تغيب في المحلات التجارية لبيع المواد الغذائية وأسواق الخضر والفواكه، ثقافة العروض الترويجية أو التخفيضات الدورية والموسمية للسلع، مما يؤدي إلى رمي أطنان منها بعد انتهاء صلاحيتها أو تلفها، فرغم الخسائر التي يتكبدها التجار، إلا أن هذه الثقافة تبقى مقتصرة في الكثير من الأحيان على الملابس والأحذية. وتعتبر المراكز التجارية الكبرى المساحات الوحيدة التي تشد، وأنت تتجول فيها، انتباهك كلمة "الصولد" المتعلقة بالمواد الغذائية وتكون في الغالب سلع محلية يهدف إلى الترويج لها أو التخلص منها سريعا بعد كسادها. وأكد رئيس جمعية الأمان لحماية المستهلك الجزائري، حسان منوار، أن التبذير يطال المواد الغذائية والخضر والفواكه، رغم أن الطلب أكثر من العرض في الغالب، حيث تنتهي صلاحية بعض هذه السلع أو تتلف وتبقى الأسعار نفسها. وأوضح منوار، أن الدول الأوروبية وحتى الإفريقية، تقوم بتخفيض أسعار المواد الغذائية في المناسبات أو في تاريخ معين بشكل دوري، في حين أن التاجر والمستهلك الجزائري على حد سواء يعتقد أن التخفيضات الموسمية تتعلق فقط بالملابس والأحذية، وقال المتحدث إن المراكز التجارية الكبرى أو ما يسمى بالمساحات التجارية وهي قليلة ولا يقصدها المستهلك بشكل يومي، تقوم بتخفيضات في المواد الغذائية والخضر والفواكه، ولكن عندما يتعلق الأمر فقط بالتخلص من المواد المكدسة عن طريق التخفيض في الأسعار. ويرى أن هذه التخفيضات تتعلق في الغالب، بمواد اقترب موعد انتهاء صلاحيتها أو رديئة النوعية، مع العلم حسبه، أن ظروف الحفظ والنقل السيئة، تجعل بعض السلع تتلف وتصبح غير صالحة للاستهلاك قبل تاريخ انتهاء صلاحيتها، ومن المفروض حسبه، أن لا تباع هذه المواد الغذائية قبل يومين من هذا التاريخ. وقال إن الجمعية ستعمل على تغيير عقلية المستهلك فيما يخص "الصولد" الذي يخص المواد الغذائية، رغم كثرة الطلب عليها. في السياق، أوضح الحاج الطاهر بولنوار، رئيس الجمعية الوطنية للتجار الجزائريين، في اتصال بالشروق، أن ثقافة "الصولد" في الجزائر تتعلق في أذهان المستهلكين فقط بالملابس والأحذية، وأن تخفيض أسعار المواد الغذائية في هذه المراكز التجارية، يسمح حسبه، بترسيخ فكرة أن "الصولد" يشمل حتى هذه المواد. وقال إن الكثير من المواد الغذائية، ذات الصنع المحلي، مكدسة في المصانع، حيث طالب منتجوها، بتخفيض أسعارها حتى تسوق ويتم توزيع كميات أخرى، وهذا خوفا من انتهاء صلاحيتها. وحذر الحاج الطاهر بولنوار، المستهلك الجزائري من الإقبال على بعض المواد الغذائية أو مواد التنظيف المنتهية الصلاحية أو التي لم يبق لها إلا مدة قصيرة من ذلك، حيث يقوم أصحابها ببيعها تحت مظلة"الصولد". وأكد الحاج الطاهر بولنوار، أن القدرة الشرائية للجزائريين، تراجعت بشكل ملحوظ وأن المراكز التجارية الراقية، تعرف عزوفا عن سلعها وأضحت حسبه أماكن للتجوال والتفرج.