حافظ الممثل الجزائري عبد النور شلوش على تواجده كوجه فني نلقاه دائما في الأعمال العربية خاصة الناطقة بالفصحى، وحتى في أحاديثه العادية لا يكاد ينطق باللهجة الدارجة إلا نادرا، وتواجده مع أبطال "ذاكرة الجسد" لم يكن مفاجئا لأحد. وقبل أن تطرح عليه "الشروق" أسئلتها قال عنه المخرج الكبير نجدت أنزور: "لو كان الأستاذ عبد النور يقطن سوريا ما تركته يستريح أبدا". * هل أنت مقتنع بدورك في "ذاكرة الجسد"؟ * بالتأكيد فقد أمضيت شهرا ونصف في التصوير ببيروت، ونحن الآن نكمل عملنا بشكل جدي وسننتهي من التصوير قبل حلول الشهر المعظم في دمشق، ومشاركتي في هذا المسلسل الذي أبدعه المخرج نجدت أنزور إضافة قوية لمسيرتي الفنية، وجمعتني دائما أعمال مشتركة مع الفنانين السوريين الذين هم مدرسة كبرى أراها من المستوى العالمي. * * قلت إنها إضافة لمسارك الفني، يعني أنك تريد استثمار ذلك وطنيا؟ * عندنا الأمور مختلفة تماما، فالدراما الجزائرية تعالج قضايا هامة بطريقة سطحية، وهي تركز الآن على الضحك في غياب أي خطاب فكري أو سياسي.. أراها صراحة تشجيع للرداءة. * * تحدثت عن نجدت أنزور ولم تذكر صاحبة الرواية؟ * رواية "ذاكرة الجسد" تحفة فنية نادرة وعلاقتي بها تعود إلى زمن كتابتها، ولولاها ما كان هذا المسلسل، أما عن المبدعة أحلام مستغانمي فهي مكسب للجزائر، ليس في عالم الكتابة فقط، وإنما في جميع المجالات.. السيدة في منتهى الكرم وزوجها جورج الراسي من أعلام الفكر أيضا، استقبلوني في البيت العائلي ببيروت وقضيت مع العائلة يوما كاملا، أتمنى أن تكون "ذاكرة الجسد" بداية حقيقية لتجسيد الأعمال الأدبية الجزائرية. * * لكن نلاحظ من كلامك ما يشبه يأسا من مستقبل الفن الجزائري؟ * لا بد من الإسراع في نفض الغبار، لأننا صرنا فعلا نعاني من أزمة إنسان، فمن غير المعقول أن نجد بلدا مثل الجزائر بتاريخها وجغرافيتها وتراثها تعجز عن إنجاز مسلسل واحد يتفرجه أشقاؤنا العرب.. بل على الأقل يتفرجه الجزائريون، دعني أقول كلمة عن قسنطينة الحضارة والتاريخ، قسنطينة بن باديس ومالك حداد ومالك بن نبي.. قسنطينة هذه التحفة الفنية الربانية، آلمني أن أرى سكانها يهملوها ويتركوها تغرق في الأوساخ في قلب متاحفها وجسورها النادرة، الخلاصة أن الزمن يجري والأمم تتسارع لأخذ مكانها في كل المجالات والوقت سيقطعنا، ولن يرحمنا هذه المرة.