كشف أمس ملف أحد المتهمين بالانخراط في جماعة إرهابية مسلحة تنشط بالخارج، عن دور شخص جزائري في تزوير جوازات سفر مسروقة لسياح إسرائيليين وفرنسيين بتركيا واستعمالها لتسهيل عملية هروب 20 إرهابيا مغربيا مطلوبين من طرف العدالة الإسبانية بعد تورطهم في تفجيرات 11 مارس .2004 وقد تبين من الملف أن الإرهابيين المغاربة ينتمون إلى ما يعرف بالجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة، التي تأسست في أفغانستان عام 1996 وتنشط تحت لواء القاعدة وتبنت الهجوم على أربعة قطارات بمدريد· وأظهر الملف الطريقة المحكمة التي كان يقوم بها المتهم من خلال تقديم رشاوى لرجال شرطة أتراك بمركز المهاجرين مقابل إطلاق سراح الإرهابيين ومنحهم بطاقات إقامة مؤقتة، وكل هذا مقابل مبالغ تدفع بالأورو والدولار إلى المتهم والهدف منها إفلات الإرهابيين من أيدي العدالة· رحلة ''الحرفة'' المجهولةالمتهم ''ش·فريد'' من مواليد البليدة، غادر أرض الوطن سنة 1994 وعمره 19 سنة، متجها نحو ليبيا بطريقة غير شرعية، حيث استقر في مدينة طرابلس وعمل في إحدى السفن الخاصة بالصيد، ليغادر بعدها إلى تونس التي مكث بها أسبوعا واحدا، قبل أن يدخل سوريا ويتحصل على تأشيرة للدخول إلى الأراضي التركية، حيث اشتغل في التجارة، وقرر دخول اليونان عبر الحدود بطريقة غير شرعية، إلا أنه ألقي القبض عليه من طرف شرطة الحدود التركية، حيث مكث 3 أيام في السجن، وتم تحويله إلى مركز المهاجرين، ليدخل سوريا، وتواصلت رحلته بين مد وجزر من خلال دخول الأراضي التركية تارة وطرده منها إلى سوريا تارة أخرى قبل أن يتمكن أخيرا من دخول اليونان سنة 1999 حيث اشتغل في مزارع أراقوس ''مورنوس''·· ذا جزء من التفاصيل التي اعترف بها المتهم، لكنه حاول خلال استجوابه من طرف محكمة الجنايات التهرب من المسؤولية، لاسيما أن ما جاء في ملفه خاص بالانخراط ضمن جماعة إرهابية تنشط في الخارج، حيث تعرف خلال فترة مكوثه باليونان على إرهابي مغربي يدعى''طارق'' مات فيما بعد بالعراق، هذا الأخير طلب منه المساعدة لتمكين 20 مغربيا متواجدين في الأراضي الإسبانية من مغادرتها بطريقة غير شرعية ودخول اليونان، حيث ساعدهم المتهم على دخول اليونان مقابل 2000 أور''للشخص الواحد، وكان المتهم يوفر جوازات سفر مزورة تمت سرقتها من سياح يهود وفرنسيين بتركيا، واستعمال الصورة الشمسية للإرهابيين المغاربة بغية تضليل مصالح الأمن التركية واليونانية· وتمكن بذلك أكثر من أربعة إرهابيين من ولوج الأراضي التركية واليونانية، فيما تم القبض على المغربي طارق الذي أحيل على مركز المهاجرين وطلب مساعدة المتهم لأجل تهريبه من المركز، وهو ما قام به فعلا، بعد أن قام بإرشاء شرطي تركي بمنحه 700 دولار مقابل تمكينه من فرار الإرهابي طارق الذي منحته بطاقة إقامة تركية، كما قام برشوة شرطي ثان لتمكين فرار إرهابي مغربي آخر يسمى ''عبد الجليل''· وأظهر الملف الدور الهام الذي لعبه المتهم الجزائري في هذه العملية، لكنه حاول أمس وخلال جلسة المحاكمة، إنكار كل التهم المنسوبة إليه، معتبرا أن القضية مفبركة ضده، لكن ممثلة النيابة العامة أثبتت التهم الموجهة ضده وأكدت أن ما جاء في الملف من وقائع متسلسلة ليست من نسج الخيال، لاسيما أن فترات نشاطه مع الجماعات الإرهابية امتدت من 2004 إلى ,2006 والتمست تسليط عقوبة 15 سنة سجنا ضده· هذا، وكان المتهم قد أدين من طرف محكمة الجنايات خلال 2007 بعشر سنوات سجنا نافذا قبل أن يطعن في القرار الصادر ضده، لتعود القضية من طرف المحكمة العليا إلى محكمة الجنايات·