تمكنت فرقة البحث والتدخل التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر بداية هذا الأسبوع من وضع حدا لنشاط أخطر عصابة لسرقة السيارات كانت تنشط منذ مدة ليست بالقريبة، متبوعة بالاعتداء والسرقة ضد الأشخاص، باستعمال الأسلحة البيضاء والغازات المسيلة للدموع، متكونة من 4 أشخاص يقودها إرهابي تائب كان ينشط ضمن الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا". العملية تمت من خلال عثور بعض المواطنين على أحد الأشخاص مكبلا ومرميا في منطقة معزولة وهو في حالة يرثى لها ليتم إسعافه وإخبار مصالح الأمن التي قامت بالتحقيق المعمق في القضية، ليتبين أن الضحية الذي يقطن بشراربة جنوب شرق العاصمة وهو سائق حافلة خرج من بيته للعمل كعادته وعند وصولة إلى أحد المناطق المعزولة الرابطة بين براقي وشراربة اصطدم بحاجز بلاستيكي نصبته العصابة على أساس وجود أشغال عمومية في عين المكان مع وجود ثلاثة أشخاص يرتدون صدريات خاصة بعمال الأشغال العمومية ليتفاجأ بهجوم شخص ملتحي ملثم يرتدي قميصا قصيرا ويحمل سلاحا ناريا خرج من الأحراش المحاذية للمنطقة لتقوم العصابة بتكبيله وجره إلى مكان معزول يبعد عن مسرح الجريمة بحوالي 400 كلم ويتركونه هناك جثة هامدة، فيما تم سرقة حافلته. وبعد جهد جهيد تمكنت فرقة البحث والتدخل للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر من الكشف عن هوية هذه العصابة التي يترأسها إرهابي تائب يبلغ من العمر 38 سنة يؤجّج الشكوك حول علاقته بتمويل التنظيم الإرهابي بالسيارات الموجهة لمختلف العمليات الإرهابية. وقد تبين خلال مراحل التحقيق أن أفراد الشبكة يقطنون في نفس الحي الذي يقطن فيها الضحية، حيث كانوا يراقبون كل تحركاته، كما بينت التحريات أن الشبكة تعمل "باحترافية عالية في عالم الإجرام" باستعمال عدة هويات مستعارة يتزعمها الإرهابي التائب والحامل لهوية مزيفة. كما كشف التحقيق أن للشبكة علاقة وطيدة مع شبكات إجرامية أخرى داخل وخارج الوطن مختصة في سرقة السيارات، وقد أسفرت هذه العملية عن حجز السلاح وتقديمه لمخبر الشرطة القضائية بغرض إخضاعه للخبرة البالستيكية بإستعمال نظام "إبيس"، كما تم العثور خلال عملية التفتيش لبيوت الموقوفين على بعض الآلات والوسائل المستعملة في سرقة السيارات، حيث تم حجز آلتين لنسخ المفاتيح، آلة لصنع لوحات الترقيم، عدد معتبر من مفاتيح السيارات من كل الأنواع وآلات تثبيت البراغي. وتم تقديم المتهمين أمام وكيل الجمهورية لمحكمة الحراش الذي أمر بإيداعهم الحبس المؤقت بعد أن وجه لهم تهمة تكوين جمعية أشرار، سرقة السيارات، التزوير واستعمال المزور في الوثائق الإدارية والنصب والاحتيال.