تونس قد تفقد مليون و200 ألف سائح جزائري نحو إنشاء شاشات عملاقة في المدن السياحية وفطور وسحور خاص للمصطافين سيكون صيف 2010 متميزا جدا بالنسبة للجزائريين، وهذا التميّز قد ينسف العطلة الصيفية نهائيا بسبب تظاهرة كروية كبرى لم يعش أجواءها الجزائريون منذ 24 سنة وهي كأس العالم في كرة القدم وركن إسلامي لا يوجد في العالم من يقدسه مثل الجزائريين وهو شهر رمضان المعظم. * وستطول هذه الأحداث الكروية والشعائر الدينية شهور الصيف الأربعة منذ 13 جوان، حيث ستلعب الجزائر أول مباراة مونديالية لها أمام سلوفينيا، إلى غاية منتصف شهر سبتمبر حيث عيد الفطر المبارك وهو ما جعل عامة الجزائريين يفكرون من الآن في البحث عن الأيام التي سيقضون فيها عطلهم بعيدا عن انشغالاتهم الدينية والكروية، وهي فعلا تعد على أصابع اليد الواحدة وهو ما جعل الأشقاء التونسيين يسابقون الزمن لأجل أن لا يسقط السائح الجزائري من المعادلة الصيفية السياحية هذا العام بسبب هاته العوامل، خاصة أن الجزائريين يفضلون متابعة لقاءات الكرة، إما في مكانها الأصلي في جنوب إفريقيا أو في الجزائر، من أجل العيش في أجواء الاحتفالات الشعبية الكبرى، كما يفضلون قضاء شهر رمضان أيضا في الجزائر بسبب نكهته الخاصة... * ولا يكمن تخوف الأشقاء التونسيين من عزوف السائح القادم من المدن الجزائرية فقط وإنما أيضا من المدن الأوروبية، خاصة أن عدد من المهاجرين الجزائريين في فرنسا وبلجيكا تعودوا على قضاء عطلتهم الصيفية في سوسة ونابل والحمامات وطبرقة ولكنهم ولّوا العام الماضي وجوههم نحو الجزائر بسبب تزامن الصيف مع الشهر الكريم وقد يولّون هذه المرة جميعهم وجوههم نحو الجزائر بسبب كأس العالم والشهر العظيم.. ويرتقب أن يكرر القنصل العام التونسي في مدينة عنابة جولته الإشهارية الناجحة التي قام بها العام الماضي لكبريات المدن الشرقية لأجل تقديم الصورة السياحية الجديدة لمختلف المدن السياحية التونسية من أجل جذب الجزائريين وإقناعهم بأن تواجدهم في تونس خلال الصيف لن ينقص من النكهة الكروية والرمضانية التي يعيشونها في الجزائر. * وكان القنصل العام التونسي في عنابة قد قام في شهر فيفري من السنة الماضية بجولة لعدة مدن كبرى مثل عاصمة الشرق قسنطينة ثم سطيف أعطت ثمارها، ولم تفقد تونس الكثير خلال الصائفة الماضية وبلغ عدد السياح حسب تقارير تونسية مليون و20 ألف سائح جزائري دخلوا مختلف المدن خلال شهري جوان وجويلية.. * واعترفت التقارير التونسية بأن السائح الجزائري من أهم الزبائن لقطاع السياحة في تونس الذي يمثل 20 بالمئة من الدخل التونسي من العملة الصعبة، حيث ينفق السائح الجزائري أزيد عن 500 دولار خلال أسبوع واحد، بينما يفضل السائح الأوربي أن يأتي في رحلات منظمة ولا يكاد يغادر الفندق ولا يصرف أحيانا دولارا واحدا، خاصة بعد أن سيطرت على تونس في المدة الأخيرة ظاهرة سياح أوربا الشرقية سابقا مثل التشيكيين والبولونيين والأوكرانيين الذين يتميزون »ببخلهم" الشديد، بينما يبقى السائح الجزائري قويا بتواجده في المركبات السياحية الكبرى وزبونا دائما في المساحات التجارية وأسواق الصناعات التقليدية التونسية وحتى في المصحات الصيفية الخاصة بمعالجة الأمراض المختلفة بمياه البحر... * وعلمنا أنه تزامنا مع التحرك الرسمي التونسي بدأت فنادق تونسية فخمة في مختلف المدن السياحية بالإعلان عن برنامجها الصيفي الخاص بالجزائريين وحتى بالأوروبيين المعنيين بكأس العالم مثل تجهيز المركبات بشاشات عملاقة تقدم المقابلات العالمية، كما أعرب الكثير من التونسيين عن تشجيعهم للجزائر وستكون الأفراح الكبرى عنوانا تونسيا كلما اقتطع رفقاء زياني فوزا في جنوب إفريقيا كما حصل في العشرين من جوان الماضي، تزامنا مع الفوز الكبير الذي حققه بوقرة وصايفي في لقاء الخضر في زامبيا، حيث حوّل السياح الجزائريون يوم المدن السياحية التونسية إلى أفراح شارك فيها التونسيون.. وقدمت أيضا بعض الفنادق برنامجها الرمضاني من فتحها للمسابح ليلا بعد الإفطار وتقديم أطباق تقليدية ليس لوجبة الإفطار فقط وإنما لأجل وجبة السحور أيضا، ناهيك عن البرنامج الترفيهي حتى لا يمضي الموسم السياحي التونسي من دون جزائريين، ومع ذلك فالمهمة ستكون في منتهى الصعوبة بالنسبة للتونسيين وحتى للجزائريين الذين يمتلكون مشاريع سياحية في المدن الساحلية الجزائرية، خاصة إذا تمكن الخضر من عبور الدور الأول حيث سيكون شغل الجميع هو تتبع خطواتهم مع الكبار في الأدوار المتقدمة. * ويتخوف الخواص من الجزائريين الذين قاموا باستئجار الشواطئ لعدة سنوات من أن يكون موسمهم أبيضَ ماديا. حيث يسابقون الآن الزمن لأجل خلق مجالات ترفيه سواء في الفترة التي تتزامن مع كإس العالم أو الشهر الفضيل. ولكنهم يجمعون على صعوبة جلب المصطافين ويبقى رهانهم على المهاجرين الذين سيستحسنون قضاء صيف جزائري لن يكون هذه المرة مثل كل الفصول السابقة في السنوات السابقة.