سفير مصر بالجزائر لاحت في الأفق مؤشرات ايجابية لتطويق مخلفات الأزمة المصرية الجزائرية التي بدأت كرويا ثم طالت كافة المجالات والميادين، ويبدو أن حالة التشنج الحاصل في العلاقات الجزائرية المصرية بدأ يتلاشى بعد التطورات الأخيرة ورغبة كل طرف في تجاوز آثار الأزمة. * وزكى البيان الذي أصدرته السفارة المصرية، أمس، الطرح حينما وصف الاعتداء الذي تعرضت له حافلة فريق الأهلي ب"الفردي الذي لا يقلل من المجهودات الكبيرة التي تقوم بها السلطات الجزائرية" بعيدا عن التهويل وصب الزيت على النار. * وقالت السفارة المصرية بالجزائر في بيان صادر أمس تلقته الشروق إن الحادث فردي، مشيدة بالمجهودات الكبيرة للسلطات الجزائرية والسلطات المحلية. * وجاء في البيان أن والي ولاية تيزي وزو حسين معزوز ومدير الأمن الولائي قاما بزيارة اطمئنان على بعثة الأهلي، ووصفا الاعتداء بالفردي، كما أكد البيان قيام السلطات المعنية بكافة الاحتياطات وهو ما ينفي فرضية المؤامرة، ويصب في سياق التهدئة المتبعة من الجانبين. * وتسير العلاقات المصرية الجزائرية نحو الانفراج على خلفية تطورات الأحداث الأخيرة والتقارب في وجهات النظر رغبة من كل جهة في رأب الصدع ومحاولة تجاوز أثار الأزمة التي اشتعلت بفعل حادث الاعتداء على حافلة المنتخب الوطني لكرة القدم في نوفمبر الماضي. * وأورد البيان الصادر من الممثلية الدبلوماسية لمصر بالجزائر تفاصيل زيارة رئيس شبيبة القبائل حناشي إلى مقر إقامة بعثة النادي المصري وتقديم الاعتذار لرئيس البعثة المصرية حسين حمدي، مشيرا إلى شكر مسؤول الأهلي للاهتمام وحفاوة الاستقبال اللذين أولتهما السلطات الجزائرية للبعثة. * والواضح هو الحكمة التي تحلى بها مسؤولو نادي الأهلي الذين تصرفوا بوعي وتبصر وفوتوا الفرصة على ألسنة السوء و"شياطين الفتنة" للعويل والتهويل وصب الزيت على النار تفاديا لتصعيد الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، وهو السلوك الذي استحسنه الجانبان. * وكانت العلاقات المصرية الجزائرية قد تدهورت بشكل غير مسبوق بعد حادثة الاعتداء على حافلة المنتخب الوطني إثر رشقها بالحجارة وإصابة عدد من أفراد المنتخب بإصابات متفاوتة، مقابل رفض الطرف المصري الاعتذار واتهام الجزائريين بافتعال الحادثة، ما أشعل فتيل أزمة كبيرة وصل إلى حد إهانة بعض المصريين مقدسات الشعب الجزائري. * وتعرضت حافلة فريق الأهلي المصري إلى رشق من طرف أحد الصبية وهو ما اعتبره البعض كرد فعل من الطرف الجزائري، لكن مسؤولي شبيبة القبائل سارعوا بتقديم الاعتذار واعتبروا ذلك مجرد فعل فردي معزول لا يتحمل الفريق مسؤوليته، وهو ما هدأ الأوضاع ولقي تفهما من الطرف المصري ، ما أعطى ملامح أولية لعلاقات مميزة وأخوية مستقبلا.