يتجه منحنى العمليات الإرهابية التي يقودها مصعب عبد الودود المدعو عبد الملك درودكال في الفترة الأخيرة، في إتجاه فاشل بكل المقاييس، خاصة منها العمليات الإنتحارية التي كان هذا الأخير يعتبرها مفخرة إنجازاته. * وتؤكد مصادر أمنية على صلة بالملف أن التنظيم الإرهابي بقيادة درودكال أصبح يقدم عناصره كأضاحي في عمليات إنتحارية فاشلة، أصبحت تثير حتى مخاوف بقايا الإرهابيين من المجندين الجدد، والذين يفرض عليهم المشاركة في مثل هذه العمليات. فقد تمكنت مختلف مصالح الأمن منذ بداية السنة الجارية من إجهاض وإفشال حوالي 17 عملية إنتحارية بالعديد من الولايات المصنفة لنشاط جماعات التنظيم. وهو ما جعل العناصر المسلحة يرتابها الإنشقاق والتوتر والتطلع أيضا لتسليم نفسها متى سمحت لها الفرصة ما يعكس عمليات تسليم الإرهابيين لأنفسهم خلال عمليات تمشيط قوات الجيش بالجبال والغابات والتي وصلت إلى حوالي 10 عمليات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. * وتوضح العملية الأخيرة التي نفّذت ضد مقر فرقة الدرك الوطني وبلدية بن عيسي فجر السبت الفارط والتي خلفت استشهاد الحارس الليلي بمقر البلدية والمحاذي لموقع التفجير الانتحاري، سوء التعداد المادي، والتخطيط التقني في تنفيذ العمليات الانتحارية، ما يؤكد السرعة في التنفيذ والتحرك وفق دوافع اعتباطية. وتضيف مصادرنا أن العملية الأخيرة اعتمدها درودكال كردّ على حملات التوعية والنصح لتطليق العمل المسلح، والتي يقودها إرهابيون تائبون، كانوا في وقت سابق قياديون ضمن صفوف تنظيم درودكال، على غرار القيادي أبو العباس واسمه الحقيقي عثمان تواتي سلم نفسه في الخامس والعشرين من ماي المنصرم ببرج منايل في بومرداس والقيادي المدعو مصعب أبو عبد الله أو ما يعرف كذلك سمير مصعب واسمه الحقيقي سمير سعيود 37 سنة وينحدر من قرية عزام بالقادرية بولاية البويرة والذي سلم نفسه منتصف 2007 بضواحي سي مصطفى ببومرداس. إضافة إلى قيادي بارز سلم نفسه مؤخرا، ومازالت مصالح الأمن متكتّمة عن هويته، يمثل مرجعية موثوقة لعناصر الجماعات الإرهابية. * وكان درودكال قد ضحّى ب 15 إرهابيا مقابل مقتل 5 من عناصر الأمن خلال العمليات الانتحارية الثلاثة الأخيرة، بكل من المركز المتقدم للثكنة العسكرية بتقدمات الواقعة بدلس، والهجوم على مقر الدرك بعمال، إنتهاء بالعملية الأخيرة بتيزي وزو. في الوقت الذي كان يوقع ما لا يقلّ عن 20 ضحية خلال كل عملية إنتحارية قبل أربع سنوات، مقابل منفذ العملية فقط.