كشفت محاكمة مغترب جزائري كان مقيما بتركيا أن تفجيرات مدريد 2001 باسبانيا تورط فيها مغربيون، والذين التحقوا بعد ذلك بالمقاتلين العراقيين، وكانت مهمة الجزائري تأمين دخولهم إلى تركيا ومن ثم سوريا بجوازات سفر مزورة، منها جواز مسروق من يهودي، وقد التمست النيابة للمدعو (ش، فريد) 15 سنة سجنا. وقضية المعني انطلقت بعد سفره إلى ليبيا بطريقة غير شرعية في 1994 بحثا عن العمل، حيث استقر في عديد المدن الليبية التي اشتغل بها، بعدها توجه إلى تونس ومنها إلى سوريا أين تحصل على التأشيرة لدخول التراب التركي، ومنها حاول الهجرة بطريقة غير شرعية نحو اليونان، لكن الشرطة التركية ضبطته وأخلت سبيله لاحقا. بقي المتهم بتركيا أين اشتغل بالتجارة، ودخل صيف 1996 إلى اليونان بطريقة غير شرعية وعمل بالمزارع، وتعرف في 2000 على المغربي "حكيم" والذي أطلعه على وجود 20 مغربيا يريدون الدخول سريا إلى اليونان، فطلب منهم المتهم دفع 2000 دولار للشخص الواحد، لكن الشرطة التركية ضبطتهم وأعادتهم لتركيا استعدادا لترحيلهم، في حين بقي المتهم فريد بتركيا، ليتعرف لاحقا على جزائري من الشلف يدعى (ز،أحمد) والذي ورطه في تجارة الهيروين وألقي القبض على الاثنين ويُدان فريد بالسجن لمدة ستة سنوات، أكملها في أفريل 2004 وحوّل إلى مركز للمهاجرين استعداد لترحيله نحو الجزائر. ومن هنا بدأت قصة تورطه مع الإرهابيين، حيث تعرف بالمركز على مغربي يدعى "طارق"، وهذا الأخير كان محل بحث من طرف السلطات الإسبانية لتورطه في تفجيرات مدريد، وطلب "طارق" من المتهم الحالي مساعدته ليهرب من مركز المهاجرين لأن السلطات التركية تنوي تسليمه إلى السفارة الإسبانية بتركيا، فوافق فريد بشرط منحه 700 أورو، ليسلمها لشرطي تركي هو من سيتكفل بالعملية. وبالفعل هرب "طارق" رفقة "فريد" وبقيا باسطنبول، وعاود المغربي طلب المساعدة من الجزائري وهذه المرة لتهريب إرهابيين مغربيين متواجدين على التراب الإسباني والذين ينتمون للجماعة التي نفذت تفجيرات مدريد 2001، وتمكن فريد من إدخالهم إلى تركيا وتأمين جوازات سفر لهم، منها جواز سفر سرقوه من سائح يهودي بتركيا، وكانت نية المغربيين الالتحاق بالقاعدة بالعراق. لكن الأمن التركي ألقى القبض مجددا على الجزائري ولما كانوا بصدد تحويله إلى الجزائر نفس الشرطي التركي عاود تهريبه مقابل رشوة، وفي الأخير ألقي القبض على المتهم بمطار هواري بومدين وهو عائد من تركيا. وقد اعترف بكل هذه التفاصيل بجلسة محاكمته، في حين أنكر علمه بأن الأشخاص الذين ساعدهم هم من الإرهابيين.