حراس الشواطئ بالشلف يلقون القبض على 28 حراڤا ليلة المونديال أبحرت، أوّل أمس، عدّة قوارب تحمل على ظهورها أفواجا من "الحراڤة" من مختلف شواطئ الغرب، بعد ضبط حسابات دقيقة بخصوص مباريات المونديال والتي وصل إلى النهائي كلّ من المنتخب الهولندي والإسباني، هذا الأخير قدّم بتتويجه، خدمات جليلة وفرصا من ذهب للراغبين في الهجرة إلى أوروبا. وفي هذا الصدد، تمكنت صبيحة أمس وحدة حراس الشواطئ بالشلف من إحباط محاولة هجرة غير شرعية أبطالها 28 شابا كانوا قد انطلقوا على متن قاربي صيد من شاطئ سيدي لخضر بولاية مستغانم الحدودية مع ولاية الشلف باتجاه السواحل الإسبانية. وحسب المصدر الذي أورد الخبر فإن الرحلة تم الترتيب لها منذ أيام في رسالة واضحة إلى محاولة استغلال فرحة الإسبان بالتتويج العالمي بالسيدة الكأس على حساب نظيرتها البرتقالية وأيضا استغلال استقرار وتسطح أمواج البحر إلا أن حراس الحدود والمصالح الأمنية بولاية الشلف تفطنت للخطة وتمكنت من إحباط محاولتهم ونقلوا على متن حافلة للنقل المدرسي في صحة جيدة إلى الجهات المختصة للتحقيق. للإشارة، فإن الحراڤة 28 تتراوح أعمارهم ما بين 20 و40 سنة ينحدرون من بلديات المرسى، عين أمران، سيدي عبد الرحمان وبلدية الشلف، وأضاف مصدرنا أن الحراڤة الموقوفين دفع كل منهم قيمة مالية معتبرة قصد تحقيق الحلم في الرحلة المجنونة فيما تسترت ذات الجهات عن فرار أحد القوارب نحو السواحل الإسبانية. وجاءت هذه المحاولات، بناء على توقّعات الأغلبية بحصول المنتخب الإسباني على الكأس وما سينتج عن ذلك من فرحة عارمة تغرق إسبانيا في الاحتفال ببطولة العالم لعدّة أيّام، حيث خطّط منظّمو رحلات الموت للإقلاع من شواطئ وهران، مستغانم وعين تموشنت في الوقت الذي تشّد فيه مباراة النهائي أنظار الاسبان بل أنظار جميع العالم بما فيهم الجزائريون، وحسب ما أكّدته مصادر ل "الشروق"، فإنّ أفواجا من المهاجرين السرّيين انطلقوا من شواطئ الغرب خلال اليومين الأخيرين، أملا في الإفلات من قبضة حراس السواحل ومصالح الدرك الوطني وانشغال الجميع بمباراة النهائي، وآخرون خطّطوا للوصول إلى السواحل الإسبانية زمن المباراة أو ما بعدها، ويبدو أنّ مخطّطاتهم كانت ناجحة حيث تأهّلت إسبانيا وحازت على لقب بطل العالم، ليقضي الجميع ليلة بيضاء احتفالا بنيل الكأس الذهبية لأوّل مرّة، وبالتّالي تمكنّوا من الوصول إلى السواحل الإسبانية سالمين، خصوصا وأنّ حالة البحر عرفت استقرارا خلال هذا الأسبوع وساعدت على عملية الإبحار بالزوارق المطاطية، فيما ذكرت ذات المصادر أنّ أفواجا أخرى تستعّد لخوض نفس الرحلة في هذه الأيّام أملا في الحصول على تأشيرة البقاء من قبل السلطات الإسبانية المنتعشة بتأهّل فريقها. للإشارة فإنّ الظاهرة تراجعت في الفترة الأخيرة على غير المعتاد، على الرغم من تحسّن الأحوال الجويّة باستثناء بعض الرحلات منها ما تمكّن من الإفلات وأخرى وقعت في قبضة مصالح حرس السواحل الاسبان، لتعود شبكات تهريب "الحرّاڤة" إلى نشاطها مجدّدا تزامنا مع نهائي "المونديال" بعدما تلذّذت بحصد الملايين والربح السريع غير المتعب على حساب أرواح البشر والعائلات المغدورة، حيث تمتّد هذه الشبكات إلى غاية ولايات داخلية مثل الشلف وغليزان، إذ يوجد لها فروع بمختلف البلديات لإغراء الشباب والتحايل عليهم مقابل ضمانات وهمية، حيث تشير مصادر "الشروق" إلى أنّ عدّة نشطاء في هذا المجال تحوّلوا إلى تجّار وأصحاب رؤوس أموال في ظرف وجيز ومحلاّت تجارية لتبييض الأموال، بعدما كانوا بطّالين ولا يملكون قوت يومهم! وفي السياق ذاته، أكدت مصادر الشروق اليومي أن المصالح الأمنية بولاية الشلف اتخذت إجراءات رقابية مشددة على الشريط الساحلي الممتد من ولايتي تيبازة شرقا إلى مستغانم غربا على مسافة 120 كلم ما يمثل 10 بالمائة من الساحل الوطني. انتشار وتواجد المصالح الأمنية عبر الشريط الشلفي كونه كان في الأمس القريب يعد بوابة الحراڤة الحالمين ببلوغ جنة الفردوس. وفي هذا السياق، استعانت المصالح الأمنية بتجهيزات جد متطورة منها الكلاب المدربة ومروحيات بنية إحكام السيطرة على عمليات تهريب البشر التي بات النشاط التجاري المفضل للعصابات الإجرامية الناشطة عبر محور الشريط الساحلي وتحديدا بالجهة الشمالية الغربية لعاصمة الولاية. أزيد من 400 حراڤ من مستغانم تم ترحيلهم من إسبانيا خلال سنة احتضن نهاية الأسبوع الماضي المركز الثقافي الإسلامي بمدينة مستغانم لقاء تحسيسيا حول ظاهرة الحرڤة التي اجتاحت منطقة مستغانم الساحلية في السنوات الأخيرة، حيث شهد اللقاء حضور مجموعة من عائلات الحراڤة إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني والحركة الجمعوية الناشطة في الحقل الاجتماعي وكذا ممثلين عن مصالح الأمن. وفي سياق الحديث عن ظاهرة الحرڤة على مستوى تراب ولاية مستغانم، كشف أحد المتدخلين أن مجموع الشباب الحرڤة الذين انتهت مغامرتهم المتعلقة بركوب قوارب الموت وراء أسوار مراكز الحجز الاسبانية على خلفية توقيفهم من طرف مصالح حرس السواحل الأسبان ومن ثمة إخضاعهم إلى إجراءات الترحيل وهذا خلال سنة 2009 بلغ حوالي 440 شخص بينهم 6 نساء وامرأة حامل وطفل قاصر. كما تناقلت تقارير منسوبة إلى مصادر غير رسمية عن وجود 36 جثة لأشخاص تم العثور عليهم عرض البحر وآخرون لفظتهم أمواج البحر لم يتم تحديد هويتهم فضلا عن توقيف 9 حراڤة على متن سفن تجارية لبلدان أجنبية. هذا وأجمع المتدخلون خلال الندوة الولائية على تراجع ظاهرة الحرڤة خلال الأشهر الماضية من سنة 2010 في ضوء الحوادث المميتة والمأساة التي يكابدها المهاجرون غير الشرعيين على مستوى مراكز الحجز.