الساعة العاشرة وثلاثون دقيقة كانت موعد انطلاقة السهرة الثالثة من ليالي مهرجان تيمڤاد الدولي فرقة المطرب الكبير القدير لطفي بوشناق التونسية ترسل معزوفات هادئة تمهيدا لدخوله إلى ركح المسرح الجديد بثاموڤادي، لحظات قليلة يدخل المطرب القدير ليصدح قائلا "يا زمان يا معلم الإنسان"، هي الأغنية الأولى التي استهل بها لطفي بوشناق طبقه الفني الذي حضره لجمهور الليلة الثالثة من ليالي الطبعة الثانية والثلاثين من فعاليات تاموڤادي. فبعد هذي لياليهم سافر الفنان بوشناق بمستمعيه عبر ممر البؤس العربي مرددا "عشت ما شئت وجرب يا صغيري" بلغة عربية فصيحة للأسف لم تجد من يتلقفها من جمهور ذواق سوى القليل، مردفة بموسيقى تشفي العليل لن يتأثر بها من هو ضعيف النفس فاسد المزاج، خلفيتها لغة آلة القانون التي استرسلت في إرسال نغمات السفر إلى الآهات والرنو إلى البعيد البعيد إلى زمن النخوة العربية التي ولت... "خلتي يا خلتي أنا عربي وبأصالتي تكمن علتي" قال لطفي متسائلا "كيف انضحك علينا كيف. كيف يقبلها عن نفسه عربي كيف" وراح يتبنى آلام القدس وفلسطين في أداء مؤثر يعكس عاطفته الصادقة تجاه ما يجري في صلب نظام العالم العربي المنبطح على طول الخط. الفقرة الثانية من الليلة الثالثة من ليالي تيمڤاد نشطتها فرقة الويغورية من الشينجينانغ الصينية بوصلة فنية حملت في طياتها مفاجأة إلى كل الحاضرين عندما راحت تردد ألحانا جزائرية صرفة على إيقاعات أغنية "دمي دمي" للراحل كاتشو. نعم لقد خلدت الفرقة الذكرى الأولى لوفاته بأغنية على وقع "دمي دمي" تكريما لروحه، وهو ما أكده فرحات المسلم العضو في الفرقة، كما أدت الويغورية أيضا أغنية على وزن "أبابا ينوبا" للمطرب إيدير التي ترجمتها منذ 16 سنة وكانت تعتقد أنها هندية الأصل، إلا أنها اكتشفت منذ يومين أنها جزائرية، ولذلك أدرجتها ضمن باقتها الفنية. ومهما يكن فإن السهرة الثالثة من ليالي مهرجان تيمڤاد الدولي تشكل منعرجا نحو أفضل ما يمكن تقديمه للجمهور من ألوان الغناء والطرب لأصوات واعدة معروفة على الصعيد المحلي والدولي على غرار الشاب خلاص وحسان دادي سهرة الاثنين والشاب رضوان إلى جانب فرقتين من كوبا وأمريكا اللاتينية سهرة الثلاثاء وفرقتين أخريين من إسبانيا وإفريقيا ليلة الأربعاء، والضيف الليبي الشاب جيلاني إلى جانب قادر الجابوني سهرة الخميس، والنجمين لونيس ايت منڤلات وماجدة الرومي سهرتي الجمعة والسبت على التوالي.