ستصدر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مدونة سلوكات عمال السلك الديني قبل شهر رمضان، تكون بمثابة ميثاق يحمل الالتزامات التي يلتزم بها الأئمة والخطباء في المساجد مهما كانت رتبهم، وتتعلق بالخط والمرجعية الدينية والوطنية. وكشف عدة فلاحي، أمس، بدار الإمام عن تحضير القطاع لمدونة التزامات خاصة بأئمة المساجد ستكون جاهزة قبل شهر رمضان المقبل، مشيرا أن "هناك تفكيرا على مستوى الوزارة لوضع ميثاق يحترم فيه كل الإطارات العاملة في السلك الديني والأئمة المرجعية الدينية الوطنية لتفادي أية خروقات أو خروج عن الإجماع الوطني". وأضاف فلاحي أن وضع هذه المدونة "فرضها الانفتاح على العالم الخارجي الذي يسمح بدخول عدة تيارات للجزائر" مشيرا إلى أنها "حماية للمجتمع والدولة وللإطار نفسه لكي لا يخرج على ما أجمعت عليه المرجعية الوطنية" كما تلزم هذه المدونة جميع الأئمة موظفين و ب"احترام قوانين الجمهورية زيادة على الالتزام الديني". وتنص المدونة على ضرورة الالتزام باحترام "المذهب المالكي والاباضي الذي هو جزء من تاريخنا وبعض الالتزامات الأخرى كالحفاظ على قراءة المصحف برواية ورش وقراءة صحيح البخاري والحزب الراتب وتقديم دروس الفقه في المساجد"، وأكد المسؤول أن هذه المدونة تصدر في وثيقة مكتوبة ستوزع على مستوى مديريات الشؤون الدينية في الولايات". بعد تسجيل الفوضى في بناء المرافق الدينية إخضاع بناء المساجد لدفتر شروط والبناء وفق الطابع المغاربي الإسلامي تحضّر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لإصدار دفتر شروط ينظم نمطية بناء المرافق الدينية مثل المساجد والمدارس القرآنية ويحدد شروط تسييرها والحفاظ عليها، بعدما لاحظت الوزارة الفوضى العارمة التي عمت هذا القطاع والمشاكل التي تتخبط فيها بعض المساجد. وقد نظمت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أمس بدار الإمام يوما دراسيا حول ضرورة توحيد نمطية بناء المرافق الدينية وهي تحديدا المساجد والمدارس القرآنية والمراكز الثقافية التي لا تخضع لمقاييس معلومة في الوقت الحاضر، حيث انتهت الوزارة من تحرير التعديلات على المرسوم التنفيذي 91 / 81 الخاص ببناء المساجد وستضعه قريبا على مكتب الأمانة العامة للحكومة. وعن سبب التفكير في توحيد نمط البناء قال مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف المكلف بالاتصال عدة فلاحي "كان الشعب الجزائري بعد الاستقلال متعطشا لممارسة شعائره بعيدا عن ضغط الاستعمار وجاء بناء المساجد تقربا لله، فعرف بناء المساجد انتشارا واسعا نتيجة هذه الرغبة"، مضيفا أن "فترة الصحوة الدينية زادت في انتشار المساجد أكثر فأكثر، إلى أن أصبحت فوضى وعشوائية في البناء" مؤكدا أن مساجد أصبحت تبنى دون مراعاة أدنى الشروط. وكذلك كان الحال يقول فلاحي "في فترة التسعينيات أين استغلت مساجد بنيت في مناطق نائية دون رقابة في غير الأهداف التي بنيت من أجلها"، كما أوضح أن غياب المقاييس فتح بابا واسعا من المشاكل وجدت الجمعيات الدينية نفسها فيها "مثل عدم القدرة على استكمال البناء، وتعطل الأشغال وخلق حالات من اللاأمن بسبب الورشات المفتوحة التي غالبا ما تصبح ملاذا للمنحرفين". وإذا كان هذا النوع من المشاكل لا يصل إلى مستوى العامة الذين يطلبون مسجدا في كل حي، فإن غياب المعايير في بنائها طرح ضرورة تقنين هذا الجانب أيضا ذي العلاقة بالتعبد في بيوت الله، لذلك تخطط الوزارة إلى فرض النمط المغاربي الإسلامي في البناء واحترام المقاييس العمرانية التي تميز بيوت الله عن غيرها من المباني. ويذكر أن الجزائر تضم حاليا 15 ألف مسجد وأكثر من 3 آلاف مشروع كما ستمكن أموال المخطط الخماسي 2010 - 2014 من بناء 15مسجدا كبيرا تكون مراجع على مستوى الولايات.