اعتبر نجم السهرة الخامسة لمهرجان ''جميلة'' عاصي الحلاني في تصريح مقتضب للصحفيين أن مشاركته الثانية في التظاهرة تأتي بعد تلك التي نظمت سنة 2006 تحت شعار ''جميلة بعلبك'' التي اعتبرها من أبرز المحطات كونها عكست حرص المنظمين على الجانب السياسي بين البلدين، ورفض تماما أن يكون الفنان العربي خال من الحس السياسي باعتباره رمزا من رموز الوعي والنضج. وأكد ''عاصي'' أن العلاقات الجزائرية اللبنانية لم تقتصر يوما على الجانب الفني فقط، مشيرا إلى أن الجزائر استطاعت كسر حاجز الإرهاب ونظمت في عز الأزمة الأمنية مهرجانات ناجحة أعادت له ذكريات الزيارات التي كان يقوم بها سنوات التسعينات. وفي السياق ذاته، تمنى ضيف ''جميلة'' العودة والمشاركة مرة أخرى. من ناحية أخرى، أمتع ''فارس الأغنية العربية'' جمهور ''كويكول'' خلال السهرة الخامسة لمهرجان ''جميلة'' العربي الذي تستمر فعالياته بمدينة سطيف، حيث اعتلت الدبكة اللبنانية سماء المنطقة فكسرت بصوت الحلاني سكون الطبيعة وصمت الأطلال الرومانية وأعادت العائلات الجزائرية الحاضرة بقوة في السهرة؛ إلى السنوات الجميلة السابقة وذكريات الطبعة الثانية من المهرجان التي كانت تحت شعار ''جميلة بعلبك''، فغنى العملاق اللبناني بالهدوء أحيانا وبالصخب أحيانا أخرى؛ فكانت مواضيع الحب والجمال والأرض والوطن أكثر ما ميز السهرة. كما ضيف ''جميلة'' لأول مرة باللهجة الجزائرية ما جعل السهرة لبنانية جزائرية بكل المقاييس. وافتتح الفنان سهرته بأغنية ''بحبك وبغار'' التي كانت على رأس قائمة الأغاني المطلوبة بكثرة منذ عام 2005 خصوصا في الجزائر، لتليها الأغنية الشهيرة ''ياناكر المعروف'' التي صنعت مجد الفنان ونجوميته، حيث عمد ''عاصى'' إلى اقتباس بعض مقاطعها من عمق التراث وهيكلها في عمل فني يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أما ثالث أغاني السهرة اللبنانية التي رقص على إيقاعها الجمهور الحاضر، فكانت ''عالعين بتطلع'' التي ميزتها دخول الدبكة اللبنانية بقوة على الركح باعتبارها أغنية مستمدة من التراث الشعبي اللبناني الأصيل الذي يعالج بيئة المناطق الجبلية في الجنوب اللبناني؛ وكيف استطاعت العائلات اللبنانية معايشة الصعاب والمخاطر أثناء الحرب الأهلية. وأثبت الفنان من خلال الأغنية أنه لم يتمكن أحد من المساس بسمعة الفن اللبناني، حيث بقي ''الشعبي'' اللبناني يزين سماء المهرجانات من المحيط إلى الخليج. وتوالت أغاني السهرة قبل أن يفجر عاصي الحلاني المفاجأة الكبيرة التي هزت ركح ''جميلة'' لما أعاد أغنية ''عبد القادر يا بوعلام'' الجزائرية بغنائه للمقطع الأول وتكراره أكثر مرة بلهجة سليمة تؤكد أن أي فنان مشرقي قادر على الغناء باللهجة الجزائرية خصوصا أن الجوق المرافق له ردد الأغنية وتجاوب معها كثيرا. ومن بين ما شدا به عاصي في الليلة الخامسة؛ أغنية ''يمكن أنا الغلطان'' التي أسالت خاتمتها المؤثرة دموع بعض الحاضرين ذوي الحس المرهف، لتختتم السهرة اللبنانية بأغاني ''واني مارق مريت'' و''الهوارة'' التي تفاعل معها الجمهور الحاضر بحماس شديد.