كشفت الخارجية المصرية عن أولى تداعيات تقصير بلادها في حماية الفريق الوطني ومناصريه بالقاهرة خلال المقابلة التي جمعت الفريق الوطني ونظيره المصري في إطار الدور الأخير من التصفيات المؤهلة إلى كأسي إفريقيا والعالم. * * الخارجية المصرية، وعلى لسان ناطقها الرسمي حسام زكي، أكدت أن 20 بالمائة من رعاياها الموجودين في الجزائر، طلبوا من حكومة بلادهم العودة إلى مصر، مخافة من بطش الجزائريين، الذين طالت هجوماتهم مختلف المصالح الحيوية المصرية بالجزائر. * وقال حسام زكي "لقد عبر 20 بالمائة من المصريين الموجودين بالجزائر في صورة إقامة دائمة أو لأغراض العمل، في العودة إلى مصر، إذا توفرت إمكانات نقلهم، إلى حين تهدأ الأمور"، وأشار زكي في لقاء مع الفضائية "المصرية"، إلى أن عدم تعبير الثمانين بالمائة المتبقين، عن رغبتهم في مغادرة الجزائر، لا يعني أنهم لم يتعرضوا لمضايقات، يضيف المتحدث. * وقدر المسؤول بخارجية القاهرة عدد الجالية المصرية الموجودة في الجزائر، بأكثر من عشرة آلاف رعية، في حين تذهب إحصائيات أخرى إلى حصرها في حدود 15 ألف رعية، أغلبيتهم الساحقة يعملون في قطاعي البناء والأشغال العمومية، ما جعل بعضهم عرضة لهجومات من طرف مناصرين جزائريين، في الوقت الذي اعترف بوجود جريح جزائري تعرض لضربة بالسكين، على مستوى سفارة الجزائربالقاهرة. * وأكد حسام زكي أن بعض المصالح المصرية بالجزائر طالها تخريب واعتداء من طرف مناصرين متعصبين، وهو ما دفع، كما قال المتحدث، لاستدعاء سفير الجزائربالقاهرة، عبد القادر حجار، "للتعبير له عن قلق الحكومة المصرية بشأن مصير رعايانا ومصالحنا"، رافضا اعتبار الأمر "استدعاء" كما يصطلح عليه في الأعراف الدبلوماسية، مشيرا إلى الإعلام هو من كيف القضية على أنه استدعاء. * وذكر حسام زكي، أن السفير عبد القادر حجار "لم يسمع من الخارجية المصرية احتجاجا، وإنما طلبنا منه فقط تشديد الحراسة الأمنية على مقرات مصالحنا في الجزائر، لأن الوضع مقلق بحق، ولا نريد له أن يستمر أكثر مما هو عليه هذه الأيام"، داعيا بالمناسبة السلطات الجزائرية إلى التدخل من أجل تحويل اهتمامات الرأي العام المحلي المحتقن بسبب أمور وأشياء لم تحدث أصلا، في إشارة إلى ما يتردد في الجزائر عن سقوط قتلى من مناصري الفريق الوطني خلال سفرهم للقاهرة من أجل تشجيع فريق بلادهم. * ونفى المسؤول بوزارة الخارجية المصرية، أن تكون بلاده قد قررت ترحيل العمال المصريين بالجزائر، وقال إن مراد مدلسي، وزير الخارجية الجزائري اتصل بنظيره المصري محمد أبو الغيط أول أمس الإثنين ليستطلع موقف القاهرة مما تردد عن إمكانية ترحيلهم، فرد عليه أبو الغيط بالنفي، غير أنه أبلغ مدلسي انشغال الحكومة المصرية من الاعتداءات التي طالت عمال ومصالح مصرية بالجزائر. * كما نفى المسؤول المصري ما نقل عن وزير العمل والتشغيل، الطيب لوح، بشأن احتمال إلغاء تصريح العمال المصريين بالجزائر، وقال "لم يصلنا شيء في هذا المجال"، مشددا على أن "العلاقات بين الجزائروالقاهرة لا علاقة لها بما يحدث وأكبر بكثير من أن تتأثر، والتعاون لم ينقطع، وفيه رغبة جامحة لاحتواء الأزمة، لكن لا بد من وقت وجهد لذلك".