كشفت مصادر أمنية للشروق اليومي بأن العملية الإرهابية التي خططت لها العناصر التابعة لسرية المرابطين، المنضوية تحت لواء التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ونفذتها تحت جنح الظلام عناصر الدعم والإسناد بشاطئ تازة ببلدية زيامة منصورية غرب ولاية جيجل، في الرابع من شهر جويلية 2010 والتي راح ضحيتها 3 دركيين، جاءت بغية تنشيط العمل الإرهابي وضرب الموسم السياحي بالولاية. * ويرجع العديد من المتتبعين للشأن الأمني المحلي هذا المخطط الإرهابي الفاشل، إلى التراجع الكبير في أداء العناصر الإرهابية المسلحة، التي تلقت منذ بداية العام الجاري العديد من الضربات العسكرية على يد قوات الجيش في مختلف عمليات التمشيط، وافتقاد التنظيم الإرهابي لشبكات الدعم اللوجستيكي الفعالة بعد نجاح قوات الأمن في تفكيك شبكات الإسناد الداخلية العاملة على مستوى المدن والتجمعات السكنية الكبرى، المكلفة برصد الأخبار والتحركات بعناصر الأسلاك الأمنية المشتركة، ما جعل بعض العناصر الإرهابية المسلحة تسقط في حواجز الدرك الوطني على مستوى الجهة الشرقية للولاية، أثناء قيام هذه العناصر الإجرامية بالتسلل نحو مدينة قسنطينة والمناطق المجاورة لها في زيارات عائلية، وأمام هذا التراجع لجأت الجماعات الإرهابية المسلحة في الآونة الأخيرة إلى أسلوب بث الشائعات مثلما تم ترويجه بشاطئ بني بلعيد ببلدية خيري واد العجول منتصف شهر جويلية، عن وجود سيارة مفخخة على مستوى الشاطئ، ما جعل يومها العشرات من المواطنين يعودون في الفترات المسائية إلى ديارهم سيرا على الأقدام لمسافات تراوحت بين 3 إلى 5 كلم، خوفا من تلغيم الجماعات الإرهابية المسلحة لبعض وسائل النقل، رغم أن أجهزة الأمن تعاطت يومها مع البلاغ الكاذب بجدية كبيرة وقام عناصرها بكافة الإجراءات من أجل حماية المصطافين وضمان سلامتهم، خاصة وأن المنطقة ينشط بها الأمير لملوم عمار المدعو أبوزكريا المتخصص في زرع الألغام والمتفجرات، إضافة إلى ترويج شائعة أخرى مفادها خروج إرهابيين مدججين بالأسلحة الرشاشة إلى شاطئ زيامة منصورية، ومطالبة المصطافين بضرورة المغادرة، ورغم هذا إلا أن ولاية جيجل ومع قصر المدة الزمنية لموسم الاصطياف هذه السنة بسبب المونديال والشهر الكريم، سجلت أرقاما قياسية من حيث توافد الزوار والمصطافين على جميع شواطئها المفتوحة للسباحة، لا سيما عند عطلة نهاية كل أسبوع، حيث أحصت مصالح مديرية الحماية المدنية منذ الفاتح جوان إلى غاية نهار أمس الموافق للثامن والعشرين جويلية 4 ملايين مصطاف، وهو رقم قياسي جعل كل الفنادق والمؤسسات العاملة في المجال السياحي، وكذا شقق القطاع الخاص والخيم عاجزة تماما عن استقبال المزيد من السواح، ما دفع مئات الشبان إلى المبيت بالحدائق والساحات العمومية الواقعة بوسط مدينة جيجل والمدن الساحلية الأخرى، وهي رسالة تحمل الكثير من المؤشرات عن عودة الاستقرار الأمني للولاية، وفشل الجماعات الإرهابية المسلحة في تفعيل مخططاتها الإجرامية.