في الوقت الذي فضل بعض الجزائريين من المغتربين وعددهم قليل تقديم عطلتهم السنوية إلى منتصف شهر جوان خصيصا لمتابعة مباريات كأس العالم مع ذويهم وكانوا يأملون معايشة أفراح الانتصارات التي لم تتحقق رغم فرحة التعادل أمام أنجلترا، فإن غالبية المهاجرين أخرّوا عطلتهم إلى غاية منتصف أوت لأجل قضاء الشهر المعظم أو جزء منه مع أهاليهم .. * وحطمت الخطوط الجوية الجزائرية هذا العام كل الأرقام القياسية بنقل حوالي مليون مغترب جزائري من وإلى مختلف المدن الجزائرية والأوروبية ناهيك عن الذين فضلوا العودة عبر البحر والجو عن طريق تونس أمام استحالة تلبية الخطوط الجوية والبحرية الجزائرية كل هذه الطلبات .. ويطمح بعض المغتربين قضاء أول عيد فطر في الجزائر لأول مرة منذ أزيد عن ربع قرن .. بينما باشرت الخطوط الجوية الجزائرية التفكير في برنامج الصائفة القادمة الذي سيكون كل شهر أوت فيه للصيام والقيام، حيث من المحتمل أن تنحصر فيه الرحلات وتزدحم، وستشكل ضغطا رهيبا على الخطوط الجوية الجزائرية المجبرة على مضاعفة رحلات الذهاب والعودة .. وتأكد بأن من الرباعي الذي فرض نفسه على المهاجرين العائدين إلى أرض الوطن هذه الصائفة المتميزة وهو مشاركة الخضر في منافسة كأس العالم وموسم الأعراس والاصطياف وشهر الصيام، كانت فيه الغلبة للشهر الفضيل كما أكدت حركة الطيران ذلك. * ويعتبر رمضان الحالي هو الأول منذ ربع قرن الذي يكون جزؤه الأكبر في شهر أوت وغالبية المهاجرين سيكتفون بقضاء الأيام الأولى من الشهر المعظم في الجزائر، ويمارسون شعائرهم ومنها صلاة التراويح في مختلف مساجد الوطن .. ولاحظ مصدر من الخطوط الجوية الجزائرية أن معظم العائدين إلى أرض الوطن من المهاجرين هم من القاطنين خارج فرنسا سواء في كندا أو الولاياتالمتحدة وبقية الدول الأوربية، بينما تمكنت مدن فرنسية عديدة من التأقلم مع شهر رمضان سواء الصيام أو الصلاة، وصارت مختلف مساجد فرنسا تقيم التراويح إضافة إلى وجود عدد كاف من المصليات والمساجد وحوانيت تبيع اللحم الحلال والأكلات التقليدية الجزائرية، كما أن الحكومة الجزائرية تتحرك ببرامج دينية وفنية خاصة لجاليتنا في فرنسا عكس الجاليات الموزعة في دول أخرى، وهذا ما جعل أجواء رمضان في باريس ومارسيليا وليون لا تختلف كثيرا عما هو موجود في الجزائر .. ولاحظنا أن الكثير من القادمين من باريس لقضاء شهر رمضان إنما جعلوا عاصمة فرنسا محطة فقط لأنهم أصلا قادمون من دول أخرى مثل أستراليا وكندا.. وهو ما جعل الخطوط الجوية الجزائرية تعلن عن فتح عدة خطوط جديدة ومضاعفة أخرى خلال عام 2011 في ألمانيا والسويد وسويسرا وغيرها تحسبا لصائفة قادمة قد تكون أكثر ضغطا من الصائفة الحالية.