أسر لنا بعض اللاعبين الجزائريين المحترفين بأوروبا، فضلوا عدم الكشف عن اسمائهم لأسباب عديدة، أن الوضعية التي يعيشها حاليا الكثير من زملائهم، سببها بالدرجة الأولى وكلاء أعمالهم الذين يملكون حقوق التفاوض بشأن وجهاتهم المستقبلية. وأكد اللاعبون الذين تحدثنا إليهم، أن جل لاعبينا المحترفين في أوروبا متعاقدون مع وكلاء مغمورين، ليست لديهم سمعة كبيرة في عالم كرة القدم، لكنهم كانوا أكبر المستفيدين من تألق موكليهم مع المنتخب الجزائري، خاصة بعد القفزة النوعية التي حققها "الخضر"، بتأهله التاريخي إلى مونديال جنوب إفريقيا .2010 وهي السمعة التي استغلها وكلاء أعمال اللاعبين لصالحهم، على حساب مستقبل المعنيين بالأمر، فعوض الانشغال بالبحث عن إبرام أحسن الصفقات مع أندية محترمة، لم يلعب هؤلاء دورهم المنتظر، حيث يبقى الكثير من اللاعبين حائرين بخصوص وجهتهم المستقبلية والأمثلة كثيرة وبالرغم من وضعية بورصة سوق التحويلات، جراء الأزمة المالية العالمية، التي أثرت كثيرا على ميزانية الأندية الأوروبية، إلا أن ما يعيشه بعض لاعبينا الدوليين، يطرح أكثر من علامة استفهام. ولعل أبرز مثال فشل قائد الخضر عنتر يحيى في تغيير الأجواء، وهي نفس الوضعية التي يجتازها زميله كريم زياني مع نادي فولسبورغ الألماني، وتخوفه من تكرار سيناريو الموسم الماضي . وإذا كان عنتر يحيى وزياني مضطرين للبقاء ربما مع ناديهما، مثلما هو الحال بالنسبة لمعظم زملائهما، فإن المفاجأة الكبرى التي صدمت جميع الجزائريين، صنعها المدافع نذير بلحاج، الذي فضل اللعب في البطولة القطرية مع نادي السد على البقاء في أحسن بطولة في العالم، حتى وإن اقتضى الأمر الانضمام إلى ناد من الدرجة الثانية، وحسب ما علمناه، فإن المستفيد الأكبر من صفقة انتقاله إلى نادي السد القطري، كان نادي بورسمونث الإنجليزي بطبيعة الحال، ومناجيره الخاص، الذي لم يكن ليستفيد كثيرا لو تنقل بلحاج لنادي أوروبي. و في ذات السياق، وتأكيدا لما سبق ذكره، كشف لنا مناجير لاعب معروف في المنتخب الوطني، أن اللاعبين الجزائريين لا يحسنون كيفية اختيار وكلاء أعمالهم، وغالبا ما يدركون ذلك متأخرين وبعد فوات الآوان ، وفي الكثير من الأحيان يكونون قد دفعوا ثمن ذلك غاليا، من خلال إهدارهم لصفقات لا تعوض . من جهة أخرى، أضاف لنا ذات المناجير الذي ينشط بأوروبا، أن عددا من العناصر الوطنية يحضرون فعليا لفسخ عقودهم مع الوكلاء المرتبطين بهم، لفشلهم في مهمتهم. متسائلا في نفس الوقت عن أسباب عدم تلقي اللاعبين الجزائريين عروض كثيرة، بالرغم من تأهلهم إلى المونديال، الذي كان من المفروض أن يفتح أمامهم الباب للظفر بصفقات جيدة، والرفع من قيمتهم في السوق، من خلال الانضمام إلى أندية أحسن من التي يلعبون فيها .