خالد لونيسي سعدان شخص طيب واللاعبون المحترفون "حڤارين " محترفونا عاديون في أوروبا ونجوما في الجزائر بصراحته المعهودة، يقول اللاعب الدولي السابق لاتحاد الحراش في هذا الحوار الساخن والخاص ل "الشروق"، إن بطولة ضعيفة لا تقدم إلا لاعبين ضعفاء، معتبرا أن لاعبي المنتخب الوطني للمحليين هم ضحية ضعف البطولة الوطنية.. المدرب رابح سعدان بحاجة لمساعدين أكفاء.. لاعبو المنتخب الوطني "حڤارين" عاديون في أوروبا ونجوما في الجزائر، وأمام صربيا لم يكونوا محترفين لأنهم لعبوا للجمهور والإشهار * كما قال إن زين الدين زيدان لاعب كرة قدم وليس نبيا. وأشياء أخرى تكتشفوها معنا. * * - لاعبو المنتخب الوطني المحلي ضحية ضعف بطولتنا * زيدان لاعب كبير لكنه ليس نبيا * * * أهلا بك خالد، منذ مدة لم نسمع عن أخبارك، أين اختفيت؟ * - لم أختف أبدا وإنما هي انشغالات فقط، وعلى كل أتولى حاليا تدريب نادي بوليو المنتمي إلى القسم الجهوي الأوسط. * من دون شك أنك تتابع أخبار المنتخب الوطني، فهل شاهدت مباراة منتخب المحليين أمام ليبيا؟ * - بطبيعة الحال شاهدت المباراة التي كان فيها المنتخب الوطني متوسط المستوى عموما، في أول مباراة رسمية يلعبها أمام منتخب ليبي كان جيدا، كنا نتمنى أن يفوز بنتيجة عريضة حتى يضمن تأهله هنا قبل التنقل إلى ليبيا، لكن للأسف هذه هي إمكانياته التي تعكس مستوى البطولة الوطنية عندنا. * * في رأيك.. منتخب ليبيا أحسن من المنتخب الوطني؟ * أظن أن مستواهم أحسن، في اعتقادي لاعبو المنتخب الوطني المحلي هم ضحية لضعف بطولتنا، ودون الإنقاص من قيمة لاعبينا أو المساس بمشاعرهم فإن بطولة ضعيفة لا تستطيع أن تعطي منتخبا قويا. * * إلى هذه الدرجة تراجع مستوى الكرة في بلادنا؟ * - لا يخفى على أحد التراجع الكبير الذي عرفته كرة القدم في الجزائر خلال السنوات الماضية خاصة العشرية الأخيرة، وهذا مقارنة بسنوات التسعينيات أو الثمانينيات، الملاحظ ان مستوى اللعب وقيمة اللاعبين في تراجع مستمر من سنة لأخرى. * * نفهم من كلامك أنك تشاطر الرأي الذين يقولون إن اللاعب المحلي لا يملك مكانة مع المنتخب الوطني الأول؟ * - بكل تأكيد، حاليا لا يوجد لاعبين محليين في مستوى المونديال، لدينا بعض العناصر الشابة الواعدة فنيا وفرديا جيدة لكنها بحاجة لبعض العناية من أجل الاستثمار فيها للمستقبل. * * توافق إذن رابح سعدان في التغييرات التي قام بها مؤخرا بإبعاده اللاعبين المحليين الذين كانوا في تشكيلة الخضر؟ * موافق معه لحد بعيد، خاصة إذا تعلق الأمر بلاعبين كبار السن، فأنا أفضل استقدام لاعبين شبان على الأقل لكسب التجربة وتحضيرهم للمستقبل، لكنني في نفس الوقت لا أوافقه في نقاط أخرى. * * ما هي؟ * - بصراحة هناك لاعبون آخرون من المحترفين لا يستحقون مكانة في المنتخب الوطني أيضا على الأقل في التشكيلة الأساسية. * * مثل من.؟ * - يزيد منصوري مثلا الذي يبلغ 35 سنة، أظن أنه لاعب عادي جدا بإمكان أي لاعب محلي خلافته، وهناك كريم زياني أيضا ليس في أحسن أحواله كما فقد مكانته مع فريقه، وهذا طبعا دون أن ننقص من قيمته. ما أريد قوله هو أننا في كرة القدم لا ننظر إلى الأسماء ولكن اللاعب الذي يكون في لياقة جيدة هو الذي يشارك ويدخل ضمن التشكيلة الأساسية سواء كان اسمه زياني أو غيره، والغريب في الأمر هو عندما سمعت المدرب الوطني يقول إن زياني سيلعب حتى وإن كان من دون فريق هذا أمر غير طبيعي تماما. كما أننا كنا نريد أن نرى بعض الوجوه الجديدة في المباراة الودية التي لعبها الخضر أمام منتخب صربيا وإعطاء الفرصة للبعض الآخر مثلا العمري الشاذلي حسب رأيي، هذه العقلية يجب أن تزول لأننا في كرة القدم نعيش بالحاضر والمستقبل. * * كلامك يجرنا للحديث عن الأخطاء التي ارتكبت في مباراة صربيا الودية... * - عادة المباريات الودية تبرمج من أجل خلق الانسجام والوقوف عند النقائص الموجودة لتصحيحها، ولا تهم فيها النتيجة، لكننا لم نشاهد ذلك في مباراة صربيا، بالرغم من أنها جاءت في وقتها، لأن في كرة القدم الأخطاء تجعلنا نتقدم إلى الأمام، لكن اللاعبين نسوا أنهم يلعبون مباراة تحضيرية وجدية ولكنهم بدل ذلك لعبوا من أجل الجمهور والإشهار، ونسوا أننا نملك الآن منتخبا وطنيا متأهلا إلى كأس العالم وجميع الفرق التي تلعب معنا تريد الفوز علينا، أظن أننا لم نستفق بعد من الغيبوبة التي دخلنا فيها منذ الفوز على مصر في السودان، وهو نفس الخطأ الذي يبقى يتكرر مرة أخرى مثل حلم إسبانيا 1982 الذي ما زال يخيم علينا. * * ماذ تقصد بالضبط؟ * - لا أنكر أننا نملك لاعبين محترفين ممتازين، لكن يبدو أن عقليتهم أصبحت محلية، وربما تأثروا سلبيا بعقلية اللاعب المحلي، خاصة بعدما أصبحوا يعيشونها في كل مرة يأتون إلى الجزائر. * * كيف ذلك؟ * - الجميع يعرف أن جل محترفينا هم لاعبون عاديون في نواديهم الأوروبية، ولكنهم عندما يسافرون إلى الجزائر يصبحون لاعبين كبارا ويحضون بمعاملة النجوم، حيث يجدون كل شيء، البنات يجرون ورائهم، الأموال الطائلة، وحتى رئيس الحكومة كان في استقبالهم شخصيا عند عودة المنتخب من أنغولا. هذا أمر جيد من جهة ولكنه قد يصبح سلبيا إذا لم نتعامل معه بطريقة سليمة. وأضيف لك شيئا آخر. * * تفضل.. * - بعد نهاية كأس إفريقيا كل اللاعبين الأفارقة عادوا إلى مناصبهم كأساسيين إلا لاعبينا في الاحتياط، والبعض يريد تفسير ذلك على أنه نوع من "الحڤرة" آسف هذا غير صحيح، هل يعقل أن يتعرض اللاعبون الجزائريون فقط إلى هذه المعاملة لأنهم فضلوا منتخب بلدهم. في رأيي السبب الوحيد وراء ذلك أنهم لاعبون عاديون ولو كان خلاف ذلك لعرف دروغبا في تشيلسي وإيتو في الأنتر نفس المصير. * * كثيرون يوجهون أصابع الاتهام إلى الناخب الوطني رابح سعدان ويحملونه مسؤولية أي تعثر.. ما رأيك؟ * - معرفتي الشخصية بالمدرب سعدان الذي عملت معه في اتحاد العاصمة تجعلني أدرك ما يحدث له مع اللاعبين في المنتخب، فهو شخص طيب ولا شك في إمكانياته، ولكنه بحاجة إلى نوع من القوة حيث ينبغي عليه أن يعامل بعض اللاعبين بشدة حتى يتحكم فيهم. * * ماذا تعني بهذا؟ * - كلاعب سابق وكمدرب أعرف ان لاعبي كرة القدم "حڤارين" عندما يدركون أن المدرب إنسان طيب ومتسامح، يحسبون أنه يهابهم، وبالتالي يحاولون التمرد على تعليماته، وقد طالعنا عبر الصحافة الوطنية ما فعلوه خلال التربصات، لذلك ينبغي التحكم فيهم بقوة ومحاسبتهم على كل صغيرة وكبيرة طالما أن كل الإمكانات متوفرة، وحتى مكافأة التأهل إلى المونديال أخذوا نفس المبلغ الذي تحصل عليه منتخب فرنسا. * * على ذكر المونديال.. تطالب بعض الأطراف بضرورة تدعيم العارضة الفنية للخضر، هل أنت مع هذه الفكرة؟ * - بالنسبة لي، أنا مع فكرة تدعيم العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وأتمنى أن يكون لدينا طاقم فني موسع مثلما نشاهده في المنتخبات العالمية مثل منتخب فرنسا الفائز بكأس العالم 1998 عندما كان المدرب إيمي جاكي يعمل رفقة سبعة أو ثمانية مدربين مساعدين. ونفس الشيء مع المدرب الحالي دوميناك. في اعتقادي منتخبنا أصبح كبيرا وبحاجة إلى عدة مساعدين لأن سعدان لا يستطيع العمل والبقاء لوحده. * * وهل أنت مع استقدام مدرب أجنبي أم تقني جزائري؟ * - عندما تقول سأجلب مدربا أجنبيا مثل الفرنسي روجي لومار هذا يعني أنك لا تثق في قدرات سعدان كمدرب، لذلك إذا كانت هناك ضرورة لتدعيم العارضة الفنية فبتقنيين جزائريين بشرط أن يكونوا يملكون الخبرة والتجربة في المستوى العالي كمدربين ولاعبين سابقين، وهنا أكرر ما قاله: مساعد مدرب المنتخب المصري شوقي غريب الذي أكد استعداده تدريب الفريق عندما هدد شحاته بتقديم استقالته، فهل يوجد في الجزائر مدرب مساعد يقول ذلك ولديه شخصية وقدرة على خلافة المدرب الرئيسي. * لا أعتقد أنه موجود مع احترامي لمساعدي سعدان، كما أن الحديث عن جلب مساعد لا يعني ذهاب سعدان من المنتخب الوطني، فأنا شخصيا أتمنى بقاءه حتى بعد نهاية المونديال من أجل مواصلة العمل الذي بدأه منذ سنتين على الأقل كمدير فني وطني، وهذا للمحافظة على الاستقرار، ولكن. * * في الأخير.. تساءل كثيرون عن سر غيابك عن دورة الصداقة التي نظمت مؤخرا والتي شارك فيها النجم زيدان؟ * في الحقيقة كان من المفروض أن أشارك، كوني أنتمي على منتخب التسعينيات لكن لظروف طارئة تعذر حضوري. لكنني أريد أن أوجه كثيرا من اللوم والعتاب لعلي فرڤاني الذي لم يكن منصفا في عملية اختيار اللاعبين للمشاركة في هذه الدورة، ولم يحترم حتى كلمته معنا، لأنه لم يكن عادلا. * من جهة أخرى اندهشت عندما شاهدت صور بعض اللاعبين كنت أحترمهم كثيرا يركضون وراء زين الدين زيدان من أجل أخذ صورة معه، وهو شيء مؤسف للغاية، فزيدان له كل الاحترام لكونه لاعبا كبيرا لكنه ليس نبيا للنزول من أجله لهذا المستوى حيث وصل الأمر إلى غاية العراك والمشادات للعب أمام زيدان.