صورة الشروق عاش جمهور مسرح كويكول بجميلة سهرة خامسة كانت مملوكة للنجم اللبناني عاصي الحلاني في واحدة من أجمل لياليه، فالحفل كان متميزا بتفاعل كبير مع الحضور، حيث أطلّ الفنان لبناني عليهم مع فرسقته الموسيقية التي كانت هي الأخرى متميزة، معلنا عن انطلاق وصلته في حدود الحادية عشرة ليلا، ومع ذلك لم يغادر واحد من المتفرجين مكانه. * و افتتح الحلاني بأغنية "على العين"، أعقبتها مباشرة أغنية الراي الجزائرية الشهيرة "عبد القادر يا بوعلام"، التي ألهبت المسرح الروماني، فرائعة "واني مارڤ مريت" التي بقيت راسخة في أذهان محبيه ورددها الجميع بصوت واحد رفقة جالية طلابية سورية كانت هي الأخرى حاضرة وسط الجمهور ورقصت الدبكة على طريقة أهل الشام والعراق. * واستمرت السهرة في تماسك متين ورابط قوي بين الفنان وجمهوره، حيث التواصل كان في أعلى درجاته حينما أراد عاصي التنويع في الألحان البعلبكية مرفقة بأغنية "هور يالهوارة" ومستعينا بدبكة كانت مكملة للروائع التراثية التي قدمها على مدى ساعتين، أهدى فيها الفنان كل أغانيه الحماسية والعاطفية الهادئة: "بعد عيونك " التي وضعت فاصلا بين الحماس والهدوء النسبي لعاصفة غنائية راقصة. * وعلى الرغم من أنه لم يقدم أغاني جديدة، إلا أن التفاعل مع عاصي الحلاني كان مميزا، ما جعلنا نحس بأن السهرة الخامسة هي من أنجح السهرات والليالي إلى أن يثبت العكس. * وغادر عاصي الحلاني المدينة الأثرية وسط غضب شديد من وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة التي لم يعطها حقها في ندوة صحفية كانت مبرمجة بعد نهاية حفلته! * عاصي الحلاني ل"الشروق اليومي" * "حضارتنا العربية أقوى بكثير من أن نكون إرهابيين مثلما يصورنا البعض" * لم يدل النجم عاصي الحلاني في جولته الفنية التي قادته إلى جميلة أي تصريح إعلامي، ماعدا إجاباته الوجيزة على أسئلة الشروق اليومي، حيث أكد ضيف المهرجان بأن "الرسالة العربية الفنية التي تخرج من الجزائر أو لبنان أو أي دولة عربية أخرى هي مشتقة من الحضارة العربية وتعتمد على الجمال والأخلاق، عكس ما يصوره ويسوقه البعض، على أن الإنسان العربي هو إرهابي وهمجي، لكن ترابطنا العربي وعملنا الذي نقوم به يجعلنا نقول بأن العربي هو إنسان مبدع، والحضارة العربية قامت منذ آلاف السنين، وليست جديدة على هذا العالم الغريب، وهو شيء نفتخر به مادمنا ننتمي إليه". * و أضاف محدثنا: "أتمنى أن يكون هناك تعاون بين وزراء الثقافة العرب يسمح باستمرار مثل هذه النشاطات الثقافية والفنية، بدليل أنني أتواصل مع جمهوري في هذا الوطن الذي أحتفظ بذكريات جميلة فيه، لأنني زرت الجزائر في عز الأزمة التي مرت بها في منتصف التسعينيات، وحضرت مهرجانين الأول بباتنة والثاني بالعاصمة، وأقمنا حفلتين رائعتين في تلك الفترة"، قبل أن يضيف: "هذا الشعب عزيز على قلبي ولي فيه أجمل ذكرياتي التي كانت مع بدايتي الفنية، وكان الشعب الجزائري وجمهوري هنا طرفا مهما في نجاحي وفي وصول فني إلى هذه المنطقة، وأنا أسعى دائما إلى أن لا يكون الفن حصريا على دولة معينة، بل ينبع من كل الأقطار العربية سواء في المغرب أو في المشرق أو في الخليج، لكن أعود وأقول في الأخير أن اعتزازي كبير وأنا بالجزائر التي سأبقى في تواصل مع شعبها مهما طالت السنين".