أبدعت الفنانة السعودية على ركح كويكول بأحلى النغمات الخليجية شكلا ومضمونا، فمن الناحية الشكلية كان للباس الفرقة المرافقة للفنانة وآلاتهم بصمة واضحة المعالم، سرعان ما ترسم في مخيلة الحاضرين صورة خليجية بحتة، وتزداد هذه الصورة وضوحا مع الطابع الذي أدته وعد بامتياز حيث قدمت لجمهورها باقة من الأغاني الخليجية تباينت بين أغانيها وأخرى أدتها لمطربين كبار ومنهم المطرب محمد إدريس والفنانة وردة الجزائرية ومحمد عبدو وغيرهم. وكان للكثير من أغانيها التي أدتها على امتداد أزيد من ساعة، وقع خاص على الجمهور الذي تفاعل بطريقته الخاصة مع وعد، خاصة حينما أدت ''يا أحلاهم''، ''ليلة عمر''، ''مالي ومالو''، ''لولا الملامة'' وغيرها من الأغاني الخليجية التي تقترب كثيرا مع اللون الجزائري على حد تقدير الفنانة وعد التي اعتبرت أن الإيقاع الخليجي قريب جدا من الإيقاع الجزائري، حيث يشتركان في الكثير من النقاط ومنها الإيقاع الخفيف. لتودع بعدها وعد ركح جميلة بطريقة مميزة ولعلها الأولى من نوعها، حيث نزلت إلى الجمهور وسارت بين الحضور وهي تؤدي آخر أغنية لها، لتختم حفلها ب ''نحبكم بزاف''. ومن الإيقاع الخليجي الذي عايشه جمهور كويكول عاد الفنان عبدو درياسة بالجمهور مجددا إلى أرض الوطن خاصة أنه استهل أغانية برائعة ''العوامة'' التي اتضح أن الجميع يحفظها عن ظهر قلب. ولعل ما زاد في حماسة الحضور وأثار حركتهم هو أداء عبدو للأغنية السطايفية المحلية وأغنية ''صالح يا الصالح'' التي أداها بإتقان وجعل الجمهور يتفاعل معها إلى حد بعيد، ليغرد نجل رابح درياسة بعدها طويلا، مؤديا جملة من أغانية وأغانٍ أخرى، حيث غنى للوطن من خلال أغنية ''حملتك وردة''، وغنى للتراث من خلال أغنية ''حبيت نتوب''، لينهي باقته بأداء الأغنية الجزائرية الشهيرة'' يحياو ولاد بلادي''. ورغم أن منشطة السهرة قامت بإعلان نهاية السهرة للسماح لعبدو بمغادرة الركح، إلا أن ما تبقى من جمهور إلى غاية الثانية صباحا أبى إلا أن يعيد عليهم عبدو أغنية ''يحياو ولاد بلادي''، وعلى أنغام هذه الأخيرة أسدل الستار على السهرة الثامنة من مهرجان جميلة العربي.