كما كان يتوقع الجميع، لم تكن السهرة الثالثة من المهرجان العربي "كويكول" بمدينة جميلة الأثرية ناجحة جماهيريا، حيث بقيت معظم الكراسي المخصصة للجمهور شاغرة، على الرغم من ثقل وزن الفنان اللبناني مروان خوري في الساحة الفنية، والذي غنى على مدار أكثر من ساعة كاملة، تمكن من خلالها من بعث نوع من الحرارة المفتقدة في أوساط الحاضرين من الشباب والعائلات التي تفاعلت مع كلمات أغانيه العاطفية بالرقص والتصفيق المتواصل. * فأدى ببراعة كبيرة أطرب من خلالها الحضور بباقة من أغانيه القديمة والجديدة، حيث أطل على جمهوره ومحبيه بأغنية "قلبي انكوى"، قبل أن يواصل بأغنية "الله كبير" و"يارب ادوم"، "قصر الشوق"، ومن ألبومه الجديد أهدى لجمهور جميلة أغنية "خاينة"، بينما غنى الفنان الشامل مروان خوري أغنية صابر الرباعي "عز الحبايب"، وكذا أغنية كارول سماحة "طلع فيا"، وقد أطرب النجم اللبناني جماهيره التي أبى أن يغادرها إلا بترك البسمة تطبع شفاهها. * ولعل النقطة السوداء الوحيدة التي تم تسجيلها خلال حفلة مروان خوري عندما تدخل بعض أعوان الأمن "الفيجيل" بالمقاعد المخصصة للجمهور ومنعوا بعض الشباب من الوقوف للرقص على الأنغام الشرقية التي كانت تؤديها الفرقة الموسيقية. وبعد أن غادر النجم اللبناني ركح الموقع الأثري، أطل المطرب الشعبي محبوب على جمهوره بأغنيته المعروفة "والله ياغنية"، والتي اهتز لها الجمهور القليل الحاضر وأداها مع المطرب الذي أدى كل أغانيه المعروفة على أنغام "الغيطة"، إضافة إلى عدة أغاني أخرى منها "واه دلالي" التي هي من الفكلور الجزائري، ولمدة نصف ساعة رقص البعض وغنى البعض الآخر. * دخلت بعدها المطربة زكية محمد في حالة من الارتباك وأدت أمام الجمهور مجموعة من أغانيها القديمة التي تفاعلت معها بقايا العائلات التي بقت إلى آخر السهرة التي أسدل الستار عليها في حدود الساعة الثانية بعد منتصف الليل. ولعل سهرة يوم السبت التي من شأنها استقطاب أكبر عدد من الجمهور لتنوع برنامجها، حيث سيحييها المغربيان فؤاد زبادي إضافة إلى المطرب القبائلي سفيان والفنان المحلي سمير السطايفي، وكذا خريجة مدرسة ألحان وشباب أنيسة شبوبة والشاب أنور، لتبقى بالتأكيد سهرة الختام المقررة ليوم الجمعة المقبل التي ستحييها وردة الجزائرية والنجم المصري حكيم، أكبر رهان لمحافظة المهرجان لاستقطاب أكبر عدد من الجمهور الذي من المنتظر أن يقصد الموقع الروماني بجميلة من مختلف ولايات الوطن. * * مروان الخوري: "بعض الفضائيات ساهمت في الترويج للغناء الإباحي" * لم يتردد الفنان الشامل والنجم اللبناني مروان خوري في توجيه عبارات اللوم والعتاب لبعض المحطات الفضائية التي اتهمها بالترويج للغناء الإباحي من خلال الاعتماد على الصور غير المحتشمة لبعض المغنين الذين ساهموا في تدني المستوى الفني للغناء العربي، وأكد أنه مقتنع أن موجة الفن الهابط لن تستمر طويلا ولن تدوم أمام مقاومة الفن الأصيل الهادف، من خلال الكلمات النظيفة والأنغام الموسيقية التي تعتبر بمثابة لغة عالمية يتذوقها الجميع. وأضاف خوري أنه وبعد فشل مشروع غنائه الثنائي مع الشاب مامي لازال ينتظر وبفارغ الصبر أن تتاح له الفرصة لأداء ديو مع أحد الفنانين الجزائريين الذين يعتز كثيرا بالغناء إلى جانبهم، إنطلاقا من أيمانه بأن الجزائر موطن لمختلف الثقافات والحضارات، بدليل تفاعل الجمهور الجزائري مع كل الطبوع الفنية بمختلف انتماءاتها. كما كشف مروان خوري عن ألبومه الجديد الذي يحتوي على مجموعة من الأغاني العاطفية، والتي قال بأنها ستحدث زلزالا فنيا في الوطن العربي. أما عن السينما، فقد أكد النجم اللبناني أنه غير مهتم في الوقت الحاضر بولوج عالم السينما، وأنه لم يتلق أي عرض في هذا المجال، مؤكدا في ذات السياق أنه حتى وإن فكر في ذلك فلن يكون بغرض التمثيل ولعب الأدوار بحثا عن النجومية والشهرة السينمائية، وإنما من أجل أداء رسالته الفنية التي يقدسها ويؤمن بها ، ويجتهد دوما لتطويرها والبحث عن الجديد فيها، من أجل جمهوره الذي يحترمه كثيرا عبر كامل الوطن العربي. * عصام بن منية * * لقطات من كويكول * - أبقى القائمون على تنظيم المهرجان موقع المنصة نفسه رغم التأكيدات بتغييره في الطبعة السابقة، علما بأن موقع الطبعة الأولى والثانية لاقى استحسان الكثيرين، ومع ذلك يبقى اختيار المنظمين سيدا على كل حال. * - شهدت مداخل مدينة جميلة التاريخية ومخارجها الكثير من التحسينات التي تعد من بركات هذا المهرجان، ويبقى الأمل قائما في رش المنطقة بمشاريع من الوزن الثقيل وليس وزن الريشة فقط (فنادق، مرافق..). * - تركت الزيارة التفقدية لوالي سطيف لمركز الصحافة والإعلام بفندق سيتيفيس الأثر الطيب والبالغ لدى رجال مهنة المتاعب، خاصة أن الزيارة كانت مصحوبة بجلسة ودية بعيدة كلية عن بروتوكولات المسؤولين. * - رغم التسهيلات والإمكانيات المادية الكبيرة المسخرة لإنجاح المهرجان، إلا أن العزوف النسبي للجماهير يبقى غريبا ومفاجئا بالمقارنة مع الطبعات السابقة، والسؤال يبقى مطروحا على المنظمين، ولابد من جواب عاجل في السهرات المتبقية. * - يبدو أن عشاق جميلة ليسوا السطايفية فقط، فقد كان الحضور مزيجا من المغتربين والمحليين، وحتى الأجانب، حيث كان لخمسة يابانيين حضور ملفت. * - تأخرت السهرة الثالثة لغاية الساعة الحادية عشرة، ولم يفهم الحضور (الذي مثلته العائلات بنسبة ساحقة) السبب، مع أن تأخر امتلاء الساحة يكون قد فعل فعلته اللعينة. * - خصصت خلية الإعلام لولاية سطيف يوميا ألبوما من الصور عن كل سهرة، وهي الخدمة التي سهلت على الصحفيين مهمة التغطية الإعلامية كاملة. * - من المنتظر أن تكون السهرة الرابعة موعدا لوفد من الصحراء الغربية الذي سيحل اليوم بعاصمة الهضاب العليا. * - قام المطرب محبوب بتوزيع بطاقات زيارة على الصحفيين، لكن الطريف أن البطاقة تضمنت خطأ فادحا وحولت محبوب من chanteur إلى chanter.