراجيدية بعدما تم إخراج جثث الإخوة الأربعة من قاع البئر من قبل عناصر الحماية المدنية الذين وجدوا صعوبة كبيرة استلزمت تكسير قضبان حديدية التي كانت متواجدة ببئر الموت، وقد نقلت جثث الضحايا إلى مصلحة الطب الشرعي بمستشفى عين تموشنت، حيث من شأن تقرير الطب الشرعي الكشف عن أسباب الوفاة التي أرجعتها مصادرنا إلى انعدام الأوكسجين مما تسبب في اختناقهم. * وأفادت آخر الأخبار عن حادث وفاة الأشقاء الأربعة في البئر أن الأسباب الحقيقية للوفاة تعود إلى قارورة الغاز التي كانت في أسفل البئر والتي تم إنزالها بغرض الأشغال، إلا أن تسرب الغاز من قارورة البوتان وانخفاض نسبة الأوكسيجين في قاع البئر تسبب في سقوط أول الإخوة ميموني مغمي عليه بعد ما عجز عن التنفس إلى أن فارق الحياة، وفي محاولة الأخ الثاني انقاذ أخيه لقي نفس المصير إلى غاية رابعهم سقط هو الآخر فوق جثة إخوته الثلاث ببئر مزرعة بلواتي.