عندما رغّب إليّ صديقي محمد يعقوبي الكتابة في هذا الشهر الفضيل عما أسماه العبادات المهجورة، كنت أدرك ضرورة لفت الأنظار إلى إعلاء طائفة من العبادات، تتغلغل جذورها في القلب، وتمت فروعها في السلوك، وتبدو ثمراتها في الأخلاق والمعاملات، وإن اختلفت طقوسها عن العبادات المعروفة كالصلاة والصوم والحج . * إن الذي نعنيه، هو تلك الشبكة من النظم الاجتماعية والخلقية والنفسية التي تتناول الحياة العامة والخاصة، وترتفع في دلالاتها إلى مستوى العبادات الحاسمة، التي تتسع لها دائرة الدين، وتجعل التمرد عليها، تمرد على شارعها جلّ شأنه، ومن ثم فهي ليست نافلة يقوم بها الفرد أو المجتمع تطوّعا، إنما هي جزء من صميم الدين وتعاليمه، وشارة لسلوك المؤمنين بالغدوّ والآصال. وهي بهذا المعنى، صلة دائمة بالله، وصلة مستمرة بالنفس، قائمة على التأديب والضبط والاعتدال، وصلة بالمجتمع والناس، قائمة على العدل والرحمة. وإذا كان على المسلمين مآخذ في صلتهم بالله . فهي ترجع إلى هجرانهم لمثل هذه العبادات، وإهمالهم لروحها، أو التمسك بها في حدود المظهر والقشور، كأي ورقة مالية مزورة، ليس لها رصيد ذهبي في البنك . ولعل مقتضى الشعور بهذه الحقيقة المرّة، هو الذي شجعنا على التذكير في هذا العمود المختصر بما هجرنا من عبادات، وما أهملنا من أخلاق . ومن يدري ... لعلّ وعسى !! وما توفيقي إلا بالله عليه توكّلتُ وإليه أنيب . * ذاكرة رمضان الثاني 2حدث في مثل هذا اليوم - بداية فتح الجزائر:2 رمضان عام 82ه كانت الجيوش الإسلامية في شمال أفريقيا تواجه الروم من جهةٍ، والبربر من جهةٍ أخرى (الذين ظنوا الفتح الإسلامي كأيّ غزو أجنبي. ثم دخلوا في دين الله أفواجا لما رأوا أنوار الإسلام)؛ وكانت زعيمتهم "الكاهنةَ" قد استطاعت أن تجمع شملهم وتنظم دفاعهم.. فلم يستطع القائد زهير بن قيس البلوي أن ينتصر عليها، حتى جاء حسان بن النعمان وانطلق متوجهًا إلى أواسطِ المغرب، فالتقى بجيوش الكاهنة.. وانتصر عليها في 2 رمضان عام 82ه. (وذكر بعض المؤرخين المسلمين أن "الكاهنة" أوصت أولادها بالدخول في الإسلام والانضمام إلى جيوش الفتح الإسلامي، وكذلك كان الأمر ) . - معركة بلاط الشهداء: 2 من رمضان 114ه الموافق 26 من أكتوبر 732م؛ بدأت معركة "بلاط الشهداء" بين المسلمين بقيادة "عبد الرحمن الغافقي" والفرنجة بقيادة "شارل مارتل"، وجرت أحداث هذه المعركة في فرنسا، في المنطقة الواقعة بين مدينتي "تور" و"بواتييه"، وقد اشتعلت المعركة مدة عشرةَ أيامٍ من أواخر شعبان حتى أوائل شهر رمضان، ولم تنتهِ المعركة بانتصارِ أحد الفريقين، لكنَّ المسلمين انسحبوا بالليل وتركوا ساحة القتال . - سقوط الدولة الأموية وقيام العباسية : 2 رمضان عام 132ه الموافق 13 أفريل 750م استولى أبو العباس السفَّاح العباسي على دمشق، وبذلك سقطت الدولة الأموية وقامت الدولة العباسية . - مولد المؤرخ الإسلامي الكبير ابن خلدون: في الثاني من شهر رمضان عام 732ه الموافق ل27 ماي 1332م ولد المؤرّخ الكبير أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون (أول من كتب في علم الاجتماع وفلسفة التاريخ في العالم، وصاحب المقدمة الشهيرة -التي كتبها في الجزائر * نذير مصمودي * * قصة آية لو كان ميكائيل . .. لآمنَّا ! قال الله تعالى: (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ. مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ . وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ ): البقرة : 97 - 99 . - عن الشَّعْبيّ قال: قال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): كنت آتي اليهود عند دراستهم التوراة، فأعجب من موافقة القرآن التوراة، وموافقة التوراة القرآن، فقالوا: يا عمر ما أحد أحبّ إلينا منك!، قلت: ولِمَ؟ قالوا: لأنك تأتينا وتغشانا. قلتُ: إنَّما أجِيء لأعجب من تصديق كتاب الله بعضَه بعضًا وموافقة التوراة القرآن، وموافقة القرآن التوراة . فبينما أنا عندهم ذات يوم إذ مرّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خلف ظهري، فقالوا: إن هذا صاحبك فقم إليه! فالتفتُّ إليه، فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد دخل خوخة في المدينة (الخوخة = هي فتحة كالنافذة الكبيرة تكون بين الداريْن لا يوضع عليها باب)، فأقبلتُ عليهم فقلت : أنشدكم بالله وما أنزل عليكم من كتاب، أتعلمون أنه رسول الله؟ فقال سيِّدهم : قد نشدكم الله فأخبروه !. - فقالوا : أنت سيّدنا فأخبره .. فقال سيدهم : إنا نعلم أنه رسول الله . قال عمر : فقلت : فأنت أهْلَكُهُم إن كنتم تعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم تتبعوه ! قالوا : إن لنا عدوًّا من الملائكة وسِلْمًا من الملائكة . فقلت : من عدوُّكم، ومن سلمكم؟ قالوا : عدوُّنا جبريل وهو ملك الفظاظة والغلظة والآصار والتشديد . قلت : ومن سِلْمُكم؟ قالوا : ميكائيل وهو ملك الرأفة واللين والتيسير . قلت : فإني أشهد ما يَحِلُّ لجبريل أن يعادي سلم ميكائيل، وما يحل لميكائيل أن يسالم عدوَّ جبريل، وإنهما جميعًا ومن معهما أعداء لمن عادوا وسلم لمن سالموا . ثم قمتُ فدخلت الخوخة التي دخلها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاستقبلني فقال: "يا ابن الخطاب ألا أُقْرِؤُك آيات نزلت عليَّ قبْلُ؟ قلت: بلى، فقرأ: (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ) الآية حتى بلغ (وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلا الْفَاسِقُونَ)". قلت : والَّذي بعثك بالحق، ما جئت إلا أُخبرك بقول اليهود، فإذا اللطيف الخبير قد سبقني بالخبر ! قال عمر : فلقد رأيتُنِي أشدّ في دين الله من حجر . - وقال ابن عباس: إن حَبرًا من أحبار اليهود من فَدَكَ يقال له: عبد الله بن صوريا حاجّ النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) فسأله عن أشياء، فلما اتَّجهت الحجَّة عليه قال: أيَّ ملك يأتي من السماء؟ قال: "جبريل، ولم يبعث الله نبيا إلا وهو ولِيُّه" قال: ذاك عدُوّنا من الملائكة، ولو كان ميكائيل مكانه لآمنَّا بك! إن جبريل نزل بالعذاب والقتال والشدة، فإنه عادانا مرارًا كثيرة، وكان أشدّ ذلك علينا أن الله أنزل على نبينا أن بيت المقدس سيخرب على يدي رجل يقال له بختنصر، وأخبرنا بالحين الذي يخرب فيه، فلما كان وقته بعثنا رجلا من أقوياء بني إسرائيل في طلب بختنصر ليقتله، فانطلق يطلبه حتى لقيه ببابل غلامًا مسكينًا ليست له قوّة، فأخذه صاحبنا ليقتله فدفع عنه جبريل، وقال لصاحبنا: إن كان ربكم الذي أذن في هلاككم فلا تسلط عليه، وإن لم يكن هذا فعلى أيّ شيء تقتله؟ فصدقه صاحبنا ورجع إلينا، وكبر بختنصر وقوي وغزانا وخرب بيت المقدس، فلهذا نتخذه عدوّا (!!) فأنزل الله هذه الآية . - وقال مقاتل : قالت اليهود : إن جبريل عدوُّنا أمر أن يجعل النبوة فينا فجعلها في غيرنا، فأنزل الله هذه الآية . * هُمْ ورمضان ! - خرج علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في أول ليلة من رمضان، والقناديلُ تُزهر في المسجد، وكتاب الله يُتْلَى فجعل ينادي: "نَوَّرَ اللهُ لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فِي قَبْرِكَ كَمَا نَوَّرْتَ مَسَاجِدَ اللهِ بِالْقُرْآنِ". - كان قتادة يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة . - كان الإمام محمد بن شهاب الزهري إذا دخل رمضان قال : إنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام . - وكان إمام الأئمة وعالم المدينة مالك بن أنس ( رضي الله عنه ) إذا دخل رمضان يَفِرُّ من الحديث ومجالسة أهل العلم، ويُقْبِلُ على تلاوة القرآن من المصحف . - كان الإمام سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن . - وقال الربيع بن سليمان المرادي : كان الشافعي يختم في شهر رمضان ستين ختمة . - كان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة . - كان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين . - كان الأسود بن يزيد يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ . - قال أبو عوانة : شهدت قتادة يدرس القرآن في رمضان . - كان زبيد اليامي : إذا حضر رمضان أحضر المصحف وجمع إليه أصحابه . * مدرسة الدعاء - عن عبد العزيز بن أبي رواد قال : " كان المسلمون يدعون عند حضرة شهر رمضان : اللَّهُمَّ أَظَلَّ شَهْرُ رَمَضَانَ وَحَضَرَ، فَسَلِّمْهُ لِي وَسَلِّمْنِي فِيهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنِّي . اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي صِيَامَهُ وَقِيَامَهُ صَبْرًا وَاحْتِسَابًا، وَارْزُقْنِي فِيهِ الِجدَّ وَالاِجْتِهَادَ، وَالْقُوَّةَ وَالنَّشَاطَ، وَأَعِذْنِي فِيهِ مِنَ السَّآمَةِ وَالْفَتْرَةِ وَالْكَسَلِ وَالنُّعَاسِ، وَوَفِّقْنِي فِيهِ لِلَيْلَةِ الْقَدْرِ وَاجْعَلْهَا خَيْرًا لِي مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ( رواه الطبراني في الدعاء ) . - وكان عبد الله بن عمرو رضي الله عنه إذا أفطر يقول : اللَّهُمَّ ِإنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي ( رواه ابن ماجة ) - وكان التابعي الزاهد الرَّبيع بن خثيم ( رضي الله عنه ) يقول عند فطره : اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَعَانَنِي فَصُمْتُ وَرَزَقَنِي فَأَفْطَرْتُ ( رواه ابن فضيل في الدعاء ) . * وصايا للصائمين - عن طليق بن قيس قال قال أبو ذر الغفاري ( رضي الله عنه ): " إِذَا صُمْتَ فَتَحَفَّظْ مَا اسْتَطَعْتَ " . فَكان طَليق إذا كان يوم صومه دخل ولم يخرج إلا للصلاة . - وعن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما) قال: "إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ وَلِسَانُكَ عَنِ الْكَذِبِ وَالمآثِمِ، وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ، وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ وَلاَ تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَيَوْمَ صِيَامِكَ سَوَاءً " . ( ابن أبي شيبة ) - قال الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله): "لاَ رِيَاءَ فِي الصَّوْمِ، فَلاَ يَدْخُلُهُ الرِّيَاءُ فَيْفَعَلُهُ؛ مَنْ صَفَّى صُفِّيَ لَهُ، وَمَنْ كَدَّرَ كُدِّرَ عَلَيْهِ، وَمَنْ أَحْسَنَ فِي لَيْلِهِ كُوفِيَ فِي نَهَارِهِ، وَمَنْ أَحْسَنَ فِي نَهَارِهِ كُوفِيَ فِي لَيْلِهِ، وَإِنَّمَا يُكَالُ لِلْعَبْدِ كَمَا كَالَ " . * خاص للمحسنين - قال الإمام الشافعي رحمه الله: "أُحِبُّ لِلرَّجُلِ الزِّيَادَةَ بِالْجُودِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ اِقْتِدَاءً بِرَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) وَلِحَاجَةِ النَّاسِ فِيهِ إِلَى مَصَالِحِهِمْ، وَلِتَشَاغُلِ كَثِيرٍ مِنْهُمْ بِالصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ عَنْ مَكَاسِبِهِمْ " . - وكان حماد بن أبي سليمان يُفَطِّرُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَمْسَمِئَةِ إِنْسَانٍ، وَإِنَّهُ كَانَ يُعْطِيهِمْ بَعْدَ الْعِيدِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِئَةَ دِرْهَمْ . - قال عبيد بن عمير: يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَجْوَعَ مَا كَانُوا قَطُّ، وَأَعْطَشَ مَا كَانُوا قَطُّ، وَأَعْرَى مَا كَانُوا قَطُّ، فَمَنْ أَطْعَمَ للهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَشْبَعَهُ اللهُ، وَمَنْ سَقَى لله - عَزَّ وَجَلَّ - سَقَاهُ اللهُ، وَمَنْ كَسَا للهِ - عَزَّ وَجَلَّ - كَسَاهُ اللهُ . - وقال ابن رجب : كانوا يقولون : إِذَا حَضَرَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَانْبَسِطُوا فِيهِ بِالنَّفَقَةِ، فَإِنَّ النَّفَقَةَ فِيهِ مُضَاعَفَةٌ كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ . - قال العزُّ بن عبد السلام : إِنَّ الصَّائِمَ إِذَا جَاعَ تَذَكَّرَ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْجُوعِ، فَيَحُثُّهُ ذَلِكَ عَلَى إِطْعَامِ الْجَائِعِ ( فَإِنَّمَا يَرْحَمُ العُشَّاقَ مَنْ عَشِقَا ) . * ثلاثيات * الصوم ثلاثة : 1 - صوم الروح وهو قصر الأمل . 2 - وصوم العقل وهو مخالفة الهوى . 3 - وصوم الجوارح وهو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع . ( ابن الجوزي ) . * لطائف القرآن معاني التسبيح قال الإمام الفخر الرازي - رحمه الله - :" .. قال أهل التذكير : التسبيح جاء تارة في القرآن بمعنى التَّنزيه وأخرى بمعنى التعجب . أما الأول فجاء على وجوه : - أنا الْمُنَزَّهُ عن النَّظير والشريك : ( سُبْحَانَهُ هُوَ الله الْوَاحِدُ القَهَّارُ ) . - أنا المدبِّر للسموات والأرض : ( سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) . - أنا المدبّر لكلّ العالمين : ( سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) . - أنا المنزَّه عن قول الظالمين : ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ) . - أنا المستغني عن الكلّ : ( سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ ) . - أنا السلطان الذي كلُّ شيء سوايَ فهو تحت قهري وتسخيري : ( فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ) . - أنا العالِم بكل شيء : ( سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ . عَالِمِ الْغَيْبِ ) . - أنا الْمُنَزَّه عن الصاحبة والولد : ( سُبْحَانَهُ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ ) . - أنا المنَزَّه عن وصفهم وقولهم : ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )و ( عَمَّا يَقُولُونَ )و ( عَمَّا يَصِفُونَ ) . وأما التعجب فكذلك : - أنا الذي سخَّرت البهائم القوية للبشر الضعيف : (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا ) . - أنا الذي خلقت العالم وكنت منزهًا عن التَّعب والنصب :( سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً ) . - أنا الَّذي أعلم لا بتعليم المعلمين ولا بإرشاد المرشدين :( سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمَتْنَا ) . - أنا الَّذي أزيل معصية سبعين سنة بتوبة ساعة : ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ) . * يسألونك عن القرآن عرضهم . .. أم عرضها؟؟ قال الله تعالى :(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) - البقرة : 31 . السؤال : لماذا قال (ثُمَّ عَرَضَهُمْ )ولم يقل عَرَضَهَا؟ الجواب : - لأن الْمُسمَّيات إذا جَمعت من يعقِل ومن لا يعقل، عُبِّر عنها بلفظ من يعقل لتغليب العُقلاء عليهم كما يعبر عن الذُّكور والإناث بلفظ الذكور . ( تفسير الخازن ). - وأجاب الفخر الرازي - رحمه الله - عن هذا السؤال بقوله : لأنَّه لما كان في جملتها الملائكة والإنس والجن - وهم العقلاء - فغلَّبَ الأكمل؛ فقد جرت عادة العرب بتغليب الكامل على الناقص كلما غلبوا . * الشيخ أبو عبد السلام للشروق اليومي : " لا تختلف نسبة استفتاء الجزائريين في رمضان عن غيره من الشهور " ميلود بن عمار * عندما يُقبل شهر رمضان تتغيّر الاهتمامات والعادات، ويُقبل الصائمون على ربّهم بمختلف القُربات متحرّين في كلّ شؤونهم صالح الأعمال، لأنّ رمضان فرصة سنوية واقتناصها من نباهة المسلم العابد . ويختلف الناس في رمضان من ناحية هممهم في العبادة، فلكلّ واحد قدرته على محاكاة الكمال في أعمال التقوى، ومجاراة أعمال الصالحين من السابقين . عندما التقينا الشيخ جعفر أولفقي، المعروف لدى الجزائريين باسم الشيخ أبو عبد السلام، كان ذلك بالمركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة يومين قبل حلول شهر رمضان، وكان حضور الشيخ أبو عبد السلام بالمركز من أجل إلقاء محاضرة حول أخلاق الصائم. والشيخ أبو عبد السلام إطار بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ويساهم بفعالية في تعريف الناس بشؤون دينهم ودنياهم من خلال الفتاوى التي يقدّمها للسائلين على مختلف الوسائط الإعلامية، من جرائد وإذاعة وتلفزيون. إضافة إلى مساهماته الدعوية من خلال منابر بعض المساجد، والزيارات التي يقوم بها بناء على دعوات يتلقّاها من مختلف الولايات للمساهمة في نشاطات على علاقة بالدعوة وشؤونها . لمّا سألت الشروق اليومي الشيخ أبو عبد السلام عن خصوصيات شهر رمضان بالنسبة له في يومياته، أجاب إجابة جامعة مانعة مفادها، أنّه يقضي هذا الشهر "صائما قائما"، واستطرد شارحا "نقضي نهاره صياما وليله قياما". أمّا عن أكثر ما يشغل الشيخ أبو عبد السلام في هذا الشهر الكريم، فهو القرآن، حيث أكّد أنّ علاقته بالقرآن تبدأ من شعبان تلاوة وتفسيرا وتدريسا. إضافة إلى التركيز على كتب الحديث والفقه. ويبدو من خلال ما أكّده الشيخ أبو عبد السلام للشروق اليومي، أنّ يومياته ولياليه في هذا الشهر الكريم، حافلة بالنشاطات من خلال المساهمة أيضا في الاستجابة للدعوات التي توجّه له من بعض المساجد ودور الشباب من مختلف الولايات، "أحاول المساهمة في النشاط الثقافي في بعض المساجد ودور الشباب في مختلف الولايات استجابة للدعوات التي أتلقّاها، والتي أحاول تلبيتها بحسب الإمكان والاستطاعة". أمّا عن الوسط الذي يقضي فيه الشيخ أبو عبد السلام شهر رمضان فهو العائلة. لكنّه فيما يبدو لا يفضّل في هذا الشهر أكُلات خاصة، حيث أكّد لنا "رمضان بالنسبة لي عاديٌّ جدا ولا ينبغي أن يتميّز بأكلة خاصة". وعلّل الشيخ ذلك بكوننا "قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا فلا نشبع " وهذا امتثالا للتربية النبوية . في موضوع آخر له علاقة بالفتوى ونسبة استفتاء الجزائريين في شهر رمضان، وهل ترتفع فيه أم تنقص مقارنة ببقية الشهور، اعترف الشيخ أبو عبد السلام للشروق بأنّ الجزائريين يستفتون في شؤون دينهم ودنياهم في رمضان بالكيفية نفسها مع غيره من الشهور. لكنّه كشف أنّ ما يشغل الجزائريين في هذا الشهر الكريم، وربما هذا ما يشكّل الخصوصية، هو تركيزهم من خلال الفتاوى التي يطلبونها على بعض السلوكات، ومدى إباحتها من عدمه، كما أكّد أنّ الكثير من الأسئلة التي يتلقّاها تتعلق بالقضاء والصيام في حق المصابين ببعض الأمراض المزمنة، هذا إضافة إلى أسئلة حول الصوم بالنسبة للنساء الحوامل والمرضعات . في المحاضرة التي ألقاها الشيخ أبو عبد السلام بالمركز الثقافي الإسلامي قبل شهر رمضان، استغرب أن يتحوّل الجزائريون من النقيض إلى النقيض، وضرب مثلا بما كان يحدث على أيام الاستعمار، حين كان الوالي يُصدر تعليمات للتجار أياما قبل حلول شهر رمضان تقضي بتخفيض 10 بالمائة من السلع المعروضة، ويُشدّد على أنّ العقوبات ستكون مشدّدة في حال ضُبط أحد التجار مخالفا لهذه التعليمات، وهو الأمر الذي انعدم اليوم، وأصبح الكثير من التجّار يُمسكون برقاب الناس .