رغم انتهاء الفترة المحددة له * بولنوار: لا حماية قانونية للتجار المخالفين بالرغم من انتهاء موسم البيع بالتخفيض لفصل الشتاء الذي أقرته وزارة التجارة إلا أن العديد من المحلات التجارية بالعاصمة تواصل عملية (الصولد)، إذ بلغت نسبة التخفيضات في بعض المحلات 80 بالمائة، هذه العملية التي تستقطب العديد من المواطنين يعتبرها البعض فرصة لا تعوض لاقتناء ملابس جيدة بأثمان بخسة، فيما تؤكد فئة أخرى أنها مجرد خدعة يلجأ إليها الباعة لتصريف بضاعتهم. حسيبة موزاوي فحسب القانون التجاري المعمول به وطنيا انطلقت هذه العملية حسب ما تم تحديده في المرسوم التنفيذي رقم 06 / 215 في نهاية شهر جانفي إلى نهاية شهر فيفري أي دامت لمدة ستة أسابيع، وانخفضت أسعار السلع لتصل إلى نصف أثمانها وشملت العملية جميع المنتجات، حيث أصبحت هذه الأخيرة تقليدا لديهم يلجأون إليه مع نهاية كل موسم، بعد أن قاموا بتقديم طلب لدى مصالح الرقابة التجارية بالوزارة، ما يعني انتهاء موسم الصولد قبل حوالي عشرين يوما إلا أن ما لاحظناه خلال جولتنا الميدانية إلى بعض محلات العاصمة لا يعكس ما تحمله هذه التعليمة الوزارية. الصولد خدعة يستعملها التجار فالمتجول في شوارع العاصمة تقابله لافتات تزين واجهات المحلات بعلامات الصولد لتصفية مخزونها الموسمي، وفتح المجال لدخول المجموعات الجديدة بأرقام وأسعار تجذب الأنظار، لكن هذه التخفيضات قد تكون حقيقة عند البعض ومجرد أكاذيب عند البعض الآخر، الغرض منه هو مجرد جلب انتباه الزبائن، ومحاولة إقناعه بأنها تخفيضات مغرية لملابس جاهزة محلية أو مستوردة، وحصرية لا يجدها في مكان آخر بهذا السعر، خاصة أمام التنافس الكبير بين التجار الذي يكون قائما حتى على حساب المستهلك. دخلنا أحد المحلات التي لم نجد فيها علامة تخفيض بل علامة اشتري واحداتأخذ الثاني مجانا، لكن اللعبة كانت في مضمون هذه التجارة، فبهدف فتح شهية الزبون يرفع التاجر السلعة إلى الضعف كي يتمكن من إهداء ما يختاره المستهلك مجانا، وبهذا العرض يشهد المحل إقبالا كبيرا وهو ما يعتبر نصبا واحتيالا. تخفيضات وهمية
اقتربنا من لمياء المقبلة على الزواج هذه الصائفة والتي اعتبرت موسم الصولد فرصة لها لاقتناء جهازها قائلة بأن المحلات التي تعلن عملية الصولد حاليا في أغلب شوارع العاصمة، هي في الحقيقة كانت من قبل أسعارسلعها خيالية وجد مرتفعة، لذلك فالصولد يمكن أن يكون حقيقيا مقارنة بالأسعار التي كانوا يعرضونها، فالاحذية مثلا التي كان يبلغ سعرها في السابق 3500 دج الآن متوفرة ب 1500 دج. من جهتها أكدت لنا مريم أنها تنتظر موسم (الصولد) بفارغ الصبر مثل كل الفتيات الشابات المقبلات على الزواج، فهذه المحلات تعرض الكثير من السلع الخاصة بالعرائس، خاصة الحقائب والأحذية والملابس بأنواعها، ما يسهل عليهن الحصول على المستلزمات الضرورية بأسعار منخفضة. غير أن هناك بعض الزبائن الذين استجوبناهم في العاصمة تحديدا بشارع العربي بن مهيدي، يعتبرون أن هذه العروض التي يقدمها التجار تصب حتما في مصلحتهم وليس في مصلحة المستهلك، فما هي إلا خدع إغرائية للزبائن، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعرض التاجر نفسه للخسارة أو حتى فتح محله طوال النهار ولا يكون له هدف الربح، كما أكدوا لنا أن التخفيضات التي تصل إلى 10 أو 20 بالمئة قد تكون حقيقية لكن الصولد الذي يزين المحلات ب 50 و 70 بالمئة ما هي إلا لعبة يلعبها الباعة على الزبائن. بولنوار: عملية الصولد لفترة الشتاء انتهت من هذا المنطلق ربطنا اتصالا بالأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين الحاج الطاهر بولنوار الذي أكد بدوره أن عملية الصولد لفترة الشتاء انتهت مع بداية شهر مارس، موضحا أن الاتحاد لا يحمي أي تاجر قام بمخالفة الفترة، وقال إن البيع بالتخفيض الذي يعود بالربح على كل من التاجر والمستهلك لا يمكن أن يكون طيلة السنة وإنما كل 6 أشهر، أي مرتين في السنة فقط، ما يعني مرة في الفترة الممتدة من شهر جانفي إلى أوائل شهر مارس وأخرى في شهري جويلية وأوت لمدة 6 أسابيع. لتبقى ثقافة الصولد غائبة في المجتمع الجزائري بالرغم من وجود إجراءات ردعية لمديرية التجارة في حال تسجيل بيع بالتخفيض دون رخصة من المديرية، إلا أن إهمال مديريات التجارة ومصالح الرقابة لعمليتها ترك للتجار حرية التلاعب بالأسعار كما يحلو لهم.