غادر دنيانا المجاهد الكبير الوردي قتّال يوم 26 يناير 2018 ، ووري جثمان الفقيد بمقبرة سيدي خريف بمدينة تبسة وسط حضور مكثف للأسرة الثورية والسلطات المحلية المدنية والعسكرية. إنه ليس قاتلا فقط لجنود المستعمر وإنما هو قتّال على وزن فعّال. ولد المرحوم سنة 1925 ببلدية السطح قنتيس بولاية تبسة ، تعلم في كتاتيب تحفيظ القرآن بقريته، ثم انتقل إلى ملحقية جامع الزيتونة بتوزر القريب من حدود تبسة. ثم التحق بمعهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينية سنة 1950 حيث تخرج منه سنة 1954، هذا المعهد الذي تخرج منه العديد من المجاهدين والمفكرين والذي علّم به مشائخ وأساتذة مرموقون. ومع اندلاع الثورة التحق بصفوفها فساهم في التنظيم بالولاية الأولى ، وشارك في عدة معارك كمعركة الجرف، ومعركة أرقو. ثم عين قائدا لمنطقة سوق أهراس التي كانت تتبع الولاية الأولى بين أكتوب 1955 وجوان 1956 . ما أن وصل حتى هيكل المنطقة ، يقول: "باشرنا هيكلة منطقة سوق أهراس وتقسيمها إلى أربعة قطاعات . القطاع الأول أوكلت مسؤوليته إلى أحمد لوراسي "بني صالح ". القطاع الثاني مسؤول عنه عمارة بوقلاز "القالة". القطاع الثالث تحت مسؤولية عمر جبار "شريط الحدود التونسية" . القطاع الرابع تحت مسؤولية عبد الله نواورية "ضواحي قالمة". وأفضل دليل على ذلك الخريطة التي رسمتها القوات الفرنسية لناحية تبسة ومنطقة سوق أهراس بين 1 مايو و15 جوان 1956، والتي غنمها الرائد عثمان سعدي بن الحاج في إحدى المعارك سنة 1956 . والتي تبين بوضوح اسم الوردي قتال على رأس منطقة سوق أهراس التي تمتد حتى مدينة الكاف بتونس ، علما بأن الولاية الأولى كانت تشمل في عملياتها الغرب التونسي. كما تبين الخريطة المذكورة وإلى القارئ الكريم صورة الخريطة: رحم الله الوردي قتّال ، وتعازي العميقة لحرمه المعلمة سميرة وأولاده وبناته وأحفاده، وإنا لله وإنا إليه راجعون.