أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت، الجمعة، أن مقر السفارة الأمريكية في دولة الاحتلال الإسرائيلي سينقل رسمياً من تل أبيب إلى القدس في ماي المقبل، بالتزامن مع الذكرى السبعين لقيام الكيان الصهيوني بعد احتلال فلسطين في نكبة العام 1948. وقالت ناورت في بيان: "نحن بغاية السرور لقيامنا بهذا التقدم التاريخي، وننتظر بفارغ الصبر الافتتاح في ماي". وأثار القرار وتزامنه مع ذكرى النكبة في الرابع عشر من ماي غضب الفلسطينيين الذين وصفوه ب"الاستفزاز". ويبدو هذا القرار تجسيداً للانحياز الأمريكي لصالح الاحتلال، مع العلم بأن السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي أعلنت، الخميس، أن خطة السلام الأمريكية الجديدة لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ستكون جاهزة قريباً. ويحيي الفلسطينيون سنوياً ذكرى النكبة في الرابع عشر من ماي 1948 ما أجبر مئات آلاف الفلسطينيين على ترك مدنهم وقراهم والنزوح إلى دول عربية مجاورة. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رحب بهذا الإعلان ووجه الشكر إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مثنياً على "قيادته" و"صداقته". وقال نتنياهو، إن هذا القرار "سيحول الذكرى السبعين لاستقلال إسرائيل إلى احتفال وطني أكبر". وسارعت القيادة الفلسطينية إلى اعتبار القرار الأمريكي "استفزازاً للعرب" لافتة إلى أن إدارة ترامب باتت تشكل عائقاً أمام السلام. فقد ندد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في تصريح لوكالة فرانس برس: "بأشد العبارات بقرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس في اليوم الذي تتزامن فيه ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني". وقال عريقات، أن "هذا القرار مخالفة فاضحة للقانون الدولي والشرعية الدولية وتدمير كامل لكل اتفاقيات السلام الموقعة مع إسرائيل"، مؤكداً أيضاً أنه "استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين والمسيحيين". واعتبر أن إدارة ترامب "بهذه الخطوة تكون عزلت نفسها كلياً وأصبحت جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل". وبعد احتلالها للقدس الشرقية في جوان 1967 أعلنت "إسرائيل" المدينة المقدسة "عاصمتها الأبدية غير القابلة للانقسام"، إلا أن المجتمع الدولي لم يعترف بهذا الواقع. أسرع مما كان متوقعاً وانطلقت عملية نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس بأسرع مما كان متوقعاً. فقد كان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أعلن في ديسمبر، أن عملية النقل لن تتحقق على الأرجح قبل سنتين، كما أعلن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، أن النقل "سيتم خلال عام". وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، الجمعة، أن السفارة المقبلة ستكون ضمن مجمع كبير موجود أصلاً ويضم أنشطة القنصلية الأمريكية العامة في حي أرنونا بين القدس الشرقية والغربية. وتابعت "في المرحلة الأولى" سينتقل إلى السفارة السفير ديفيد فريدمان المدافع الشرس عن مبدأ نقل السفارة إلى القدس، إضافة إلى فريق صغير. وتابعت ناورت "ننوي فتح جناح جديد في مجمع أرنونا بحلول نهاية العام الحالي، لكي تكون للسفير وفريقه مكاتب أوسع". وأضافت "في موازاة ذلك باشرنا البحث عن موقع يكون المقر الدائم لسفارتنا"، معتبرة أن بناءه "سيستغرق وقتاً". من جهته، رحب وزير الاستخبارات الإسرائيلي إسرائيل كاتز بالقرار وكتب على موقع تويتر مخاطباً الرئيس ترامب: "لا يمكن أن نتلقى هدية أفضل من ذلك. إنها المبادرة الأكثر عدالة والأكثر حكمة. شكراً لصديقنا". وكان الرئيس الأمريكي أعلن في السادس من ديسمبر قراره "الاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل" ما شكل قطيعة مع جميع أسلافه رغم التحذيرات الدولية من عواقب هذا القرار. ويطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية التي احتلتها "إسرائيل" في 1967 عاصمة لدولتهم المنشودة.