لم أتفاجأ بمستوى الممثلين الجزائريين و أداء أمال بوشوشة كان رائعا أعتز باللهجة الجزائرية و قسنطينة واحدة من أجمل مدن العالم حلّ بمدينة الجسور المعلقة النجم العربي الممثل السوري جمال سليمان، رفقة أبطال مسلسل "ذاكرة الجسد" لكاتبته الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي، لتصوير بعض المشاهد من الجزء الأخير للمسلسل الذي يعتبر أحد أقوى الأعمال الدرامية العربية التي ستعرض على الجمهور العربي العريض خلال شهر رمضان الكريم. ولأن "الشروق" رافقت طاقم تصوير الجزء الأخير من هذا العمل الدرامي الكبير الذي يترقبه كل العرب، التقت بالنجم جمال سليمان وكان لها معه لقاء مشوّقا اعترف فيه بأن تجربته في "ذاكرة الجسد" هي أهم محطة في حياته. * تعتبر حاليا الممثل العربي رقم واحد، بأدائك المتميز لمختلف الأدوار التي لعبتها في عدد من المسلسلات السورية والمصرية الناجحة، والآن وأنت تضيف لمشوارك الفني نكهة التجربة الجزائرية؟ * رغم كل التجارب التي خضتها، إلا أن مسألة العالمية لا تشغلني بصراحة، إن جاءت فخير وبركة وإن لم تأت فخير وبركة أيضا، وما يشغلني بصراحة هو الوصول إلى أوسع مساحة من الجمهور العربي العريض، وأن تصبح نجما على مستوى العالم العربي، وأن تشعر بأنك وصلت على مدن وقرى صغيرة في الجزائر أو المغرب أو تونس أو ليبيا أو سوريا وغيرها من الدول العربية الأخرى خاصة منها دول الخليج العربي، هو طموح كبير جدا بالنسبة لي وأتمنى أن أكون قد قطعت شوطا كبيرا في الوصول إليه، ومسألة العالمية تخضع أحيانا لمنطق الحظ وأحيانا أخرى لمنطق الصدفة وأنا في الحقيقة لست قلقا أو منشغلا بهذا الأمر إطلاقا. * * خارج "ذاكرة الجسد" ماهي الأعمال التي سنشاهد فيها جمال سليمان خلال رمضان؟ * إضافة إلى مسلسل "ذاكرة الجسد" فإن المشاهد العربي سيلتقيني على شاشات التلفزيون في عمل آخر أنهيت تصويره قبل أيام فقط بمصر ويحمل عنوان "قصة حب" من تأليف الدكتور مدحت العدل وإخراج إيمان حداد، وألعب فيه دور أستاذ المدرسة، وأظن بأنه عمل رائع أتوقع له أن يكون ناجحا ومثيرا للجدل والنقاشات سواء في الصحافة العربية أو بين الناس خلال شهر رمضان المقبل بحول الله.. * * هل سيكون أقوى من "ذاكرة الجسد"؟ * لكل عمل مميزاته الفنية سواء تعلق الأمر بنوعية الأداء أو بالموضوع، وأعتقد بأن "ذاكرة الجسد" كرواية حققت ما عجزت عنه العديد من الأعمال الفنية الأخرى، وشخصيا أعرف أشخاصا قرؤوا عمل الأديبة الجزائرية الكبيرة أحلام مستغانمي مرات ومرات، وبيع منها أكثر من ثلاثة ملايين نسخة، وتمت ترجمتها إلى العديد من اللغات، ولا يوجد برأيي أي مجال للمقارنة بين العملين. * * ما هو الشيء المميز في مسلسل"ذاكرة الجسد" مقارنة مع باقي الأعمال الدرامية التي أديتها طيلة مشوارك الفني؟ * "ذاكرة الجسد" بالذات، تعتبر واحدة من أشهر الروايات العربية على الإطلاق في العصر الحديث، بعدما تمت ترجمتها إلى عدة لغات، وأنت تعلم بأن الثورة الجزائرية تعيش في قلب ووجدان كل مواطن عربي أصيل، والثوار الجزائريين رمز للتحدي والنضال العربي ضد الظلم والغطرسة، وأعتقد بأن هذا العمل سيستحوذ على اهتمام كل الجمهور العربي على نطاق واسع. * * بعد تصوير عدد من حلقات هذا العمل الدرامي الهام، كيف تقيم بحسب تجربتك أداء الممثلين الجزائريين؟ * أنا شخصيا لم أتفاجأ بمستوى الممثلين الجزائريين في هذا العمل، بعدما أظهروا احترافية كبيرة في الأداء وأريد أن أؤكد بأن الفنانة الواعدة أمال بوشوشة ستكون بمثابة المفاجأة الحقيقة في هذا المسلسل بعد أدائها الرائع وتجاوبها مع الدور البطولي في المسلسل، خاصة وأن هذا العمل يعتبر الأول بالنسبة إليها، لكن المتفرج سيشعر بأن لها العديد من التجارب في التمثيل. * * بعد هذه التجربة هل ننتظر منك تجارب جزائرية أخرى سواء تعلق الأمر بالتمثيل أو الأداء في المكان الجغرافي؟ * لدي العديد من الأعمال والمشاريع المستقبلية والتي ستتجسد على أرض الواقع قريبا بحول الله، وأنا أعتز وأفتخر كثيرا بل أكون متحمسا أكثر لأداء دور تمثيلي في عمل جزائري، وأنا أحلم بأن تتكرر هذه التجربة، سواء في قسنطينة أو غيرها، وأعلن بأنني مستعد للعمل في أي شبر من تراب الجزائر ومع أي واحد من المنتجين أو المخرجين الجزائريين. * * يرشحك البعض لأداء دور الأمير عبد القادر، هل يمكن أن نشاهدك في أحد الأعمال الجزائرية التاريخية؟ * أنت تعرف أن الأمير عبد القادر عاش فترة مهمة من حياته في العاصمة السورية دمشق، وله سلالة هناك ليس على صعيد سلالة البشر فحسب بل حتى على صعيد سلالات الخيول، وهناك عندنا في دمشق لا تزال توجد سلالات الشيخ عبد القادر الجزائري، وإن كنت رسميا لم أتلق لحد الساعة أي اقتراح أو عرض جدي لتقمص شخصية هذا البطل الذي يشترك السوريون والجزائريون في تاريخ بطولاته ونضالاته، إلا إنني سأكون جد فخور بذلك، أما عن مشاركتي في أعمال تاريخية جزائرية، فأترك ذلك للقدر والمكتوب على الرغم من وجود العديد من الأعمال والمشاريع الفنية الجزائرية التي سأشارك فيها عن قريب بحول الله. * * بعض الفنانين العرب يعتبرون اللهجة الجزائرية من أصعب اللهجات؟ * نعم حقيقة اللهجة الجزائرية تبدو لأول وهلة صعبة، لكن بمجرد التدرب عليها يسهل التأقلم مع مفرداتها الممتعة والمتميزة، بل شخصيا أعتز بهذه اللهجة الجزائرية البسيطة النابعة من عظمة هذا الشعب لتعبر عن مدى تعلقه بلغته وحبه لوطنه، وصدقني فإنني كثيرا ما تمنيت أن تمنح لي الفرصة حتى أحفظ بعض العبارات المميزة في اللهجة الجزائرية التي ستصل من خلال مسلسل "ذاكرة الجسد" إلى أبعد نقطة من العالم العربي، وسترون بأن المشاهد العربي بمختلف لهجاته سيعجب بأداء الممثلين الجزائريين الذين لا يقلون شأنا عن أمثالهم من المصريين أو السوريين. * * تنزل اليوم بواحدة من أعرق المدن التاريخية في الجزائر كيف كان إحساسك؟ * كنت جد شغوف بالوصول إلى قسنطينة على الرغم من متاعب الرحلة وحرارة الجو، وأكثر ما كنت متلهفا لرؤيته هي الجسور التي يقال عنها معلقة، وكان لي إطلاع عليها من خلال الانترنيت، فأعجبتني وزاد إعجابي بها أكثر بعد مشاهدتي لها والوقوف عليها، لأنها أجمل بكثير عن ما شهدته من صور على الأنترنيت، وأعتقد بأن المشاهد التي صورتها على الجسرين بقسنطينة ستظل واحدة من أفضل المشاهد التي أديتها طيلة مشواري. * * في ظل ما أبديته من إعجاب بالجزائر، ما قولك في جسور قسنطينة؟ * علاقتي مع الجسور بدأت منذ أن قرأت رواية "ذاكرة الجسد" ولن أخفي عليكم بأنني لم أكن أتصور أبدا بأنها بهذا الشكل الجيد الذي يسحر كل من يشاهده، فما بالك أن يكون لي عمل فوق هذه الجسور بل أكثر من ذلك أن أقف عليها وأتمعن في جمالها، لتوحي لي بأنها تختصر تاريخ أجيال كاملة من الشعب الجزائري، وتربط ماضيه بحاضره، ويكفيني أن أقول بأن مدينة قسنطينة تعتبر واحدة من أجمل مدن العالم، من خلال ما شاهدت فيها. * * هل من كلمة أخيرة للجمهور الجزائري؟ * أتمنى للجمهور العربي والجزائري على وجه الخصوص رمضانا كريما وأدعوهم جميعا لمشاهدة مسلسل "ذاكرة الجسد" الذي يعتبر في اعتقادي واحدا من أقوى الأعمال الفنية العربية التي ستنجز خصيصا لشهر رمضان المعظم وتستحق فعلا المشاهدة والمتابعة في شكل درامي صادق ومشوّق، لأنه يعود بنا إلى حلقة مهمة من تاريخ وبطولات الشعب الجزائري الأبي ليربط ماضيه بحاضره على مدى تواصل الأجيال.