دخلت قوات الأمن المشتركة منذ بداية الأسبوع في تمشيط واسع للشريط الجنوبي لولاية جيجل المعروف بتضاريسه الوعرة وغاباته الكثيفة. إذ شهدت جبال بوخنش وأعالي بلدية العوانة قصفا مكثفا استعملت فيه الأسلحة الثقيلة والمروحيات. صلاح الدين العربي وذكرت مصادر أن عملية التمشيط جاءت بعد تسرب معلومات تفيد بأن عدة مجموعات إرهابية كانت تنشط بجبال بجاية وتيزي وزو على أهبة التسلل عبر جبل بابور إلى منطقة جيجل المعروفة كمنطقة سادسة في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وهذا بعد الحصار الذي ضرب عليها في وسط البلاد والخسائر التي تكبدها التنظيم بعد القضاء على العشرات منهم في الآونة الأخيرة، إضافة إلى توبة عشرات العناصر. وإذا كانت آخر الأرقام التي قدمتها الأجهزة الرسمية قبل عدة أشهر تفيد بأن عدد الإرهابيين الذين مازالوا ينشطون بولاية جيجل لا يتعدى المائة إرهابي، فإن عدة مصادر موثوق فيها تشير إلى أن التنظيم الإرهابي للجماعة السلفية للدعوة والقتال استطاع أن يجند عددا من الشباب لم تكن لهم أية صلة بالجماعات الإرهابية فيما سبق. وذكرت المصادر أن العدد غير محدد بالنظر إلى أن المجندين الجدد لم يكونوا محل بحث. كما يأتي هذا التمشيط الذي مس أيضا غابات قروش وغريولة وجبال سدات شرق عاصمة الولاية بعد العمليات الإرهابية التي سجلت في الآونة الأخيرة، أثقلها اغتيال تسعة عمال بشركة ''سباس'' التي تؤمن منشآت شركة سونلغاز ببلدية زيامة منصورية غرب عاصمة الولاية. كما أشارت مصادرنا إلى دخول عدة عائلات لها أفراد ينتمون للجماعات الإرهابية في محاولة لإقناع ذويها بترك السلاح والدخول في مسعى المصالحة الوطنية. وحسب مصادر أمنية بجيجل فإن التدخلات اليومية والنوعية لوحدات مكافحة الإرهاب مكنت خلال 6 أشهر الماضية من قتل أكثر من 25 إرهابيا بعدة مناطق، كأولاد عسكر، برج الطهر، السبت وجبال الميلية. وتم استرجاع 25 وحدة سلاح خلال هذه العمليات، منها أسلحة أوتوماتيكية من نوع كلاشينكوف. إذ مكنت يقظة عناصر الدرك الوطني لأولاد رابح 60 كلم شرق جيجل في شهر فيفري الماضي من توقيف الإرهابي ح.مراد البالغ من العمر 24 سنة عندما كان على متن حافلة لنقل المسافرين متجها إلى مسقط رأسه بقسنطينة، حيث كشف هذا الأخير عن شبكات الدعم والإسناد بالمنطقة. وبفضل تفعيل العمل الاستخبراتي عرفت ''الجماعة السلفية'' نزيفا حادا نتيجة فقدانها الإرهابي الخطير دوخان.ن الملقب ب''الفار'' في الشهر الأخير من السنة الماضية، عندما نصبت له الشرطة القضائية لأمن جيجل كمينا في أعالي لعقابي وقضت عليه عندما كان يقود شاحنة مملوءة بالمواد الغذائية، وهي ملك لأحد المواطنين سلبت منه بالقوة، مما جعله يخسر رجل ميدان مهما في التنظيم المعروف ب''كتيبة المرابطين'' التي تنشط على مستوى جبال بني خطاب بتكسانة. كما اعتمدت مصالح الأمن في محاربتها للإرهاب على تفكيك الخلايا النائمة التي تعتمد عليها الجماعة الإرهابية المسلحة لتسهيل عملية انتقال عناصره، وتم توقيف ما لا يقل عن 13 عنصرا من الدعم والإسناد بكل من بلدية وادي العجول وبعصفور بالشقفة والعنصر.