عالجت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة قضية انتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة تنشط خارج الوطن، حيث اتهم فيها المدعو (ب.ف) خاصة وأن التحريات كشفت أنه كان وراء مساعدة مجموعة من المهاجرين المغربيين الدين شاركوا في تفجيرات 11 مارس ,2004 والتي استهدفت مدريد. وبناء عليه فقد طالبت ممثلة الحق العام توقيع عقوبة السجن النافد 15 سنة ضده لثبوت قرائن الإدانة في حقه، ولخطورة الوقائع المتابع على إثرهها. للإشارة فان القضية عادت بعد الطعن بالنقض في الحكم الصادر بتاريخ 29 مارس 2007 والذي قضى عليه ب 10 سنوات و 200 ألف دينار كغرامة مالية. وحسب ما دار خلال جلسة محاكمة الجاني فان التحريات العسكرية التي أجريت من قبل وزارة الدفاع سنة ال,2006 توصلت إلى أن هذا الأخير سافر بتاريخ 4 سبتمبر 1995 إلى ليبيا بطريقة سرية من أجل البحث عن العمل باعتبار انه حينها كان بطالا، وتوجه عند وصوله إلى المنطقة المسماة ''العزايزية'' ثم إلى طرابلس أين اشتغل على مستوى سفينة ليعاود السفر في 1996 إلى اليونان من تونس ثم إلى سوريا أين بقي حوالي شهرين بعدها تحصل على تاشيرة الدخول إلى تركيا، وحسب تصريحاته لدى مثوله للاستجواب أثناء التحقيق معه حاول الذهاب إلى اليونان فالقي القبض عليه لكنه أطلق سراحه ليقرر بعدها الاستقرار في تركيا أين اشتغل في مجال التجارة، لكنه أوقف هناك من جديد رفقة العديد من العرب المهاجرين تم تحويلهم إلى سوريا بعدها توجه الى دمشق وعمل على مستوى إحدى مصبغات الملابس، كما تبين انه تمكن من الحصول على تأشيرة سفر إلى تركيا، واستقر باسطنبول. من جهة أخرى ثبت من التحريات انه خلال صائفة 1999 دخل اليونان بطريقة غير شرعية وعمل هناك في المزارع، وفي سنة 2000 تعرف على شخص مغربي الجنسية أطلعه على وجود 20 مغربيا يودون الالتحاق باليونان لذلك تنقل المتهم سريا إلى تركيا، واتفق معهم على دفع مبلغ 2000 دولار من اجل تسهيل دخولهم إلى اليونان وعند وصولهم إلى الحدود اليونانية تم توقيفهم لكنه أطلق سراحهم. بعدها عمل كمترجم على مستوى شركة ملابس و تعرف هناك على المدعو (ز.احمد) من ولاية شلف، هذا الأخير الذي تورط معه في قضية متعلقة بالمتاجرة في المخدرات أحيل بموجبها على العدالة، حيث قضي عليه بالسجن النافد 6 سنوات و 6 أشهر، وخرج في أفريل 2004 ليتم تحويله إلى الجزائر. الجدير بالذكر أن الجاني وخلال مكوثه بمركز المهاجرين تعرف على مغربي يدعى ''طارق'' كان محل متابعة من قبل السلطات الاسبانية لضلوعه في تفجيرات مدريد ,2004 حيث أعلمه بعد توطد علاقتهما بأنه سيتم تحويله إلى السفارة الاسبانية، لذلك طلب منه أن يساعده في الهروب، وقد كان له ما أراد بعد أن اتصل المتهم بشرطي تركي كان على معرفة سابقة معه بعد أن دفع له مبلغ 700 اورو كرشوة، حيث منحه هذا الأخير بطاقة إقامة بتركيا لمدة شهرين، وهناك أخبر ''طارق'' المتهم (ب.ف) بوجود أصدقائه المغربيين لا بد من تهريبهم باعتبار أنهم ينتمون إلى الجماعة التي كانت وراء تنفيذ تفجيرات مدريد المشار إليها سالفا، مضيفا أنهم يريدون الالتحاق بالمعاقل الإرهابية في العراق، وقد كان له من جديد ما أراد بعد أن وفر لهم جوازات سفر مزورة مكنتهم من السفر دون مشاكل، لكنه القي عليه القبض بتهمة الإقامة غير الشرعية، وكان من المفروض تحويله إلى الجزائر لكن صديقه الشرطي ساعده من جديد ليتم كشف تورطه بناء على تحريات مكثفة.