تشير تقارير أمنية حديثة؛ إلى أن حوالي 60 جزائريا كانوا مجندين في صفوف المقاومة العراقية، أو فشلوا في الدخول إلى العراق وعادوا إلى الجزائر، التحقوا مجددا بصفوف التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود)، أغلبهم ينحدرون من وادي سوف، تيارت، المسيلةباتنة، وكانوا قد انخرطوا في شبكات الدعم والإسناد، قبل إقحامهم في العمل الإرهابي المباشر لتراجع التجنيد وقلة عدد الأفراد. وكانت مصالح الأمن قد تمكنت في وقت سابق، من القضاء على أبرز قادة خلايا التجنيد المدعو شافعي خميس، الذي ينحدر من مروانة بولاية باتنة، وتوصلت التحريات إلى أنه كان وراء ربط الإتصال برعايا ليبيين، وقام بتجنيدهم لاحقا في صفوف التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال.وراهنت قيادة درودكال على العائدين من العراق، باعتماد تجربة الجزائريين العائدين من أفغانستان لإعادة تفعيل التجنيد، خاصة وأن أغلبهم تعرفوا على أجانب من جنسيات مختلفة، فشلوا معهم في التجند في صفوف المقاومة العراقية، أغلبهم ليبيون، ليتم ''تحويلهم '' إلى معسكرات التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بعد تهريبهم عبر الحدود.والتحق العشرات من الليبيين بمعاقل الإرهاب بالجزائر في الأشهر الأخيرة، تقدرهم مصادر غير رسمية بحوالي 17 عنصرا، مما يعكس حسب مصالح الأمن، تفعيل نشاط خلايا التجنيد التي يقودها العائدون من العراق، وتكشف الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها ببراقيجنوب العاصمة دور ''العائدين من العراق''، حيث التحق المدعو ''خ.عبد الكريم'' الذي تصنفه التحقيقات الأمنية ضمن رأس الشبكة الإرهابية و هو أحد أبرز المجندين سابقا في المقاومة العراقية. إلى ذلك؛ أشارت مراسلتنا بتيزي وزو استنادا إلى مصادر محلية مؤكدة؛ أن الإرهابي الثالث الذي كان يرافق المدعو مازري آكلي المكنى ''أبو سفيان'' أمير سرية بوناب، و المدعو أبو عبد السميع رئيس اللجنة الإعلامية في كتيبة ''النور'' المقضى عليهم، هو إرهابي من جنسية ليبية التحق بمعاقل الإرهاب بتيزي وزو منذ 7 أشهر فقط، وهي فترة محدودة، لكنها أهلته لتعيينه في منصب قيادي في كتيبة ''النور''، وهو ما يعكس على صعيد آخر، أن درودكال يراهن على هؤلاء لخبرتهم وتدربهم على صناعة المتفجرات والاعتداءات الانتحارية، ويكون قد قام بإغرائهم بمناصب قيادية، مقابل تجنيدي رفقائهم خاصة وأن معلومات متوفرة، تؤكد أن درودكال يقوم بتجنيد مرتزقة، من خلال دفع مبالغ مالية لهم، مقابل الالتحاق بصفوفه وأغلبهم أجانب. وتم التركيز على المعاقل السابقة للجماعات الإرهابية خاصة ''الجيا'' بالضاحية الجنوبية للعاصمة، أبرزها براقي التي لم تخضع للرقابة الأمنية المشددة في السنوات الأخيرة مقارنة بمعاقل الانتحاريين، وتعد أكبر تجمع للتائبين والعائدين من العراق.